الثلاثاء ٨ آذار (مارس) ٢٠٠٥
بقلم عادل سالم

أصبحتُ في بحر الغرام أسيراً

ما كنتُ أحسبُ إنني لعيونها
أصبحتُ في بحر الغرام أسيرا
من نظرة أسرتْ فؤادي مثلما
أسَر الجنودُ محارباً مشهورا
وبدأتُ أمشي خلفها مُستسلماً
من دون قيد خائفاً مذعورا
وجلست مأموراً بسحر عيونها
متعطشاً لجمالها مبهورا
في الليل أحلمُ في العيون ورمشها
وأكون في وسط النهار جريرا [1]
وأسير سرحاناً أُخاطب ظلَّها
مُتمايلاً، متأملاً، مسحورا
إن كنتُ سكْراناً فذاكَ لأنني
من بحر عينيها شربتُ كثيرا
قد كنتُ عطشاناً لأول مرَّة
وأكادُ من عطشي أموتُ صغيرا
أنا طائرُ قفصُ الغرام مدينتي
إن يفتحوهُ فلنْ يعودَ يطيرا
أحببتُ سجني في هواك وإنني
سأظلُ في سجن العيون أسيرا
ما أجمل السَّجان في درب الهوى
لو عشتُ في بيت الحبيب دُهورا
ما كنت أصبرُ في الحياة وإنني
من أجل عينيها غدوتُ صبورا
إن المصاعبَ في الهوى ليسيرةُ
والقلبُ أضحى في الهوى مسرورا
إيمانُ يا نورَ العيون لعادل
أوَ لستُ للحب الكبير جديرا
لا تسألي عني الأقارب واسألي
دقات قلبك تسمعي المضمورا
أو فاسألي عينيَّ تنبئك الذي
ما كان في صدري أنا مستورا
أو فاسألي عينيك تعرف أنني
قد صرتُ في لغة العيون خبيرا
ثم اسألي القلبَ الكبيرَ فأنه
قد صار في درب الغرام سفيرا
لا تسألي عني العواذل غادتي
فالشمس تسطع في النهار كثيرا
لا تسألي عني المعارف واسألي
من في الهوى والحب كان بَشيرا
فالعاشقونُ الصادقونَ بعشقهم
بحديثهم لا يعرفون الزورا
لو تطلبين البدرَ مهراً آته
لو سرتُ من أجل العيون شهورا
أو تطلبين النجم في أعلى السما
أو تطلبين الصعبَ والمحظورا
لكنّ شيئاً يا حبيبة عادل
أغلى علي من النجوم كثيرا
قلبي أُقدمه إليك مقدَّماً
هل بعدَ ذلك في الزواج مهوراً
قد كنتُ يا إيمانُ قبلَ هواكمُ
مثل الذي دخل الجنان ضريرا
فتفتَّحتْ عينايَ عند رؤاكمُ
ما كنتُ أحسبُ أن أعودَ بصيرا
لعيونكم كل الصعاب أخوضها
وأعودُ بعد مشقة منصورا
سبحان من وهب الجمالَ لغادتي
سبحان من جعل الضرير بصيرا
قد كنت أحمدُهُ قديماً مَرَّةً
واليوم أصبح دائماً مشكورا
أنا قد طبعتُ على شفاهك وردةً
فشممتُ فيها خمرةً وعبيرا

[1جرير: الشاعر جرير


مشاركة منتدى

  • قصيدة رائعة يا من تحولت بقدرة الحب إلى جرير

  • السلام عليكم أستاذي عادل
    لا أدري كيف أقرأ قصيدتك وقد شارفت على الأربعين من عمري وعندي خمسة من الأطفال ، لكنني أحببت ان أعارضك ببعض ما تقول ، وإن لم تصدق سأرسل لك صورة حديثة كي ترى الشيب
    تحياتي وإليك هذه الأبيا فقد أجبرتني أن أقول الشعر:

    يا عادلاً في الحب باركه الإله أصبحت منك بذا الغرام غيوراً

    قد شاب قلبي حين راودني الهوى وغدت جناني في الهيام سعيراً

    طبعُ النساء فلا يرقن لعاشق وإن اكتسين جواهراً وحريراً

    اللآئمات إذ الخطوب بدربنا والهاجرات إذا رأين قصوراً

    أقصر بمدحك يا أخيَّ ولا تكن لبنات آدم مادحاً وأسيراً

    "لن يسلم الرجل القويم من الأذى" حتى وإن نزل الثرى مقبوراً

  • كاتب هدا النص شاعر بمعنى الكلمة

  • القصيدة جيدة ودالة علي ان صاحبها مغروم مغروم الي حد النخاع ولاكن الحب ليس باسر ولا بحزن ولاكنه اجمل من الجمال لان كل مشاعر الانسان تتحرك
    وانه مثل الروح اذا رايت الروح تري الحب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى