السبت ٢ شباط (فبراير) ٢٠١٩
بقلم ياسين عبد الكريم الرزوق

سيزيف يقطع أذرع أخطبوط الموت و ينسى أن يموت!

كنتُ أعبث بالموت حتّى باغتني بذراعه و لم أدر أهي يسارية أم يمينية؟!

ليس من السهل أن تلعب مع الموت لكن ليس من الحكمة تسليم مآقينا له مؤمنين بنفخة النهاية!

نعم لعبتُ مع أخطبوط الموت كثيراً و لم أكنْ لأحزن فأخطبوط الموت هو مبتداي إلى نهاية الأحياء الميتين و لن يقدر بكل أذرعه الطويلة على إدراك منتهاي مع الأموات الأحياء هناك في سماء الساطعين بكلّ بداية!.....

كتب الموتُ علينا أن نقف عاجزين أمام أساطير الخالدين فلم نعجز بقدر ما سطّرنا على مرأى التاريخ بماضيه و حاضره و مستقبله و بماضينا و حاضرنا و مستقبلنا أنّ الموت هو العجز و ليس الموت هو إيقاف فيزياء الحركة في إرادة الصامدين!

كتب الموتُ علينا أن ندرك حدائق بابل المعلقة و نحن نمسك صخرة السماء و لم نسلّم أن جحيم سيزيف سيجبره على الخضوع ل آلهة الموت مهما تعددت و تكاثرت و تفشّت!....
يراقصنا الموت مذْ خُلقنا غير مدركين دهاليز الحياة حتّى باتت دهاليز الحياة فاجعة الموت فلم نبكِ فجائعنا بقدر ما بكى الموت فجائعه الكبرى بنا و بيننا!.....

نغالط الموت فنرفع نعوش العوالم و نحن على طريق البحث لا كي نصل عالمنا المعاصر بل كي ندرك أن عصورنا ماتت مذْ ظننا أنّ الحياة في متناول إرادتنا و لم ندرك أنّنا فقدنا إرادة الحياة مستسلمين لكلّ موت!

نعيش على فتات الأمل فلا ندرك لقمتنا و من هو الذي يعرف أنّ لقمة الحياة ما هي إلّا تلك الحبة المغموسة بدم السواطير البارد ؟!....

نتكئ على نطفة الخلق فيخدعنا الخالقون و المخلوقون فاقدين أدنى درجاتٍ للتمييز فما يقهره الموت فينا لا يجعلنا باحثين عمّا قهره بقدر ما نبحث عن بقايا قهره الضامر في نفوسنا الخائفة ظانة أن اليقين دون ضلال هو الجنة المزعومة في بنيان العابثبن التائبين لا العابثين العابثين!

علينا أن نبحث عن الموت في ضمائرنا كي نعيش دونما موت، و ما الموت الفاني إلا حياتنا الخالدة في الضمائر بينما الموت الحي هو تلك الضمائر التي فقدت إرادة الحياة و فتحت مصراعيها للكاذبين المنافقين!

عاشت الحياة فينا بكل أذرعها التي ستقطع أذرع الموت كي لا نفارقها نادمين!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى