الاثنين ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥
بقلم جمانة حداد

في ضيافة بول اوستر

"الكتاب هو المكان الوحيد في العالم الذي يستطيع فيه غريبان كاملان أن يلتقيا بحميمية كاملة"
بول اوستر

اسم بول أوستر فاتحة خير في حياتي الصحافية، إذ كان هذا الكاتب الأميركي الكبير الحبّة الأولى- الذهبيّة- في عنقود حواراتي الأدبية في جريدة "النهار" البيروتية، عندما أجريتُ معه منذ نحو عام ونصف عام حديثا طويلا وشاملا عبر الهاتف، لمّا كان السفر الى نيويورك، حيث يقيم، غير متاح لي يومذاك. ثم شاءت المصادفات أن أزور تلك المدينة العجائبية منذ نحو اسبوعين، فالتقينا هناك، في دفء منزله الفسيح في ضاحية بروكلين الناعسة، وكان بيننا خبزٌ وملحٌ ودخان وكلمات، والكثير من التواطؤ اللذيذ.

عرّفني أوستر، الساحر الابتسامة، الى زوجته الجميلة سيري هاستْفِت، ولم يشأ أن يخلع نظارتيه السوداوين أمامي بسبب تورّم في عينه اليمنى. تحدّثنا في الشعر والكتابة والموسيقى، ودلّني على حانة نيويوركية خاصة اسمها "مصنع الحياكة" يحلو فيها الاستماع الى عازفي الجاز الجدد، وأخبرني أن روايته الجديدة،BROOKLYN FOLLIES، سوف تصدر بداية في فرنسا- يا للمفارقة- في شهر أيلول تحديدا، ثم في أواخر العام في الولايات المتحدة. أخبرني ايضا انه يشرف على طبعة الأعمال الكاملة للمسرحي الايرلندي العظيم صموئيل بيكيت، التي ستكون مؤلفة من خمسة أجزاء، وأنه طلب من خمسة كتّاب مختلفين تصدير كل جزء من أجزاء المجموعة. ثم سألني الروائي الشاهق القامة عن أحوال لبنان الذي بدا أنه يتابع أخبار غليانه الأخير، وفرح لأن له عددا كبيرا من القرّاء والمحبين في عالمنا العربي.

رجلٌ كثير الودّ كثير الدفء كثير المرح كثير الموهبة كثير التواضع هو بول اوستر: كنتُ حدست بذلك منذ لقائنا "الصوتي"، وقد ترسّخ الشعور عندما اجتمعنا. ويمكن الاطلاع على حوارنا الذي نُشِر في تشرين الأول من عام 2003 على الرابط التالي:

http://www.joumanahaddad.com/paul.html


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى