الاثنين ٦ آذار (مارس) ٢٠١٧
بقلم فاروق مواسي

هل يُصْلح العَطّار؟

كثيرًا ما يُردد القول:

وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟

وأصل القول وارد في شعر عُرْوة الرَّحّال، حيث قال:

عَجوزٌ تُرجّي أنْ تَكونَ فَتيَّةً
وقَد نَحِلَ الجَنبانِ و احدَودَبَ الظَّهرُ
تَدُسُّ إلى العَطّارِ مِيرةَ أهلها
وَ هَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟

(اطلعت مرة على ديوان جِران العَود وبضمنه شعر الرَّحّال، وعرفت يومها أن الشعر هو للرحال، وأعمد هنا إلى الذاكرة، لعدم تيسّر الديوان لي حاليًا).

"ميرة" وردت في روايات أخرى "سِلعة".

ها هي العجوز الشمطاء تحاول أن تجدد شبابها وقد أصبحت هزيلة جدًا وبلغت من العمر عِتيّا، فهي تدفع للعطار من طعام أهلها حتى تشتري الكُحل والمساحيق، ولكن هيهات، فالدهر قد فعل فعلَه، ولن يصلح هذا الخبير بالتجميل أي شيء فيها.

"راحت عليها"!

من هنا أصبح الشعر مثلاً: بمعنى- لا تبحث عن أمر وقد مضى أوانه.

مما يروى في القصيدة، ويبدو أنها كانت عن امرأته التي خُدع بها:

تزوجتها قبل المُحاق بليلةٍ
فعاد مُحاقا كله ذلك الشهرُ
وما غرني إلا خِضابٌ بكفّها
وكحلٌ بعينيها وأثوابُها الصفرُ

يعود الشاعر في نص آخر ليقول لنا إن ذلك لا يجديها نفعًا:

ولا تستطيع الكحل من ضيق عينها
فإنْ عالجته صار فوق المحاجـر
وثديان أمّا واحدٌ فهو مِزْوَدٌ
وآخرُ فيه قِربةٌ للمسافر

ويمضي في هجائها المقذع:

لها جسمُ برغوثٍ وساقا بعوضةٍ
ووجهٌ كوجهِ القردِ بل هو أقبحُ
وتفتحُ -لا كانت - فمًا لو رأيته
توّهمتَه بابًا من النارِ يُفتحُ
لها مَضحكٌ كالحُشِّ تحسب أنها
إذا ضحكت في أوجه القوم تسْلح
إذا عاينَ الشيطانُ صورةَ وجهِها
تعوّذ منها حينَ يُمسي ويُصبحُ
لها منظرٌ كالنار تحسبُ أنها
إذا ضحكت في أوجُهِ الناسِ تلفحُ

أما عروة الرحال فقد عاصر الشاعر جِران العَود، وجِران هذا تزوج اثنتين، وكان يهددهما بالسوط،
واسمه الحارث بن عامر، لقِّب "جِران العَود" لأنه كان قد اتخذ جلدًا من جِران (عنق) العَود (الجمل المسنّ) ليضرب به امرأتيه. ولجِران أبيات هجائية مقذعة في زوجتيه، ومن ذلك:

خذا نصف مالي واتركا ليَ نصفَه
وبِينا بذمّ فالتعزّب أروح

كان جران العود خِدنًا وتِبعًا لعروة بن عتبة المعروف بعروة الرحال. قيل إنهما عاشا في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي.

وردت الأبيات كذلك في كتاب ابن طيفور - ت 280 هـ (بلاغات النساء، ص 143) على أنها لأبي العاج الكلبي:

"حدثنا أبو زيد عمر بن شبة قال : قال أبو العاج الكلبي لامرأته:

عجوزٌ ترجّي أن تكون فتية
وقد لُحِب الجنبان واحدودب الظهر
تدسُّ إلى العطار مِيرة أهلها
ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر
أقول وقد شدوا عليّ حِجالها
ألا حبذا الأرواح والبلد القفر

لاحظنا هنا الفعل (لُحِب)، وفي روايات أخرى نجد بدل كلمة (فتيّة)= صبيّّة
ومن الطريف في رواية أبي زيد أنه كان هناك حوار بينه وبينها، فكما تعيبني أعيبك.

لكن المبرِّد في (الكامل، ج1، ص 255) وابن عبد ربِّه في (العقد الفريد ج3، ص 457) يذكران الشعر أنه لأعرابي.

يقول ابن عبد ربه:

"وقال أعرابيّ في امرأة تَزَوَّجها، وذُكِر له أنها شابة طريّة ودَسوا إليه عَجوزا"، وذكر الأبيات، وقد وردت القصة في (الكامل) أيضًا برواية "لُحِب الجنبان"= قل لحمهما، وفي (عيون الأخبار، ج4، ص 45) برواية "وقد غارت العينان".


مشاركة منتدى

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اريد أن أتعلم اللغة العربية

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • منجل هارون (قصه قصيره) خرج هارون ابو مجاهد من منزله وهو يحمل المنجل وحبل مطلع النخيل والبلطه والسلبه . حيث توجه الى كرم نخيل ابو الحمد لقطع ثمار نخله نضجت ثمارها . كان برفقته عمه وشريكه فى محصول التمر ويدعى ابو علوان ابو عطيه. وصلا الاثنين الى كرم ابو الحمد وكانت النخله المقصوده بجوار منزل ام صابر كانت ام صابر وتدعى هند فى الخامسه والثلاثين من عمرها أمرأه جميلة الوجه والجسم بيضاء اللون تزوجت من ابراهيم ابو عامر خفير مزلقان نجع جابر بالسكه الحديد كان ابراهيم رجل طويل القامه تعدى عمره الخامسه والخمسون عام من عمره ورث عن ابيه عشرون قيراط ارض زراعيه بجوار مزلقان السكه الحديد بجوار عمله وكان يزرعها برسيم فى الشتاء للجموسه وبعض المواشى والاغنام الاخرى وفى الصيف يسوقها صبه او ذره رفيعه للمواشى تزوج ابراهيم من هند وهى ابنة عمه من بعيد اولدها صابر الابن الاكبر وهلال وحسان وبنت تدعى مريم . مازالت ام صابر يفوح منها عطر الشباب مشدودة القوام كأنها فى عمر العشرين . كان هارون ابو مجاهد شاب قوى البنيه وافر الطول تعدى عمره الاربعين من الاعوام زوجه ابوه مجاهد ابو عطيه من ابنة اخيه الحاج بهلول ابو عطيه . كان الحاج بهلول ابو عطيه رجل ميسور الحال يملك كرم نخيل مساحته ثلاثة افدنه وجنينة عنب وتين مساحتها فدان وارض زراعيه تقدر بعشرة افدنه من قصب السكر يورد محصولها من القصب الى مصنع سكر قوص وكانت ابنته عائشه البنت الوحيده على ثلاث ذكور اخوه من الرجال وكانت عائشه سمراء تفتقر الى الحسن والجمال لكن كانت تحظو وتحوذ اهتمام ابيها واخوتها ولا سيما بعد وفاة والدتها عزيزه زوجة الحاج بهلول وقيامها بأعباء خدمة البيت وابيها . طلبها مجاهد ابو عطيه من ابيها الحاج بهلول للزواج حتى لا يذهب خير اخيه الحاج بهلول الى الغريب من ابنه هارون الذى كان لا يرغب فيها لكنه اذعن ورضخ لقرار ابيه . كانت النخله فىى كرم ابو الحمد تميل على حوش بيت ام صابر . فرش هارون وابو علوان حصير الخوص تحت النخله لاستقبال الثمار المقطوعه جلس ابو علوان معطيا ظهره لجدار منزل ام صابر واخرج من جيبه علبة دخان السجاير واشعل لفافة دخان واخذ ينفث دخانها . لف هارون حبل المطلع حول ظهره وبيده المنجل وتنحنح بصوت عالى ليعلم من كان فى المنازل القريبه من منزل ام صابر مكشوف الرأس من النساء ان يغطى رأسه كما هى سمة وعادة تلك البلاد . لم تسمع ام صابر صوت نحنحة هارون اذ كانت بداخل المنزل تحضر غربال الغله . وتجلس هند او ام صابرتحت ظل النخله . وضعت ام صابر الغربال بين فخذيها الذى انحصر عنهما ثوب ام صابر ليكشف عن فخذين من الشمع الابيض وصل هارون الى رأس النخله بعد جهد من التعب حيث تعرق وجهه وتساقطت من جبينه حبات العرق . تعلقت يداه بجريد النخله ريثما يلتقط انفاسه واسند ظهره الى المطلع . ذهب هارون بفكره ابعد من بصره ليصتدم بحاله مع زوجته عائشه ابنة عمه وعدم الانجاب بعد كل هذه السنيين وعدم قدرته على اتخاذ قرار بالزواج من اخرى للانجاب بعد ان تأكد من الحكماء والاطباء ان اسباب عدم الانجاب تعود الى زوجته عائشه . أفاق هارون من غفوته البسيطه على صوت عمه ابو علوان اسفل النخله يستعجله لقطع ثمار النخله . نظر هارون الى اسفل ليرى تحته ام صابر مكشوفة الفخذين انحصر عنهم ثوبها لوجود غربال الغله بين فخذيها . تسمر هارون فى رأس النخله من الذهول وهو ممسك بالمنجل راحت افكاره الى ابعد من النخله وسباطة البلح والتى كانت ثمار السباطه فيها رطب حمراء اللون . اهتز المنجل فى يد هارون بشده لينال من السباطه ويقطعها بسرعه غير معتاده و تسقط على غربال ام صابر بين فخذيها العاريان لتصرخ ام صابر من هول المفأجأة ولسعات شماريخ البلح على فخذيها العاريان وتقول بصوت عالى فين كان نظرك يا اعمى البصر والبصيره . رد عليها هارون وهو فى حالة يرثى لها وجسمه يهنز ويداه متشبسه بجريد النخله وقال بصوت لا يكاد يسمع من حشرجة الحلق . البصر والنظر كانوا حاضرين يا ام صابر لكن المنجل خان العهد و خذل اليد وتخلى عنا ( م .ق .م )

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى