الأحد ١ آذار (مارس) ٢٠٢٠
بقلم الحسان عشاق

الأفعى ذات السبعة رؤوس

أرخى الليل سدوله،المصابيح تقيئ ضوءا خافتا، الأزقة تقفر من الراجلين، سيارات قليلة تعبر الشارع، نساء تحلقن في دوائر صغيرة، يثرثرن بدون انقطاع، مرة تلو مرة يحتد النقاش، هنيهات قليلة انقرضت من عمر الزمان، دلفن إلى القاعة الكبيرة، ثوت هموشة أمام مكبر الصوت، تقفز من وجهها الذابل بسمة عارية، ظلت لساعات طوال تتدرب عليها أمام المرآة، لتبدو اكثر حيوية ونشاطا، اكثر إقناعا، بانت الأسنان الصداة، بفعل السجائر والخمور، تترنح باستمرار، تغمز بإحدى مقلتيها، تمردت على المحيى خصلات شعر أشعت خضبه الشيب، لكثرة الأصباغ التي جربت عليه، أصبح متنافرا، غير منسجم، المرأة تحولت إلى فار للتجارب، في مختبرات التجميل، لوحة اشهارية متحركة، تمارس الدعاية بروعة.

تحاول أن تبدو رشيقة كشجرة لوز، حارة كفجر صيفي، النبرات الصوتية خشنة، الأصوات الشجية تشد الانتباه، أنكر الأصوات، الأصوات المبحوحة، الأصوات الخشنة لها علاقة بالخمور، فالتعاطي للمدام يفسد الحبال الصوتية، نصف جمال المرأة صوتها، عن يمينها وقف الرجل المهم، الذي أتى من بلاد بعيدة، ليعزف سمفونية الافتتاح، ويقدم للرؤوس الواهمة مفتاح السر، عيناه شبيهتان بعيني لبؤة، تدعك فريسة اشد شراسة، اقعى على الكرسي في تثاقل روماتزمي، انزلق البطن المنتفخ كالعجين المخمر، في أيدي طفلة صغيرة، الشيء السخيف والمضحك أن الثخين غير قادر على رؤية عانته، فكيف باستطاعته أن يرى مشاكل الناس، ويسعى إلى حلها، قدرنا أن نترك الأبواب مواربة، ليدلف منها السمج والماكر، ونضع البيض في سلة واحدة، شيء مقرف فعلا.

-انظر إلى هذه الكائنات، رغم المستوى الثقافي فإنهم لازالوا يسيرون كما يسير القطيع.
 الأهداف المادية التي تتحكم في الفرد تجعل منه مطية سهلة للآخرين
 هناك من يريد ان يكون في قلب الحدث ولا يهم المكاسب التي سيجنيها.

 وهناك من يريد سماع حديث الناس عنه ولو بالسوء.

 لقد اختلطت الأوراق ولم نعد نعرف أي الطرقات سنسلك.

 اسلك طريق الحياد.

أخذت الجوقة النحاسية أماكنها بين الصفوف الخلفية، نساء جلسن صامتات،ساهمات في لا شيء، عيونهن مشدودة إلى عقارب الساعة، يتساءلن في صمت مطبق عن فحوى الدعوة التي توصلن بها، فما اكثر التجمعات المطبوخة التي تنظم بإيعاز من أولياء النعم، طريقة ذكية لاحتواء المجتمع المدني، واختراقه، وتشتيته، المصيبة أن النباتات الطفيلية، تسللت وسممت جميع الفضاءات، يستميلون ضعاف النفوس، ويسقط المثقفون كأوراق الخريف، في الافخاخ المنصوبة، ارتفع اللغط والثرثرة، يخيل للغريب انه وسط سوق للأجواخ، داخل حمام للنسوة في حي شعبي، ضحكات مشنوقة في مقصلة الحلق، وقت قليل اندثر، امتلأت القاعة بالوجوه الكالحة، العيون الرقيعة ترعى في الخدود الموردة، والأرداف المكتنزة، تنانير تعصر المؤخرات، أطنان اللحم المندلق، امرأة رفضها الكرسي، تبحلق في الفراغ، عجيزتها اكبر بكثير من حجم الكرسي، ربما في خيالها تلعن الكراسي، وصانعي الكراسي، والذين اسقطوا الثخينات من حسابهم، لابد من إثارة هذه القضية مستقبلا أمام صانعي القرار، حتما ستجد المتعاطفين، فالمسالة، مسالة حقوق المرأة، والبداية تكون بالأشياء الصغيرة،قطرة، قطرة يفيض الوادي.

تمر الدقائق محملة بالسام والقنوط، تذوب الأسئلة في الأدمغة، تنعجن، تتخثر، تتقعر، تتلولب، تتدافع فيها كالأحلام المزعجة في ليلة قائظة، أكواب الشاي تنتقل بين الأفواه المزمومة، الغموض الجارح يعصر القلوب، يبقرها، تسلل الصوت عبر المكبر، مخدوشا، متشنجا، فاترا، كأنه آت من مقبرة مهجورة (أيها الحضور الكريم، باسمكم نرحب بضيوفنا الكرام و.....) قبل أن تكمل الجملة، اهتزت أركان القاعة، بتدخل عنيف، شبيه بإعصار مدمر في صحراء قاحلة، الرعب لجم الشفاه، ارتعبت الفرائص، تبودلت الشتائم والاتهامات، كل جهة تحاول أن تستميل الكفة لصالحها، الجو بدا يتكهرب، ينذر بالكارثة، الريح التي تسبق العاصفة الهوجاء، الحقيقة تزحف عارية مثل دودة الأرض، الغسيل ينشر، المستور يفتض بوحشية، أحست هموشة برعشة حادة تسري في جميع مسام البدن، كأنما تعبره جيوش النمل، مطرقها الارتباك الأرعن، علا الصخب والضجيج، كشرت بازدراء، بانت الأسنان المسوسة الصدئة، تجلطت العبارات، تبعثرت الأوراق، فقدت صوابها، تلملمت في مكانها، تحركت تفاحة ادم، حاولت أن تقول شيئا، لتهدئ الرؤوس التي تعوي بشدة، الكلام النابي فرقع، مسح الجدران، صفع المخيلات، خدش الأبواب والنوافذ، ثقب الهواء، الأخضر واليابس يحترقان، تصاعد الدخان، فاحت رائحة النتانة، الهزيمة تتهادى كسيحة، متبخترة، مشرئبة، آثار سخط القاعة في صدرها رغبة عارمة في الشرب، النبيذ يعيد التوازن، كأس واحدة كفيلة بان تجعل منها مخلوق آخر، قادر على تحدي الجميع، التصدي وقطع دابر الفتنة، لهموشة حكايات مع النبيذ، ولا حكايات ألف ليلة وليلة، ذات يوم كانت تتجول في أرجاء المدينة، الرغبة الجامحة تستبد بها، تشدخ تلابيب النفس، النظرات تعانق الأبدان في اشتهاء، وقفت على الرصيف، رمت الصنارة، صبرت على مضض، الصبر مفتاح الفرج، لكن الصبر معناه أن السلعة المعروضة بخسة، الأذواق تختلف حسب الأمزجة، ولكل زرع كياله، القرص الأحمر ينسحب في هدوء، انفتح الباب، صفق الوجدان بشدة، لحم بشري في كامل عريه، زجاجات الخمر والجعة تثيران شهية السكارى، كما تثير رائحة الشواء شهية الناقهين، أخذت لها مكانا بين الندامى، امتدت إليها كاس، دفعتها إلى الجوف دفعة واحدة، كاس ثانية، ثالثة، رابعة، خامسة.....،تضببت الرؤى، فقدت القدرة على العد، تفرك عينيها الملتصقة باستمرار، كمن يغالبه النعاس، وجوه الندامى تحولوا إلى أقزام،قردة، "كونوا قردة خاسئين"،أنغام الموسيقى تتهادى، تتمايل، تفتت الخلايا، تعيد تركيبها، ترقص بتهور،مجنونة في عرس الآخرين، الشعر الأشعث يهتز، تلوح به في حركات دائرية، تتلوى كالحية الرقطاء، الأرجل وهنت، أرادت أن تتقدم إلى الأمام، خارت القوى، تنفست بصعوبة، ثمة قهقهات هوجاء آتية من جوف الأرض، حركت رأسها ذات اليمين وذات الشمال، ضحكت بخبث، بصقت، هؤلاء القوم يسخرون منها، لابد أن تسخر منهم، رد الصاع صاعين، العين بالعين والسن بالسن، قضي الأمر، في أعماق وعيها لا تستسيغ أن تستصغر، الاستصغار اهانة، هؤلاء الفتيات، الصغيرات، الجميلات، حديثات العهد بالميدان، هزتها الاندفاعات الحبيسة المهووسة، واستبدت بها زوابع الرغبة، والرغبة عندها ماء مالح تقاوم به العطش، كلما استزادت شربا كلما اشتد العطش، لا شيء يفتتها، يذوبها، كأنها أفعى برؤوس متعددة، بتر رأس، يستنبت اثنان، ثلاثة...،سقطت ورقة التوت، الحصون والأسوار انهارت، النبيذ فكاك العقد، والمارد الذي يسكن الشرايين عربيد، زنديق، تمرد على التقاليد و الأعراف، يكدر، يكبل الحرية المشتهاة، انفتحت الأرجل، بان مستودع الأسرار مثلث برمودا،فم فارغ من الأسنان، بالوعة صغيرة تقذف المياه العادمة، رائحة الحموضة، لطمت الأنوف، امتزجت القهقهات بالصراخ، حملوها من الاربع، القي بها في المرحاض، كيس من الاسمنت.

 العجوز المتصابية أفسدت الليلة.

تعودت أن تقطف الثمار خلسة، بالأمس القريب لعبت نفس اللعبة، أكلت خبز الثكالى المغموس بالعبرات، وانصرفت منتشيه، فرحة، الفرحة تهدهدها، تميد كالأفنان المورقة، تهزها النسمات الرقيقة، لكن الفرحة لم تدم، وأدت في المهد، تناقلت الألسن المقلب، تمطط، كبر حتى أصبح جبلا من الحديد، ووضعت في القائمة السوداء، غرقت في مستنقع الدموع، لكن دموع التماسيح، واليوم جاءت من صلب الجراح اقبر ت فضيحة الأمس القريب في ثنايا الروح، عمدت الوجه العبوس بالبشاشة، ضمخته بسحر الأنوثة الذابلة، بدون ارعواء ولا خجل، منطلقة كالحصان الجامح في زقاق شعبي، عجبت لها ومنها، فلها قدرة عجيبة على تقمص عدة شخصيات، بإمكانها أن تتحول إلى ملاك وديع، شيطان رجيم، أم حنون، مربية أجيال، زوجة مثالية، لكن زواجها غريب، مضطرب، يمتزج فيه الحب والشك والكراهية بمقادير، تكبر وتضعف حسب الظروف المحيطة والمواقف.

التنورة تقرع أجراس الفحش، والصدر المترهل المهترئ، يغني أنشودة السفالة، الجسد حديقة قاحلة ماتت أشجارها واقفة، حديقة بدون ناطور، أبدا لن تخضر، فالأرض عطشى، بركان مشتعل كلما استزيد ماء كلما استعر. الأرداف متهدلة كسعف النخيل، والنفس اللجوجة مشدودة إلى أوتار الغرام في زمن الجدب والقحط، التمزق الداخلي ينهش، يصهر الكيان، تنتظر أن يعود إليها ذلك العنفوان الهائج الذي انسكب على الطرقات الآسنة، في لحظات الاندفاع الأخرس، تمخض عن تصاب ينمو بعنف، والتصابي ضرب من المغامرة، إكسير الحياة، لوعة متجددة متوهجة، كدمل متقيح،محاولة للهروب من الكهف المظلم الذي يطبق عليها، والغوص في أوضار الرذيلة لنشدان الخلاص، زمنها انتهى، والخريف يزحف على تضاريس الهيكل المنسي، ماذا جرى كيف لهذه الخلائق أن تكيل لها كل هذا الكـره، لقد أعطت الكثير من اجل القليل، خمسـون عامـا مـن العطـاء، وهبـت الأنوثة راضية مرضية، والعنفوان قطرته قطرة، قطرة، لتعطي للوجود معنى، أهدت الروح، أهدت الحم والدم، لم تجن سوى الكراهية، لم تحقد على احد، تبحث عن مكان لها تحت الشمس، بين الزهور أو الأشواك، لايهم، لكل إنسان طريقته الخاصة في العيش، وأسلوبه في الحياة وليس بالضرورة أن نكون نسخا كربونية.

 علينا تهدئة الجو.
 كيف....؟
 بالهجوم على الرؤوس المتزعمة للتمرد.
 مستحيل انه لوبي للجهة التي نعرفها وسينسف الاجتماع.
 إذن ما العمل...هل نستسلم...؟
 ابدآ...

المقدس عملة نادرة، والأخلاق تقليعة لا تساير العصر، وكل من عنى خارج السرب مذموم، ممجوج، يفرد إفراد البعير المعبد، وهموشة جمعت المحرم والحلال في سلة واحدة، تعطلت فرامل الضمير، ساعة برعم النهد، وذاقت حلاوة الشهد، لما تربع الحب على عروش الفؤاد، امتهنت أقدم مهنة في التاريخ، عملت في تجارة الرقيق الأبيض، تعقد الصفقات، للباحتين عن اللحم البض في الشقق الحمراء، لكي تفتض بكارات الصباحات، وتقفز عاليا في السماء لتقبض قوس قزح، وتسحق الأجساد كالصراصير، كأعقاب السجائر، وتمتطي صهوة المبتغي.
الوقت يمر مسرعا، القاعة شبه فارغة، انسحبت الكائنات المدجنة، صـاحب البذلة الزرقاء، الذي جاء من بلاد بعيدة، حاول أن يعيد الهدوء، اخترقت المسامع شتيمة، لم يستطع أن يكمل الجملة تدلت أغصان الهزيمة، اقشعر الجلد، تنمل، اتكأ على الكرسي متهالكا.
 مستحيل أن يكون هؤلاء الناس من رجالات السياسة.

 الم اقل لك إنهم مرتزقة.

 إلى الجحيم.

لقد قيل له أن كل شيء سيكون على ما يرام، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، أو تجري السفن بما لا يشتهي الربابنة، الحقيقة زحفت مدوية بدون رتوش، تقض الأفئدة، تفتك، تفترس، الرؤوس الحالمة أمام الباب الخارجي، تشابكت الأيدي، الكلمات الداعرة لعلعت في الهواء،تلقت الفتاة صفعة، خمش في الوجه، تدخل بعض الوجوه،فضوا النزاع، انسحبت هموشة إلى السيارة، تجر أذيال الخيبة، في عينيها بقايا دموع، رغبة عارمة في التقيؤ تستبد بها،الرجل المهم، ضرب باب السيارة بقوة، فشل المخطط، والغنيمة تسللت من بين الأصابع شعر بالامتعاض. اللعنة على هذه الأرض وأهلها.

في تلك الليلة دخلت إلى البيت مهزومة، إن أصعب مرحلة يواجهها الدجالون في حياتهم أن يكتشف الواهمون آلاعيبهم،لان اكتشاف الآلاعيب يعني الهزيمة، يعني النهاية، سحبت سيجارة شقراء، دخنت بشره، نفثت الدخان من منخريها، الأولاد ينظرون إليها في ذعر، كأنما يرونها لأول مرة، الزوج مستلق على السرير ساهما يبحلق في السقف، شيء ما بداخله يثقل على الجمجمة، سكاكين حادة تمزق الأشلاء، أحس بالصدر يضيق، يضيق، يكاد يختنق يود لو انشقت الأرض وابتلعته، فلا احد يشعر به،ويقيم له وزنا، تحول داخل البيت إلى خرقة بالية، ومرغ في الأوحال، جرحت كبريائه مئات المرات،ملايين المرات، يا اله الشياطين والزنادقة، يا اله العزة والكرامة، أما من مخرج من هذه المصيبة التي عمرت طويلا، الناس ينعمون بالسعادة، أتجرع كؤوس المرارة، دلفت من الباب سحابة الدخان تتبعها شيعها بنظرة ازدراء اقتربت منه، احتكت به، قبلته في فمه،جسدها بشم،بشرتها خشنة،شعرها منفوش فكر في الليلة الأولى، اعتقد انه وجد ضالته،وانه الوحيد في حياتها، لكن هيهات،بعد معركة قصيرة،صدمته الحقيقة،فالقارة التي اكتشفها ليست بكرا،النهر شرب فيه الغرباء،والشجرة التي استظل بها فاكهتها فاسدة.غضب مهيض يعصر نياط القلب،صبر على مضض فكم من مزبلة تحولت إلى مسجد وكم من مسجد تحول إلى مزبلة،هل كان مغفلا أم أن الراتب الشهري أعمى البصيرة، الإنسان مخلوق من المادة ويبحث عن المادة مقولة تساير العصر،فليذهب أصحاب القيم النبيلة إلى الجحيم، ولتسقط جميع النواميس السماوية،ولتسقط الأفكار الرجعية.مرت عليه سنوات عصيبة في فراش امرأة متهورة،متسلطة،جبارة،تتلون كالحرباء.ماذا يجب أن يفعل هل يتلهى بالمضمضة، أو بالبسملة،أم يحجز تذكرة على جناح الموت ليريح ويستريح أم يستنجد بالعرافين والفقهاء،فالأفعال التي تأتيها،أفعال شخص مصاب بمس جنوني، سامحها الله،مشكلة مطلسمة لكن لكل مشكلة حل طال الزمن أو قصر، وإقبار المشاكل يزيد من مفاقمتها،والمشكلة إذا كانت في حجم حبة القرنفل غدا ستصبح جبلا من النار، لابد من حل.

 إن الذي وقع اليوم مخجل جدا
 لا عليك أنني قادرة على سحق هذه الحشرات
 لا يهم من الذي سيسحق من، المهم أن نطوي الصفحة.
 ابدا إنني لا استسلم بسهولة، وسوف ترى أنني الأقوى.
 الأمر لا يتعلق بالأقوى أو بالأضعف، إنما ماذا سيجني الإنسان من هذا التحدي.
 الكثير، الكثير....
 آه

ثلاثة أيام انقرضت، انتشر الخبر كالنار في الهشيم، دخل الإدارة ومختبرات الكلام،خرج مخلوقا مشوها، ممسوخا احدبا، كانت هموشة حائرة مرتبكة بداخلها تكبر التساؤلات، يكبر التحدي، الهزيمة سقطت من القاموس،عللت أسباب الفشل،نسجت صورا مريعة،هولت الواقعة، تحول بعض الحضور إلى خفافيش،طيور جارحة،ذئاب مفترسة، كائنات مشوهة نزلت من كوكب بعيد لكن الصورة الملائكية تهشمت، إلى آلاف الشظايا، من يسكن بيتا من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، والناس يعرفون هموشة،مصابة بجنون العظمة،مستهترة، لجوجة تتوضأ بالسفالة، وتغني لشهوة الجسد أغنيات الرصيف، مستعدة للتحالف مع الشيطان.

 إنهم أوغاد وحوش لا يقدرون قيمة المرأة.
 ولكنهم في الاجتماع عبروا عن رأيهم بكل صراحة.
 إنهم بيادق لجهات معلومة.
 وليكن فهم لم يسيئوا الآداب.
 إنني اعرفهم حق المعرفة.
 آه............

وجوه من القار، تحلقوا حول المائدة، صحون من الحلويات،برار يد الشاي المنعنع، أطباق تنتقل بين الأيدي،تطير الحلوى، تذوب في الألسنة الضحك ينتشر،يفك أختام العبوس لم تمض إلا بضع دقائق،هل الرجل المهم يوزع الابتسامات،اقعى في استرخاء على الكنبة تملكه شعور بالغبطة، البيت يجيش بالوجوه الودودة، علامات السذاجة تقفز منها لاوجود للكائنات التي تلعب اوتار الهدم،اللعنة عليهم، اللعنة على أمثالهم، سحقا لهم، أينما كانوا ووجدوا، لايستفيدون، ولا يتركون بسلام من يريد الاستفادة يلعبون دور الملائكة بدون إذن، أنبياء أخر زمن،سحابات الدخان تكبس على الحجرة، بعد الترحيب بالرجل المهم،الذي انتفخ كديك رومي،مسح بعينيه الحجرة،كأنما يبحث عن وجه ما، التقت عيناه بعيني فتاة، سرت في أمعائه رعشة لذيذة، الجمال ياسر القلوب،الله جميل يحب الجمال،عينان مكحلتان بضراوة،والشفاه محمرة،مضرجة بالدم، والأرداف في تناسق تام،دمية من العاج،غمز باحدى عينيه، الغواية لعبة مفضلة،يمارسها الرجل و المرأة، لايهم من تكون،المهم أن تكون ذو مال أو ذا منصب مهم، انه سلاح العصر السعيد،ومن لا سلاح له لن يستطيع أن يصيب فارا، ولـو صوب طلاقاته دفعة واحدة في اتجاه الهدف، جمح الخيال، رفرف عاليا في السموات،سحبها من يديها، حطا في جزيرة نائية، ها هي ربة الحسن والجمال،فينوس في متحف إغريقي، تفتح ذراعيها،كالطائر يستعد للطيران،تحلب الفم، اقشعر البدن،لم يعد يسمع أي شيء،يداها بضة قطعة من الحرير، مرر راحته على خصلات الشعر الأشقر، ضغط بليونة على حبات الرمان،انداف من الثلج الناعم، عالجته شمس الصباح،تهاوت أعواد الريش،أراد أن يعـالج المفتاح في القفل،لاهتا يحاول،البطن عقبة كأداء، تصبب عرقا، الأعياء يلبسه، ندت عنه أنة متقطعة، رذاذ خفيف بلل السروال، انتشلته البرودة بين الفخدين من تيهانه اللذيـذ، ثمة عيون يتغامزن، يطلقن ضحكة خبيثة، خجل من نفسه على نفسه على الاغتصاب الخيالي، امتدت اليد إلى الوسادة، وغطى موقع البلل.بلع الريق،وقال موجها الكلام إلى هموشة:

 على إنهاء هذه المهمة في أسرع وقت، لذي أشغال أخرى تنتظرني
 نحن جاهزات.
 طيب لنبدأ بتشكيل الفريق، وأظن أنكن قد حسمتن هذه المسالة فيما بينكن.
 نعم كل شيء جاهز.

مدت هموشة أمامها ورقة،قرأت بصوتها الخشن الأسماء، صفق الجميع بحرارة،مشكلة هذه الأمة أن الناس يصفقون للعالم،كما يصفقون بنفس الحماس للجاهل،ويفعلون نفس الشيء للص والخائن فقدرة التمييز أصبحت في خبر كان، ربما مرد ذالك إلى فقدان الثقة في الأشياء المحيطة، ربما أصبح شعار المرحلة، مع الكل ضد الكل،اثنت على الحضور، وخاصة الرجل المهم الذي جاء من بلاد بعيدة متجشما عناء السفر، كلهم يتشدقون بهذه العبارات، لست ادري لماذا...؟، كأن الوافد جاء من بلاد الوقواق على ظهر دابة، قاطـعا الفيافي، معرضا نفسه للمخاطر، وما بالنا بطلاب العلم في الأزمنة القديمة الذين كان يسافرون على ظهور الجمال، يقطعون الأمصار، وقد تستمر الرحلة سنوات، أكدت أن المسؤولية تكليف وليست تشريفا، كلام مبطن يخفي تحته ما يخفي، كالكلام الذي يقوله الطبيب لشخص يعاني من مرض عضال، يعرف انه يحتضر، لكنه يتمادى في إخفاء الحقيقة عنه. كان الزوج المخدوع في تلك الأثناء منتشيا، لقد أصبح الرجل الثاني في المعادلة المطبوخة.

توجهت في ذلك الصباح لتصفية بعض الأغراض، في كامل زينتها، مضمخة الجسد بالعطور المستفزة، الفم مضرج بالأحمر، الفرحة تقفز من عينيها الذابلة المتورمة، تقدمت نحو الموظف، قبل أن تنبس ببنت شفة، اخبرها أن الوجبات التي تطبخ بدون احترام المعايير المعمول بها في المطابخ،تعتبر فاسدة، ويمنع منعا كليا استهلاكها أو تداولها.

تجمدت في مكانها، هرب الدم عن وجهها، ندت عنها جملة واحدة.

 أولاد الحرام......الأوغاد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى