الأحد ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

حائِرَةٌ

مصطفى سعيدي

وأنتِ تَتَسَلَّقينَ
أعْلى الْجِبالِ مِنْ جِبالِ الْحَيرَةِ
أقولُ لكِ: لا تَحْتاري
فأنا رَجُلٌ أَوْضَحُ مِنَ الوضوحِ
كَمُحَياكِ الَّذي يَحْتَلُّ مَوضِعَ الشَّمْسِ
في نَهاري
فَلا تَقْلَقي يا امْرأتي؛
فَأَلْفُ امْرَأةٍ مِنْ قَبْلِكِ
لَمْ تَشْغَلْ واحِدَةٌ مِنْهُنَ
بِنْتاً مِنْ بَناتِ أَفْكاري،
وَقَرِيباً سَتَعْرِفينَ
أَنَّكِ السِّرُّ الوَحيدُ
الَّذي يَخْتَزِلُ كُلَّ أَسْرَاري،
وَسَتَقْرَئينَ سيرَةَ حَياتي
مَكْتوبَةً بِماءِ الحُبِّ
في السُّحُبِ وفي الْكُتُبِ..
على أَوْراقِ كُلِّ الأشْجارِ
فَلا تُفَكِّري طَويلاً
فَالْقَدَرُ أَرْسَلَكِ إلَيَّ
فَمَرْحَباً بِكِ يا أَجْمَلَ أَقْداري
يا امْرَأةً تَتَفَتَّقُ كَزَهْرَةِ اللُّوتس
تَنْبَلِج كَنَجْمَةٍ بَينَ أَحْضانِ قَصائِدي
وَأشْعاري،
تَشْتَعِلُ رَوْعَةً كَالْحُلْمِ
دافِئَةٌ كَقِطْعَةِ النَّارِ
تَتَسَلَّلُ إلى قَلْبي كَنَغْمَةٍ مِنَ الصَّبا
كَسيمْفونِيةِ هُيامٍ
لَمْ تُبْدِعْها أَصابِعي وأَوْتاري،
يا قَطْرَةَ مَطَرٍ أُحِبُّها، وَأَعْشَقُها حَتّى الْوَجَدِ
يا عَبَقَ صَبابَتي وَوَلَهي وَهُيامي
يا شَهْدَ الشَّهْدِ
يا عُنْوانَ عُمْري
يا أَجْمَلَ حَدَثٍ يَتَصَدَّرُ كُلَّ أَخْباري
يا أَرِيجَ وَرْدي وَأَزْهاري
يا فَوْحَ سَعادَتي
وَأَشِعَّةَ شَمْسِي
أَضِيئي
مُروجي وغاباتي
وُرودي وحَدائِقي
أوْدِيَتي وأَنْهاري،
أَمْطِرِيني وَجَدًا
يا أَجْمَلَ أَمْطاري
فَحُقولُ جَسَدي تَذْبُلُ أزْهارُها
وَتَجِفُّ دِمَاءُ شَراييني،
أَحِبيني يا سَيدَتي بِكُلِّ عَواطِفكِ الجَياشَةِ
وادْخُلي بِجَيشِ عِشْقِكِ الْجَرَّارِ
كُلَّ أمْصارِ جَوارِحي
اجْتاحي كُلَّ شِبْرٍ مِنْ قَلْبي
وَكُلَّ أَقْطاري
فَأنْتِ أَوَّلُ غازيةٍ
سَتَجِدُني فاتِحاً لَها أَبْوابَ قِلاعي،
وَراياتُ اسْتِسْلامي تَعْلو جَميعَ أَسْواري
فَادْخُلي مَمْلَكَتي يا مَالِكَتي
وَامْنَحِيني نَظْرَةً مِنْ عُيونِكِ
فَنَظْرَةٌ واحِدَةٌ مِنْكِ
تَكْفِيني لِأواجِهَ مِنْ أَجْلِكِ كُلَّ أَخْطاري
فَلا تَتَرَدَّدي يا حُوريَتي
ولا تَحْتاري
فَإشْراقُكِ مُهِم لَدي
فَلا يُمْكِنُكِ أَنْ تَتَصَوَّري
يا نَجْمَةَ لَيْلي
أَنَّهُ مِنْ غَيرِ ضَوْءِ عُيونِكِ
لَنْ يَكُونَ ثَمَّةَ نُورٌ في كَواكِبي
ولا في أقْماري
أَنَّهُ مِنْ غَيرِكِ يا رَقْمَ حَظي
كانَتْ كُلُّ عَمَلياتُ حِسابي
سَتُساوي لا شيء
صِفْرًا يَصْطَفُّ خَلْفَهُ طابورٌ
مِنَ الأَصْفارِ.
ومَنْ غَيرُكِ مِنْ بَينِ كُلِّ النِّساءِ
صُورَتُها
تَسْكُنُ عُيوني وَأَنْظاري
فَأَنا لَمْ وَلَنْ أَرى مِثْلَكِ
في ما مَضى وَما سَيَأْتي مِنْ حَياتي
فَأَنْتِ رِحْلَتي الْوَحِيدَةُ
الَّتي تُلْغي كُلَّ وِجْهاتي
وَكُلَّ أَسْفاري
فَأَنْتِ لا تَتَكَرَّرينَ
ومِنْ أجلِ رِضاكِ سَأسْتَنْفِذُ كُلَّ أَعْماري
فَلا تُفَكِّري طَويلاً
ولا تَحْتاري
وانْزِلي مِنْ جَبَلِ حَيْرَتِكِ
وَتَعَالي إليَّ
فَاسْمُكِ مَكْتوبٌ في كُلِّ أَوْراقِ أَقْداري ...

مصطفى سعيدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى