الخميس ١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٤
بقلم رلى جمعة

طرقات على جدران الذاكرة

كان مشغولا بأمر ما لم تعرف هي عنه شيئا عندما قررت أن تهاتفه، أربكته رنات هاتفه النقال و مد يده بجيبه مسرعا ليرد على ذلك المتصل المزعج! و لكن الدهشة كانت أكبر عندما رأى رقمها!!!

ماذا تريد؟ فعلا مجنونة!!! يا إلهي لم يمر علي بحياتي كلها أكثر غرابة من تلك الفتاة! لم أعد أفهم تصرفاتها؟ لا لن أرد عليها ... سوف تيأس عاجلا أم أجلا! لابد أن تتحمل مسئولية كلماتها الجارحة .

الحمدلله، ها قد انقطع الهاتف، أعتقد أن كبرياءها لن يسمح لها بمعاودة الاتصال! أه كم أتمنى أن أرد على هاتفك الجميل و أطرب بسماع صوتك الدافيء ولكنك مجنونة!! نعم مثيرة في كل شي و لكن عصبيتك المجنونة لا أستطيع احتمالها ، أقسم انك تفهمين جدا ما عجزت عن البوح به و تعرفين لماذا أخشى الغرق!!! أكره السباحة، و قد جربتها من قبل و كنت على وشك الغرق!!! لا أريد المجازفة ، أحب المكوث عند الشاطئ الجميل متمتعا بصوت الموجات المتضاربة و مستنشقا رائحة المياه المنعشة.

لكنك لا تفهمين أو لاتريدين ذلك! نعم فأنت ذكية و متقدة ، أرجوك ان تترجلي و ترحلي و تتركيني كما كنت من قبل سنديانة تخط عليها المواسم أطيافها ، ارحلي عني فلن أكون ملكا لأحد .

يا إلهي ها أنت من جديد! لماذا تلحين علي؟ ما الذي تريدينه مني .
أهي لعنة الزمن أم رحمات من السماء؟ أرجوك ان تبتعدي فلست أحتمل حرارة نيرانك الملتهبة المتوهجة ، جميلة أنت حد السحر! رائعة حد الروعة مخيفة حد الرعب! نعم! هل تصدقين أنني بت أخشى هذا اللمعان في عينيك الصغيرتين؟ أصبحت أخشى من براءتك على نفسي . أيتها المتوحشة كيف استطعت أن تتمكني من جسدي الذي أعيته الأزمات والأحداث؟ حتى أصبحت كحمى أبي الطيب!

عذرا أيها الملاك البريء لم و لن أرد فأنا أخاف منك؟ نعم!! صدقك يخيفني ، حبك يرعبني و جنونك يفتك بي ، أعذريني إن أشحت وجهي بعيدا عن فضاءاتك فأنت فراشة ربيع جميل و أنا ....

كم أنت عنيدة يا أمرأة في ثوب الجان!!! ألم تيأسي؟ مازلت تحاولين و تكررين! أمازلت تطرقين على جدران زنزانتي؟ ترى من أنت؟ و ماذا تريدين مني؟؟ ألم أقل لك أنه قد حان الوقت للرحيل! لم اعد أقوى يا فتاتي على الغناء ! لم أعد اقوى على كلمات الحب، أأأأأأه زمان أيها الحب الراحل،لقد كنت نارا ألهبت ذكريات الزمن المنصرم حيث الصبية المتربعة على جدران القلب، لا تحاولي فلن تنجحي في مسح ملامحها البرية! فهي ملتصقة بجدران القلب لن تمحوها الأيام المتفلتة من بين أصابعي الباردة، لا أغربي عني ، لن أسمح لربيعك الدافئ أن يتسلل إلى شتاء العمر! فقد أخذت على نفسي عهدا أن اظل أسير الذكريات مهما حاولت فلن تفلحين و لن تستطيع براءتك الشرقية و ضحكاتك العذبة أن تغسل برد الشتاء و عتمة الإغتراب.

أما زلت تحاولين؟؟؟ عجزت عن فهم كنهك يا فتاة؟؟ ترى ماذا تريدين و إلى ما ترمين؟؟؟ إذن فقد حكمت على نفسك بالاستمرار ، أما أنا فسأشيح مبتعدا متجاهلا كل تلك الرنات!!! متمنيا أن لا أضعف يوما ما وأن ترحلي بسلام يا امرأة تسلقت بكل عنفوانها جدران ذاكرتي المهشمة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى