الخميس ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم حسين حمدان العساف

خيول المعارك لا تعرف النباح

في مقاله الذي كتبه بعموده اليومي (مواقف) في جريدة الأهرام بتاريخ 5 /1 / 2009 يردد أنيس منصورالحجج التي تذرعت بها إسرائيل في عدوانها الحالي على غزة براً وجواً وبحراً الذي ارتكبت فيه أبشع الجرائم والمجازر والإبادات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.

والرئيس المهان بوش يتفهم موقف إسرائيل من هجومها على غزة، ويراه دفاعاً عن النفس. يثنى على موقف المعتدي، ويندد بالمعتدى عليه.

وأنيس مدحور رائد ثقافة التطبيع في العالم العربي مثل بوش يتضامن هو الآخر مع العدوان الآسرائيلي على شعبنا الفلسطيني الصامد، ويحرض ضمناً إسرائيل على حماس، ويرى عدوانها على غزة مشروعاً، يلتمس له المسوغات، كما التمسه لها بوش بأنه دفاع عن النفس، لأنه يرى المقاومة الفلسطينية الباسلة خطراً على أمن إسرائيل ومستقبلها. يقول في مقاله المذكور: (وقالت وزيرة الخارجية إنها لن تهدأ إلا بعد استئصال حماس ــ وهم يفعلون ذلك بانتظام،‏ ولا يهمهم (إسرائيل) أن مات أطفال وشيوخ‏...‏ ولن تصمت المدافع الإسرائيلية قبل أن يتحقق الهدف‏،‏ وهو إسكات كل الصواريخ الإيرانية الموجهة إليها من فلسطين‏...‏)

في الصيف الماضي، صيف 2008، أنكر أنيس منصورعلى فاروق حسني وزيرالثقافة المصري دعوته لحرق الكتب الإسرائيلية المزمع عرضها في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة بدعوى أنّ الحريق ينكأ عذابات الشعب اليهودي في محرقة الهولوكوست التي أصلاه فيها النازيون في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ويذكرهم بآلامهم، و حذره من خطورة تصريحه، ودعاه نيابة عن قادة العدو أن يعتذر للشعب اليهودي، ثم يستشهد بقول صديقه الإرهابي(مناحيم بيجين) في العدوان على غزة: (ولمناحم بيجين مقولة شهيرة سمعتها منه شخصيا تقول‏:‏ إن العالم كله وقف يتفرج وهتلر يحرق الملايين من اليهود‏.‏ والعالم مستعد أن يتفرج مرة أخرى علينا وعلي اعدائنا‏!‏)

أنيس منصورأنكر محرقة الهلوكوست اليهودية، وفيها من الخيال ما فيها، إذا لم أقل أكذوبة، وندد بتصريح فاروق حسني، ولكنه لم ينكرعلى إسرائيل الهولوكوست الفلسطيني الذي نفذته في غزة، مجازرها في غزة التي هزت ضميرالعالم، وأثارت سخطه لم تثر في المدحور إنكاراً أو حساً أو شعوراً أو ضميراً أو ذرة من الإنسانية.

ومن ينتظر ذلك ممن تبلد فيه الحس الإنساني وفقد الكرامة الوطنية والعزة القومية؟؟

من ينتظر ذلك ممن كفر بدينه، واحتقر شعبه، وانقلب على ثورة بلده التي كرّمته أكثر مما يستحق؟؟

من ينتظر ذلك ممن عادى العرب وسخر من تراثهم وحضارتهم؟؟

أنيس مدحور طوّع قلمه المسموم منذ زمن بعيد لخدمة قضايا أسياده الصهاينة والأمريكان وأهدافهم ومصالحهم ضد أمن ومستقبل بلده وأمته، وهو يجهل أو يتجاهل لغبائه أو استغبائه أنّ النصر في النهاية حليف الشعوب المناضلة من أجل حريتها وعزتها وكرامتها، وأن الحق سينتصر لا محالة على الباطل.

هكذا علمنا التأريخ، وهكذا علمتنا ثورات التحرر في كل مكان.

وألفت نظرهذا العجوز الخرف المدحور الغارق في ضلاله إلى قول للعرب القدماء: (خيول المعارك لا تعرف النباح)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى