الخميس ١٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٩
بقلم مريم علي جبة

سميحة قاسم مغربي لديوان العرب: نحن في أزمة حب

أنا من فلسطين الحبيبة، لكني ولدت وعشت في سورية الغالية سورية التي أتمنى لها السلام والأمان ، أما فلسطين فهي عائدة لا محالة عائدة لنا

هكذا بدأت الكاتبة سميحة مغربي التي كما ذكرت لنا أنها تبدأ قصصها بالواقع وتنهيها بالحلم دائما، تسميه حلم رغم أنه خيال وغالباً ما يكون الخيال كالحلم جميل ..
فكان لنا معها هذا الحوار:

من اليمين الصحفية مريم علي، والكاتبة سميحة قاسم مغربي

منذ متى بدأت تظهر لديكِ ملكة الكتابة فيما يخص قصص الخيال العلمي، ولماذا اتجهتِ لهذا النوع من الكتابة؟

 في الحقيقة.. هي ملكة تكون موجودة في عمرٍ مبكر قبل تحويلها إلى كتابة فمنذ صغري كنت أحب قصص الخيال، منها كانت أعمال تلفزيونية، وأنا من محبي المغامرات والخيال وكنت دائماً أضع الأفكار، وبهذا يمكنني القول إنني أصبحت بطلة قصصي. أما فيما يخص الكتابة.. بدأت بتحويل أفكاري وصقل موهبتي منذ سنتين ونصف فقط واتجهت لهذا النوع من الكتابة لأنني أحببته ووجدت موهبتي فيه، وأردت خوض غماره وترك بصمة جميلة فيه بوضع أشياء غرائبية غير مطروقة مع العلم أنني كتبت ما يخص الخيال العلمي وغيره.. فقد تناولت الخيال العلمي والحب والمغامرة وحب الوطن وغير ذلك..

بمن تأثرتِ؟

 تأثرت بالدكتور طالب عمران، قرأت له الكثير ومن القصص التي تركت أثراً في داخلي هي قصة (تبديل دماغ) ، وممن تأثرت بهم أيضاً هيربرت جورج ويلز، وبمعلمي الدكتور أحمد علي محمد الذي اكتشف موهبتي وكانت له الأيادي البيضاء في وضع اللبنة الأولى.

 ما الهدف من وضع نهايات خيالية لقصصك؟
القصة لدي تبدأ بالواقع وتنتهي بالخيال هروباً من الواقع ولأن الخيال دائماً أجمل من الواقع، وأيضاً لحل مشكلات الواقع خيالياً بشكل جميل وأنا الآن بصدد كتابة قصة بعنوان: الصعود إلى الفردوس (يوتوبيا) وسأذكر فيها كيف سنعود إلى أرضنا العربية (فلسطين) وكيف ستعانق الأم العربية شجرة الزيتون بجانب بيتها كما لو أنها لم تفارقها، وكيف سيعود تمثال الحرية إلى مصر... لكن في النهاية سيكون كل ذلك حُلُماً.. وغالباً أترك النهاية مفتوحة في قصصي لأن الواقع مجهول.. فكيف الخيال؟

برأيك أليس الخيال هو وهم؟

 في رأيي.. الخيال ليس وهماً أبداً، فأغلب الابتكارات والاختراعات كانت محض خيال وتحولت إلى حقيقة، والخيال أعمق من الواقع فهو يستطيع تحقيق ما لا يستطيع الواقع تحقيقه، ودائماً أقول: شكراً للخيال فهو يمنحنا ما نشاء.

ما هي القصة الأولى لك في الخيال العلمي (عنوانها – مختصر عنها)؟

 قصة (اليوم الأخير) وتدور أحداثها القصة حول إدوارد الذي احتفظ بالقلادة اللعينة التي حولت محبوبته سيلين إلى قطة سوداء، ليهبط أمامه صحن فضائي اعترض طريقه، نزل منه أمير الفضاء فريلون وخادمه ماكس، وطلب من إدوارد أن يعطيه قلادة الخلود بناءً على طلب أمه هيرا التي إن حصلت على قلادة الخلود سوف تنصَّب ملكةً على مجرة كانيس ميجور القزمة، وسيكون ابنها ملكاً على خاتم مونوسيروس.. وهو –الخاتم- الخطوط المتشابهة المعقدة من التيارات النجمية التي تلتف تماماً مثل الخاتم والتي تمزقت من مجرة كانيس ميجور بواسطة قوى الجذب المدية الناتجة عن عملية الاندماج مع مجرة درب التبانة، ولكن إدوارد رفض إعطائه القلادة إلا بعد أن يحرر له سيلين.. حيث أن هناك ثلاثة أيام لتبطيل هذه اللعنة، وافق الأمير فريلون على طلبه وحرر سيلين، ولكن جمالها سلب قلب الأمير فريلون، فقام بسحبها عبر الصحن الفضائي حتى بلغ عنان السماء وهو يقول: إنها أميرة ولا تليق إلا بأمير، فما كان من إدوارد إلا أن جثم على ركبتيه وانخرط في بكاء حار لم يصح منه إلا على يد تهزه، كانت هذه يد زوجته سيلين تحاول إيقاظه قائلةً: هيا يا عزيزي قم فإنه اليوم الأخير لعرض مسرحية السيدة هيرا.

الرجل في قصص سميحة مغربي؟

 الرجل بشكل عام هو الأمان، وفي قصصي هو "ظاهرة" جميلة تبقى في بعض القصص وتختفي في بعضها.. مثلاً في قصة (عودة دراكولا) عندما تزوج فتاة وأحبته رغم أنه مصاص دماء وتأثرت جداً عند موته، بعد أن تحولت هي وأصبحت مثله وأرادت لهذه السلالة الاستمرار. . أما في قصتي التي عنونتها بـ (صمت) تحدثتُ فيها عن شاب وفتاة التقيا في الحافلة وقد أعجب كل منهما بالآخر ولكن لم ينبس أحدهما ببنت شَفَة، بل تركت الكلام لعيونهم فقط، وانتهت القصة بفراقهما بأن ذهب كل منهما في طريقه، ودعوني أذكر أيضاً ما جاء في قصتي (أحلام سيلين البعيدة) فقد تمنت سيلين أن تجوب روما مع الشاب مارك، ولكنها غفت على تلة عالية بينما ذهب مارك لإحضار بعض الكتب، ورأت حلماً بأنها ذهبت إلى تاج محل وسور الصين العظيم وإلى حدائق بابل المعلقة وأفاقت عندما أراد حراس نبوخذ نصر قطع رأسها، عندها لجأت إلى مارك وأخذت يده.. وهنا أنا قصدت من هذا الحلم أن الرجل بالنسبة للعديد من النساء هو (الأمان).

هل فكرتِ بكتابة عمل (درامي، تلفزيوني، سينمائي) فيما يخص الخيال العلمي، خاصةً وأن مثل هذه النتاجات مطلوبة سواء لشركات الإنتاج أو للمتلقي؟

 نعم فكرت طبعاً.. وأنا الآن بصدد كتابة عمل سينمائي في الخيال العلمي، وهو مقتبس من قصتي (مفترق الزمن)..

- ما حلمك؟

 ليس لدي أحلام بل أهداف، أطمح لأن أحول كتاباتي إلى أعمال سينمائية، كما لدي رغبة كبيرة في أن أعمل في المجال الإعلامي المرئي والمسموع حيث أن لدي هاجس لتقديم برنامج ثقافي فريد من نوعه أقوم أنا على إعداده وتقديمه.

هل تناولتِ الأزمة السورية في قصصك؟ وما هو الحلم الذي يمكن أن تضعيه لنهاية الأزمة السورية؟
 تناولت الهجرة فقط في قصة (الرحيل إلى عيني الوطن) وهي تتحدث عن "مريم" الفتاة التي سافر كل أهلها وأقاربها وأصدقائها ما عدا أمها، وقد عزمت "مريم" على السفر تاركةً أمها، وفي النهاية لم يطاوعها قلبها على مغادرة الوطن، فاتصلت بأمها قائلةً: سأرحل إلى عيني الوطن يا أمي..

وأنا أؤكد على أننا نحن في أزمة حب.. وكل الأزمات والمصاعب تزول بالحب.. إن أحببنا بعضنا... وهي ليست حلماً والحب ليس حلماً ويمكن تحقيقه . وأتمنى لسوريتي الحبيبة السلام والأمان.

بطاقة تعريف:

الكاتبة سميحة قاسم مغربي
مواليد دمشق 1995
حائزة على إجازة في الآداب من جامعة بلاد الشام بدمشق قسم اللغة العربية.
لها العديد من القصص المنشورة في عدد من الصحف المحلية.
ومجموعتها القصصية الأولى بعنوان "الخروج من التابوت" على قيد النشر قبل نهاية العام الحالي 2019م .
الصور للمصور المبدع: عمر تقي

صالة العرض


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى