الأحد ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

ضجة حمراء مقدسة

دنياس عليلة

النجوم تنحني حتى الأرض مذعورة
تسلط الضوء على أدغال ضجة حمراء ممتدة منذ قرون
المكان محاط بأشجار وحشية مجوفة
على جذوعها نقوش بدائية
تثير شهوة إشتباك الأغصان بالأغصان
و إحتكاك الحجر بالحجر ...
أعشاب كثيرة في الواجهة
تزرع نطفها المشوهة بربوة داعرة...
وريقات حمراء لشجرة " زان "
تتناسل على ارتفاع عال من الهواء المتصلب
طقوس غريبة تسحبها إلى الأسفل
تحبسها في أصيص خزفي بارد و تعدها بمستقبل أخضر ... !
ألسنة متشعبة
من نيران متغنجة تلتهم بعضها البعض حتى الموت
كي يستنشق دخانها عابر ليلي
... صراخ سعيد يلف السماء
كلما قذفت العذارى
من البراكين الصخرية مجرحة بالحمم...
الغابة تلد من حين لآخر أبكار المها
موسومة بسلاسل من ذهب
بينما جمهرة قردة
تفتل من الفرح القسري
حبالا للنط
إلى الخيم المرشوقة في الفضاء
حيث حفلة تنكرية كبرى
يحييها متعهد نكاح
يزاوج كائنات الجانب الشرقي من الليل...
النجوم تحترز صهيل الشهوة فتنطفئ
كلما امتص البياض
رائحة النبيذ الشرعي
تكاثف الظلام بأعينهم
و عجزت الشمس عن الطلوع..!
فالظلمة جارية الليل
بإسمه تركض إلى العرين
تهيء له السرير
الليل يملك بيمينه كل المساءات
يعلقها خلف تنهيدة الفجر
و يدخر بيده الأخرى
أكياسا من سنوات ضوئية غابرة
يسوقها مجرورة إلى العدم...
زغاريد متقطعة تغرز الغيظ المكتوم
في شظايا الريح
قهقهات ماكرة تختبئ خلف إيماءة جنسية حيرى
فيما غراب شديد السواد يدس منقاره بناي أحدهم
ساعة أثرية تشرب الوقت المقطر من اللحى الطويلة
أربعة ضفائر منبوذة من رأس امرأة فائقة الحداثة
تجر مخمورا إلى إحدى الخيم
تثبته بأوشحة حريرية
تطوي نومه الناعم المقدس
في أربع دنان سميكة
مليئة بإنفجارات مكتومة وتتركه ليقظته المدوية...!
هكذا ضبطتهم
آلة تصوير فائقة الدقة
ترافق مصورا
فوتوغرافيا فاسقا ...!

دنياس عليلة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى