الأحد ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٩
بمناسبة يوم اللغة العربية

ألا يقرؤون القرآن الكريم؟

فازع دراوشة

اختصاصي هو اللغة الانجليزية وآدابها، ولكن اهتمامي باللغة العربية شديد فهي ركن ركين من ديني و هُويتي وثقافتي وكل كينونتي كإنسان يعيش ويعمل ويفكر تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم في وضع سوريالي عجيب.

ولا يخفى على كثير ممن يعرفونني"تعصبي"الشديد للعربية والحرص على استعمالها دون ابتذال وتصويب من يلحن بها ما اسطعت لذلك سبيلا. وأربط دائما شيوع اللحن بالعربية بأمور كثيرة لا تقل عن عشرة وسأبوح بواحد منها فقط وهو: هجران القرآن الكريم ؛ أو تلاوته دون تدبر ودون تأمل ودون تعبد ودون تذوق.

وسأتحدث عن مظهر لحني واحد مما يُلحن بلغتنا الجميلة او اللغة الشاعرة كما قرر العقاد ذات يوم.

الامر المقصود ببساطة استخدام فعل الاستبدال بصوره العديدة ومنها: بدل واستبدل....الخ.
واذكر أني قرأت صفحة لغوية ايام دراستي الاعدادية في مجلة"العربي"الكويتية ملخصها ان الباء تدخل على الطرف المتروك. واذكر بالصفحة قراءتي الآية الكريمة:"أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟". فخزنتها وكان ذلك قبل عقود أربعة تزيد سنتين ربما.

وصرت أتامل آي الذكر الحكيم وأنا أتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار لأجد ثبات القاعدة.
وبالمقابل، لا يكاد يمر يوم حتى أسمع أو أقرأ انتهاكا لهذه القاعدة فأصوب ما اصوب وتجد الطرف المقابل يفغر فاه مستغربا. ولحظة الاستشهاد بالاية الكريمة المذكورة أعلاه يزيد اندهاش المعني فيكون حاله كحال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم قال عن آية:"وما محمد الا رسول....."،"والله لكأني أسمع بها أول مرة."

والطريف ان من بين من يلحنون هذا اللحن مختصو عربية ومثقفون بل وشعراء والقائمة التي عندي تضم اسماء مرموقة بتصنيف كثير من الناس.

وأما الكتب الرسمية التي تصدر عن دواوين الدول ومنها وزارات التربية فهي قاطبة تقع بهذا الخطأ بسيط التعلم والادراك وكثير التكرر وجميل التصويب.

وسأكتفي بمثالين مستلين من لائحتي التي توثق لهذا العيب الكلامي:

المثال الاول:

ورد الينا الخطاب الآتي:

"يستبدل تعريف..............بالنص الآتي:..........."
وأورد الخطاب النص المطلوب اعتماده.

وبهذه الشاكلة انعكس المعنى تمام الانعكاس وغدا المطلوب تركه مطلوبا والعكس صحيح. وكان حريا القول (مثلا): يستبدل بتعريف..... النص الاآتي).

المثال الثاني:

كنت احضر احتفالا قبل أيام حين قال المتحدث خاطبا فينا حرفيا:

"....وأن نستبدل مخنا الفاضي بعقلنا المفتوح."

ويكون المعنى الظاهر بهذه الصورة عكس ما أراده المتحدث تماما.

وختاما فإني أدعو الى ديمومة تلاوة كتاب الله تعبدا طبعا وتاملا ودراسة تحسينا وتحصينا لأمور كثيرة ومنها لغتنا العربية.

وآملُ ان تقصر قائمتي باسماء اللاحنين بهذا اللحن والا يتم رفدها دائما يتلك اللحون.

وكل عام وأبناء العربية وناطقوها ومتعلموها وصائنوها بكل الخير.

فازع دراوشة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى