الأحد ١٩ شباط (فبراير) ٢٠١٧
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

محمود السواركة وحب الوطن

في شهر فبراير عام 1999 تم الإفراج عن ابن العريش وابن مصر البطل محمود سليمان سلام السواركة الشهير بمحمود السواركة الذي يعد من أشهر المعتقلين المصريين والعرب في السجون الإسرائيلية حيث أمضى فيها 22 عاما.

ومن لايعرف نقول أن البطل محمود السواركة التحق بقوات الحرس الوطني عام 1960م بعد تكوينها على يد الضابط المصري البطل عادل فؤاد عام 1957م لضرب مخططات المكتب الخامس التابع للمخابرات الإسرائيلية وبدأ السواركة في جمع المعلومات والصور عن العديد من المناطق عسكرية ومفاعل ديمونة في صحراء النقب وبعد نكسة 1967م شارك محمود السواركة في مجموعات أخرى نظمت بواسطة ضباط مصريين لمساعدة العسكريين المصريين على الانسحاب وتأمينهم وتعطيل القوات الإسرائيلية.

قام البطل محمود السواركة بنسف مخازن السلاح والذخيرة التي تركها الجنود المصريون ونصب الكمائن للقوات الإسرائيلية وكان محمود السواركة يستخدم طريقة خاصة به لزرع الألغام حيث يقول انه كان يقوم بربط اللغم بسلك دقيق ومده بعيدا من طريق مرور الصهاينة وكان يختبئ في حفرة ممسكا بالطرف الثاني للخيط منتظرا مرور المركبات الإسرائيلية حتى إذا جاءت يقوم بسحب اللغم ليصبح أسفل المركبة لحظة مرورها، وهذه الطريقة أبتكرها محمود حتى لا يصيب اللغم العسكريين أو المدنيين المصريين ، أيضا قام محمود السواركة بعدد من العمليات الفدائية وصل عددها إلى 13عملية ودمر المئات من السيارات العسكرية الإسرائيلية.

تزوج البطل محمود السواركة وبعد مرور 10 أيام على زواجه قبضت عليه القوات الإسرائيلية بسبب قيامه بتفجير أتوبيس يقوم بنقل الجنود والضباط الإسرائيليين للإجازات الذي ظل يطارده على مدار3 سنوات وباستخدام طريقته في زرع الألغام وضع السواركة 3 ألغام في شوال وأمسك الخيط منتظرا وصول الأتوبيس وعندما وصل قام بشد الخيط وتفجير الأتوبيس الذي لم يتبق منه سوى الحديد وأشلاء وجثث 52 ضابط وجندي وبعد ذلك لاذ البطل محمود السواركة بالهروب ولكنه فقد فردة حذاءه وهو يحاول الهرب.

استعان الجيش الإسرائيلي بخبراء متخصصين في اقتفاء الأثر حتى عثروا على البطل محمود السواركة واعتقلوه هو وزوجته وأخويه حماد وسلام وأفرجوا عن زوجته وأخويه بعد 54 يوم وقاموا بترحيله إلى سجن غزة لمحاكمته وفي السجون الإسرائيلية تعرض البطل محمود السواركة لتعذيب وحشي سواء كان جسدى من ضرب وصعق ورش جسده بالماء المثلج والماء المغلى وإلقاءه على ألواح من الخشب تبرز منها المسامير أو نفسي بإهانته وإهانة رموز المقاومة وتصويرهم عملاء لهم وفي أحد المرات قامت القوات الإسرائيلية بإدخال أحد الكلاب المدربة لنهش لحم البطل وبعدما أوثقوه وأمروا أحد الكلاب مهاجمته وعندما أقترب الكلب من وجهه قام السواركة بعض لسان الكلب مما أثار جنون الضباط الإسرائيليين وانقضوا عليه وضربوه بوحشية وكسروا أسنانه كما جعلوا من جسده حقل تجارب يدرس عليه طلبة كليات الطب وأجروا له سبع عمليات جراحية بدون أن يعاني من مرض يحتاج لجراحة ولم يكتفوا بكل هذا بل حاول الإسرائيليون اغتياله أربع مرات في السجن ولكنهم فشلوا وكان يشرف ويشهد على عمليات تعذيب البطل محمود السواركة العديد من أبرز المسئولين الإسرائيليين العسكريين والسياسيين في سجن عسقلان وغزة منهم أيهود باراك.
كانت هناك محاولات عديدة من قبل الجهات المصرية لمعرفة مصير محمود السواركة إذا كان على قيد الحياة أم لا وكان الإسرائيليون ينكرون وجوده لديهم أو حتى معرفته وظل الأمر كذلك حتى أفرج عن أحد المعتقلين وهو اللبنانى جمال محروم في عام 1994م حيث قضى أربع سنوات في سجن عسقلان مع البطل محمود السواركة وكان يقوم برعايته وأكد وجود محمود في سجن عسقلان وانه ما يزال على قيد الحياة.

بدأت محاولات من الجهات المصرية للإفراج عن محمود السواركة حاول فيها اليهود استغلالها بمبادلته بعدد من الجواسيس ولكن السواركة رفض وجاءت محاولة أخرى من مبادلته بالجاسوس عزام عزام ولكن محمود السواركة رفض ذلك وهدد بالانتحار قبل تسليمه وفي شهر فبراير عام 1999 تم الإفراج عن البطل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى