الخميس ١٨ آب (أغسطس) ٢٠١٦

رواية "لنّوش" في ندوة اليوم السابع

رنا القنبر

ناقشت ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس رواية "لنّوش" للأديب المقدسيّ جميل السلحوت، وهي رواية لليافعين صدرت عام 2016 عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع، وتقع في 45 صفحة من الحجم المتوسّط.
بدأ النقاش ابراهيم جوهر وممّا قاله:

وفي أمريكا يقيم ابن الكاتب قيس وعائلته التي أضافت مولودة جديدة أسمتها "لينا" فكتب لها الكاتب رواية لليافعين بعنوان "لنّوش" لتكبر "لينا" وتجد جديدا يرافقها للتّعلم منه.

وقد أشار الكاتب إلى مجموعة من القيم التربوية الواجب تربية الجيل عليها، كما أوجد نموذجا يقلّده الجيل هو "لنّوش" في ذكائها وأسئلتها وثقتها بنفسها النابعة من رعاية والديها لمواهبها وتوفير مكتبة خاصة بها لتنهل المعرفة وتبني ذاتها.

وقالت نزهة الرّملاوي:

في شهر أيّار 2016 احتفل بميلاد لينا الأول، حفيدة الروائي الشيخ جميل السلحوت، أعادني الاسم إلى الرواية التي حملت اسم دلعها (لنوش)، حملت الكتاب بين يدي، وسعدت كثيرا بذلك الوجه الذي أطل مرحبا بي، شدني إليه ثم سألني: اتعرفينني؟
أجبت على الفور: نعم، انت لينا (لنوش) حبيبة جدك الذي رأى في قربك السعادة، وفي بعدك العذاب.

ترى لِمَ وضع الكاتب الفعل الماضي (أسعدني) قربها، والفعل المضارع (يعذبني) بعدها في صفحة الإهداء؟
لقد سعد الكاتب عندما شهد ولادة لنوش، حينما سافر إلى أمريكا، ورآها تكبر أمام عينية شهورا معدودة، ثم عاد إلى الوطن دونها، لذا نجده لا يزال يتعذب في غيابها، من أول لحظة مشاهدة، أحس في قسماتها الحياة.. وفي عيونها الأمل، وراح يرسم لها طريق مستقبل حافل بالقدرات العقلية المختلفة، كفهم المقروء والاستيعاب والتحليل والتركيب والحفظ، ومن خلال الحوار، لوحظ أن الجميع يحب شخصية لينا، ويعزز ثقتها بنفسها، فتحس من خلال إجاباتها وإثارتها للأسئلة، أنها أكبر من عمرها.
يرى الكاتب وفق أسس علمية حديثة، أن نشأة الطفل وتعلمه، يبدآن وهو جنين في رحم أمه، لأنه يفهم ما يسمعه من آيات أو موسيقى، مما يساعد على تكوين شخصية بناءة وفعالة، تساهم في إصلاح المجتمع، وتؤثر قدراته وشخصيته وثقافته وسلوكه المهذب في تنشئة مجتمع راق متطور، يواكب الحياة العلمية والتكنولوجية الحديثة، ولا ينفرد بالتخلف عن المجتمعات المتحضرة، وهذا ما يريد الكاتب ايصاله، فالبيت هو المنشيء الأول للطفل، وشتان ما بين البيت الصالح المثقف الذي يعالج الأمور بحكمة وروية، وفق رؤية واضحة، يخطها الزوجان بالحب والحنان والواجبات والتكافل، وتذويت الشعور بالأمن والاحترام والثقة والشجاعة والانتماء في أفراد أسرته، والبيت الذي يترك القطيع دون رعاية، ويساعده على الفلتان.
ما لا شك فيه أن الرواية، أخذت على عاتقها إدراج الكثير من القيم والنظريات التربوية الحديثة، والتي من شأنها رفع مستوى الطفل الثقافي، كالموسيقى والآداب المختلفة، من شعر واناشيد وقصص تربوية ودينية هادفة، كالقصص والحكايا التي كانت تستمع إليها لينا من أمها منذ كانت في رحمها، ومن أبيها وجدها وجدتها بين الحين والآخر، إضافة إلى البحث العلمي وتقصي الحقائق، كما حدث في قصة النبي سليمان والثعبان الذي لم يخرج من وطنه، وتقصيه حقيقة الأمر بعد أن طلب من الله إحيائه، حيث قال له يا نبي الله، إن حرق الأبدان أهون علي من ترك الأوطان! وهذه القصة تعزز قيمة الانتماء للوطن في نفوس صغارنا، مهما كلف الأمر.

لقد أحسن الكاتب اختيار البيئة الصفية، في عرض الأفكار المختلفة أثناء عملية السرد والحوار في الرواية، لأن المدرسة المكان الثاني والطبيعي المناسب للتربية والتعليم.

لقد تميزت المعلمة (ديمة) بالفطنة وحسن الاصغاء، وإبداء الرأي والتعلم من الآخر، إضافة إلى التنبه إلى الأطفال الموهوبين، والمميزين بقدراتهم ومواهبهم وميولهم الاجتماعية والعلمية والأدبية، واستغلالها في رفع المستوى التعليمي في المدرسة، واغتنام فرصة التعرف على الأهالي، واشراكهم بالعملية التعليمية، الا أن المعلمة في الرواية، ذهبت إلى أسرة لينا لتتعلم منهم، وتستفيد من تجربتهم في التعامل مع لينا، وتطمح أن يكون مولودها المنتظر بذكاء ابنتهم وقوة شخصيتها، وغزارة معلوماتها، ومساعدتها على ايجاد طرق سهلة للتعامل مع الطلاب، ولتنتفع منها في دراساتها الجامعية العليا.

لقد تمخض عن زيارة المعلمة لأهل لينا، رؤيا مستقبلية مشرقة لوليدها، فقد شاهدت بأم عينها كيفية التعامل مع الطفل، وكيف نشأت لينا منذ كانت في رحم أمها، حتى اليوم، فقد وجدت بيتا آمنا مثقفا أحفادا وأجدادا، عملوا على التنوع الثقافي لدى ابنتهم، وتعزيز قدراتها القرائية بإنشاء مكتبة لها، جعلت منها قارئة وكاتبة تجيد السرد والتعبير، وتطرق الكاتب إلى عدم إغفال البرامج والألعاب الالكترونية الهادفة، أو الحد من قدرات أطفالهم وذكائهم في استخدامها، والإصغاء لهم والعمل على ايجاد حلول للمشاكل التي تعترض سير حياتهم.

لقد صاغ كاتبنا رواية متخيلة حول الطفل وحقوقه وواجباته في المجتمع، فالتربية والتعليم أساس للمجتمع المتحضر، ورأيت في الرواية أسلوبا مشوقا في عرض المبادئ التربوية التي نفتقد أكثرها في مجتمعنا، ونرجوا أن نسقي ما زرعناه بأيدينا، لتثمر فلا نفقد الأمل في نموها من جديد.

لقد أخذ كاتبنا تفاصيل روايته من براءة وابتسامة حفيدته التي بلغت عامها الأول، هذا حال الأحفاد يأخذون عقولنا بلا استعداد، ويخترقون جدار قلوبنا بلا دفاع، ويلونون حياتنا بالسعادة، ويزينوها بالضياء، ويخلدون أسماءنا وذكرانا على مدى الأيام.

انتهت جولتي في الكتاب، أقفلته فأطلت لنوش بابتسامتها وسألتني ثانية:

ماذا ستقولين لجدّي؟

سأقول له ما علمني إيّاه جدي "زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون."

وكتب محمود شقير:

وما يميز كتابات الأديب جميل السلحوت في هذا الميدان، حرصه على مشاعر شخصياته من الأطفال، وإحاطتهم بجوٍّ أسري دافئ، يشجع على التّفاعل الحيّ وعلى النّموّ السّليم، وعلى التّعلم والتّفوق في ظل حنان الوالد والوالدة والجدّ والجدّة.
وثمّة ميزة أخرى يحرص على توافرها الكاتب في نصوصه المكرّسة للأطفال تتعلق بتشجيع التّعلم عن طريق الحوار، والابتعاد ما أمكن عن آفة التّلقين، وعدم الاستهانة بقدرات الأطفال وقابليّتهم للتّعلّم حتّى وهم أجنّة في بطون الأمّهات.
وثمّة ميّزة ثالثة يحرص على توافرها الكاتب في نصوصه، لها علاقة بسلاسة اللغة وبساطتها وقربها من القاموس اللغوي لفئة الأطفال المستهدفة، وتطعيم النّصوص بحكم مستفادة من التّراث، وببعض المأثورات الشّعبيّة، وبالنّصوص التي تنطوي على قيم وطنيّة، مع ميل إلى تشجيع التّعلم عبر اللعب، وميل إلى الفكاهة والدّعابة التي تثري النّصوص وتجعلها نابضة بالحياة.

وحين يكتب جميل السلحوت نصوصه القصصيّة والروائيّة للأطفال فإنّه يخلق واقعا متخيّلا بديلا من الواقع المعيش، لكنّه واقع ملتحم بالواقع المعيش، منطلق منه وعائد إليه. يخلق أسرة مثاليّة، ومدرسة مثاليّة ومعلّمة مثاليّة وو ألخ..، وكأنّه يقول: بمثل هذا الواقع الموازي أو الواقع البديل نستطيع خلق جيل جديد، ذكيّ متعلم قادر على الابتكار والخلق والإبداع.
لي ملاحظة وحيدة على نصّ "لنوش" سبق لي أن ذكرتها للكاتب في أحد اللقاءات، مفادها أن القسم الثّاني من النص، المتمثل في ذهاب المعلمة إلى أسرة لنّوش للاستفسار منها عن أحدث أساليب التّربية، كان ينبغي أن يكون مكانه في غير هذا النّص المكرّس للأطفال، لأنّ المستهدفين في هذا القسم الثّاني هم الآباء والأمّهات وليس الأولاد والبنات.

هذا القسم الثّاني على ما فيه من قيم تربويّة نافعة، كان يمكن أن يكون في كتاب آخر، فيه إرشادات أوسع مدى، يمكن أن يقرأها المعنيّون من ذوي الأطفال، ويحقّقوا منها استفادة أكيدة في تربية أطفالهم.

وقالت ديمة السمان:

قصة الأطفال "لنّوش" حبيبة جدها..
رسالة من الكاتب للكبير قبل الصغير..

قصة تزخر بالمشاعر إلإنسانيّة الجميلة.. وتعزز مفاهيم تربوية حديثة.

مقولة " ما أعز من الولد الا ولد الولد" ترسخت عندي بقوة بعد قراءة قصة الأطفال لنّوش للأديب جميل السّلحوت.. لقد سيطرت على السّلحوت عاطفة الجدّ للحفيد بصورة لافتة، لدرجة أنه بدأ يرسم في خياله مستقبل حفيدته "لينا" حديثة الولادة كما أراد لها أن تكون، وشارك بها القاريء بثقة الواثق من أن حفيدته لن تكون سوى نابغة ومتميزة عن أقرانها.
لنّوش طفلة بدت عليها علامات الذكاء منذ مولدها، فسعد بها جدها، وأخذ يتنبأ لها مستقبلا زاهرا، ونجاحا باهرا، رآها في حلم يقظته متعدّدة المواهب، فهي ترسم وتعشق الموسيقى. رآها ذات شخصية قوية، تحاور معلمتها بثقة، مثقفة، تمتلك معلومات قيمة، تتفوّق على زملائها وزميلاتها، مهذبة، جميلة، حنونة، تستوعب أخاها الأصغر منها سنّا " غسان" دون أن تتذمر، تتقن القراءة والكتابة وهي ما زالت في سن السّادسة، أي في الصّف الأوّل الابتدائي.

الكاتب يرى في أحلام يقظته أنّه سيكون لِلينا أخ تتعامل معه برفق ولين تماما كما هو اسمها،فمعنى اسمها هو الرفق واللين. وهي لفتة ذكية من الكاتب بضرورة العناية باختيار اسم المولود، والذي بدوره سينعكس على سشخصيته وسلوكياته.
مشاعر إنسانية جميلة، لجدّ يقدّس الطّفولة، ويعشق أفراد أسرته الصغير قبل الكبير، ففيهم نرى أنفسنا ونحقق أحلامنا.
قصة " لنوش" قدمت للقارىء معلومات قيّمة مفيدة عن تربية الطّفل، وأهميّة الاعتناء به وهو جنين داخل رحم أمه. فقد كان الناس يعتقدون إن الطفل لا يعي ولا يفهم شيئا قبل أن يبلغ ثلاث سنوات.. ولكن العلم أثبت أن تربية الطّفل تبدأ وهو لا زال جنينا. وكانت قد ذهبت سيدة تسأل عالما كبيرا: " كيف أربّي رضيعي تربية سليمة؟ فسألها عن عمره قالت: تسعة شهورفأجابها آسفا: لقد فاتك الكثير يا ابنتي.

السّلحوت قدّم للقاريء رزمة من المعلومات القيّمة ترشد الآباء على التعامل مع أطفالهم. كما ترشد المعلمين على كيفية التعامل مع طلابهم.

فقد أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت لقياس الابداع عند مجموعة من الأطفال في سن الخامسة أن 90% منهم مبدعون.. وبعد عام.. أي في سن السادسة أعيدت الدراسة للمجموعة نفسها فإذا 10% فقط وصلوا إلى درجة الابداع، وبعد مرور عام، أي عند وصولهم سن السابعة حافظ فقط 2% على درجة مستوى الابداع. وبعد تحليل الدراسة ثبت أن المدرسة والضغط الأكاديمي والقوانين الصارمة والقيود والارشادات في المدرسة التي تحيط بالطالب هي السبب، فلا مجال للطالب أن يتعرّف على نفسه ويكتشف ابداعاته، لقد فقد حريته مع العلم أن الشرط الأول للإبداع هو الحرية. وفي الغالب يواجه الطفل أيضا ضغوطا في المنزل لا تقل عن المدرسة ليحافظ على تفوقه في الدراسة الأكاديمية على حسب مواهبه المفطور عليها.
لنوش ليست قصة أطفال شيقة موجهة للأطفال تسعدهم وتعزز فيهم الحماس للتعلم والابداع فحسب، بل هي رسالة واضحة وصريحة من قبل الكاتب للكبير ببل الصغير، تزخر بالقيم والمعلومات الغنية والمفيدة موجهة للأم والأب وللجد والجدة، وللمربي التربوي المعلم في المدرسة، يقول بها الكاتب بصراحة ووضوح: اهتموا بأطفالكم.. واعتنوا بهم.. وحرّروا مواهبهم المكبوتة التي تسكنهم لكي تحصدوا ابداعا.

وقال نمر القدومي:

ما أجمل أن يقطر القلم مدادًا بطعم الحُب ونكهة العاطفة، صريره كالموسيقى، عذب الأنغام يُخاطب الرّوح بعمق مشاعر الأبوّة والأمومة! زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون، سُنّة الحياة على الأرض، مزجها الكاتب المقدسيّ "جميل السلحوت" بعطرٍ قد يخرج من الوريد مرة واحدة. "لنّوش" إخترقت سنين العمر الطويلة، وتربّعت على فؤاد جدّها الهيمان، تنهل منه العلم والمعرفة والأسئلة الكثيرة. غَزَلَ لها الجدّ "السلحوت"رواية باسمها، تليق بسنوات عمرها الأولى.

صَدَحتْ صرخات "لنّوش" لأوّل مرّة على هذه الدنيا "في بلاد العم سام"، حين أتحفنا الكاتب بنبأ ولادتها، وما خطّه لنا من أدب الرّحلات حينها. أمّا في هذه الرّواية، فقد تناول الأديب أدبا أكثر حساسيّة وصعوبة، فوضع أمام القارئ الكثير من التّوجيهات والحِكم والارشادات، تلك المبنيّة على أُسس العلم الحديث في التّربية والتّعامل مع الطفل. فمن خلال لغة الحوار تارة، وأسلوب السّرد تارة أخرى، كانت "لينا" المدلّعة باسم "لنُوش" هي الشّخصيّة الرّئيسة في مجريات أحداث رواية اليافعين. إستطاع الأديب الجدّ أن يصف للقارئ سلوكيّات وتصرّفات حفيدته، العفويّة، في الصف الدّراسيّ الأوّل وقد بلغت السّادسة من عمرها، وكذلك يبيّن لنا بعض العادات الطّيبة والحميدة التي اكتسبتها هذه الطفلة من بيتها. كما يُوضّح لنا الكاتب، وبطريقة مباشرة، إيمانه واقتناعه بأنَّ الجنين داخل الرّحم يستطيع أن يسمع محيطه، ويحسّ بمشاعر أمّه، وأنّه يتذكّر ويتأثّر بالكلام من حوله؛ كسماع الموسيقى والآيات القرآنيّة، وهذا ما أثبتته التجارب الحديثة .

"لنّوش" عرفتْ الكتابة والقراءة والرّسم في مرحلة مبكّرة جدا، ليست لأنها نابغة، بل يُحدّثنا جدّها بأنَّ الأهل استخدموا مع ابنتهم طرق التّعليم والتّثقيف والتربية المتطوّرة. ومن الخطأ بمكان وزمان، أن يترك الأهل أطفالهم بفراغ قاتل لفترة من الزّمن في سنوات عمرهم الأولى معتمدين على المدارس، فيكون قد تأخّر الوقت على مَن يبتغي من طفله الشيء الكثير. هذه الرّواية القصيرة، كما صنّفها كاتبنا "السلحوت"، تحمل أفكارا جميلة وراقية في العلوم الإنسانيّة وأصول التربية. لكن السّؤال المُثير للشّفقة، فيما إذا كان الوالدان لا يحملان سلاح العلم؟ فيكون الأثر واضحا ومحزن.!

امتازت هذه الرّواية بلغة بسيطة ومعانٍ لا تشوبها الحيرة، وأيضا بأسلوب سلس وسهل يستقر في خيال القرّاء من اليافعين. وفي حال تمّ مناقشتها بينهم، قد تجد النّتائج جدّا مُرضية، خاصّة وأنَّ الطّفل لديه غريزة التّقليد والغيرة الإيجابيّة، وتبدأ بينهم سباق القمّة والشّهرة والتّحدي. أديبنا ما زال ذلك المعلّم الذي ينقل إلى الصّغار، حسّه الوطنيّ والمعرفيّ وحلم كل فلسطينيّ بالتحرّر والاستقلال، فطرّز لنا صفحاته بالنشيد الوطنيّ المؤثّر وحامل الرّسالة الخالدة والعظيمة:

بحقِّ القسم تحت ظلِّ العَلم لأرضي وشعبي ونار الألم،
سأحيا فدائي وأمضي فدائي وأقضي فدائي إلى أن تعود،
بلادي بلادي بلادي يا شعبي يا شعب الخلود.
وتحدّث عبدالله دعيس فقال:

لنّوش عنوان لرواية جديدة لليافعين للكاتب جميل السلحوت، صدرت عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس، تخاطب الأطفال ولكنّها رسالة موجّه للآباء لكي يحسنوا تربية أبنائهم، وهي مفعمة بالعاطفة الجيّاشة حتّى لتكاد تلمس حبّ الكاتب للطفلة (لنّوش) بيديك.

هذه الرّواية تحوي العديد من الدّروس التربويّة التي قد يستفيد منها الآباء، وتعطي صورة لطفلة نموذجيّة تتّسم بالذّكاء الشّديد والقدرات الكبيرة مقارنة بأندادها، لأنّها حصلت على التّربية من أبوين مثاليّين، فغدت قدوة لغيرها من الأطفال، وأبهرت معلمتها التي التجأت إلى والديها كي تعلم كيف يربّيان ابنتهما، ولتستفيد منهما في تربية أبنائها وتلاميذها في المدرسة. من الدّروس التّربويّة في هذه الرّواية:

• اختيار الاسم الحسن للطفل، الذي يعطي روحا إيجابيّة لصاحبه طفلا وبالغا فيما بعد، وضرورة أن يكون للاسم معنى جميل، وأن يعلم الطفل هذا المعنى.
• الاعتناء بالطفل حتى قبل ولادته، فالأب والأمّ يكلمان ابنهما مذ أن يكون جنينا في رحم والدته، ويسمعانه الكلام الطّيّب والقرآن الكريم والموسيقى الهادئة، وهذا يؤثّر في هذا الطفل وينشئه قادرا على التّعبير بلغة سليمة ومحبّا للموسيقى الهادفة والأدب.
• سرد القصص والحكايات المعبّرة للطفل منذ صغره وقبل أن يتعلّم الكلام، والقراءة له وتعويده على القراءة منذ نعومة أظفاره.
• تربية الطفل في بيئة آمنة وغمره بالحبّ والحنان، وتبادل الأدوار وتكاملها بين الأب والأمّ.
• دور الجدّ والجدّة الإيجابي في العناية بالطّفل وتربيته.
• تشجيع الطفل والتكلّم معه بإيجابيّة، ومراعاة أحاسيسه ومشاعره وعدم إحراجه.
• عدم التّفريق في المعاملة بين الأبناء.
• التّواصل بين المدرسة والعائلة من أجل الطفل

رنا القنبر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى