الخميس ١٦ آذار (مارس) ٢٠٠٦
من المسرح الإفريقي
بقلم سعيد إبراهيم عبد الواحد

أثول فوغارد: كاتباً مسرحياً ومناضلاً وإنساناًً

عاشت جنوب افريقيا وموزامبيق في النصف الثاني من القرن العشرين فترة حالكة من تاريخها استمرت لعقود طويلة و شهدت صراعاً دامياً بين السكان البيض والسود في ظل انظمة سياسية مختلفة انتهجت مناهج عنصريه واتبعت سياسات متحيزة وممارسات غير انسانية ، وهي أنظمة ميزت كثيراً بين الأبيض والأسود وكان من أسوأ هذه الأنظمة على الاطلاق نظام الأبارثيد الذي باعد وبالغ في ظلمه لسود في الحقوق والواجبات فجعل الكلمة والحق والغلبة للأبيض دائماً حيث كان هو النظام الحاكم بأمره، يسن القوانين ويشرع الأحكام تمييزاً واضطهاداً وعسفاً وجوراً لمجرد أن لون بشرة المواطن إما سوداء أو بيضاء!

لقد كانت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في جنوب أفريقيا حبلى بالمشاكل وعُرفت بالقهر على أساس العرق والجنس والدين واللون. الا أن هذا الوضع ولّد احزاباً سياسية وحركات طلابية وقوى اجتماعية فاعلة و غيرها خاضت نضالاً مريراً ولاقت عذاباً قاسياً في سبيل الوصول الى حلم الحرية والمساواه في الحقوق والواجبات. سنتعرض بالقليل من التفصيل لهذة الحركات التحررية ونشأتها وأفكارها و دورها الفاعل ومشاكلها باعتبارها جزء مهم من الحراك السياسي و الاجتماعي والثقافي والفكري في تاريخ جنوب أفريقيا المعاصر.

ومن هذه الأجواء والأنواء ، ظهر على الحلبة السياسية والاجتماعية والثقافية في جنوب أفريقيا في زمن التفرقة العنصرية (الأبارثايد) عدداً هائلاً من المناضلين أمثال نيلسون مانديلا و قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ، وستيفن بايكو رائد الحركة الطلابية وميثاق الشعب الأسود عام 1972 ، كما عرفت ثورة الطلاب في حي السود الفقراء أو السويتو في العام 1976 وهي الثورة التي أحدثت حراكاُ فكرياً واجتماعياً فيما بعد فولدت إحتجاجات سجلها التاريخ ضد نظم التعليم العنصرية، وهي الثورة التي اشتعلت في كل أرجاء البلاد كما النار في الهشيم. ثم كان أعتقال الطالب المناضل بيكو وقتله في سجن الشرطة، وما تبع ذلك من احتجاجات واضطرابات صعب على الحكومة واجهزتها الأمنية السيطرة عليها فقامت بسن قوانين جديدة حظرت الحكومة بموجبها كل الأحزاب والحركات السياسية في البلاد ... ولكن ، بعد عشرة سنوات عاودت تلك الحركات الظهور أكثر تنظيما وأقوى ارادة عن ذي قبل إلى أن كان التحرر وإنتهاء عصر التفرقة العنصرية وإجراء إنتخابات حرة نزيهة شارك فيها كل مواطني جنوب أفريقيا فانتهت باختيار المناضل نيلسون مانديلاً رئيساً لجنوب أفريقيا.

مع هؤلاء ، ومع المرور السريع على أهم مفاصل الحركة الوطنية ونضالها الكؤود والمتواصل لابد من ذكر واحداً من أهم المثقفين الفاعلين في تاريخ حركة النضال جنوب الأفريقي الا وهو الكاتب المسرحي المبدع أثول فوغارد الذي ما نفك يحارب التمييز العنصري فيصور بشجاعة متناهية تلك الظروف الخاصة بمجتمع جنوب أفريقيا سواء سياسياً أو فكرياً أو اجتماعيا ، ويدعوا الى نبذ التمييز وإحلال المساواة بينالجميع وأما القانون بدلاً عن ذلك التمييز العنصري، كما صور في مسرحياته الحراك الذي ساهم في تشكيل شخصيات عديدة منها شخصية اثول فوجارد نفسه.

لقد امتاز هذا الرجل برقي ثقافته وشجاعة كلمته وعلو همته ورقة مشاعره الانسانية، ونضوج تفكيرة، واتساع ثقافته ، وصلابة مواقفة ضد التمييز العنصري، خاصة وأن ذلك النظام كان قوياً ومتمكناً وقاسياً وظالماً ومسيطراً على كل مناحي الحياة في مجتمع جنوب أفريقيا وموزامبيق.

ولد الكاتب المسرحي أثول فوجارد في جنوب أفريفيا لأبوين انجليزيين وعاش طفولة انعكست ايجاباً على بقية حياته. في طفولته التقي بشباب من السود وصادقهم ومن تلك العغلاقة تأكد لديه أن لا فرق بين الأبيض والأسود وأن لكل منهما حق في الحياة تحت مظله واحدة فيها حقوق وواجبات على الجميع تضمنها سيادة القانون. لقد كافح أثول فوغارد في مقتبل العمر من أجل تحقيق أهدافه وفي سبيل مبادئه وأفكاره ومعتقداته التي تمتعت بانسانية عالية للغاية وبومضوعية كبيرة. ومع نضوجه الفكري وتعمق تجربته الذاتية والوطنية تراه ينتقل بأفكاره من موضوعة المحلي ذو الخصوصية جنوب الأفريقية إلى موضوعات أوسع فضائاً لها صفة العالمية، ومن هناك نراه ينطلق إلى آفاق أرحب فيصل إلى العالمية في كفاحه ضد العنصرية المؤسساتية في جنوب أفريقيا.

أثول فوجارد هو كاتب ومخرج مسرحي أبيض البشرة ، ولد في جنوب أفريقيا لأبوين أبيضين فأمه تنحدر من أصل هولندي وأبوة انجليزي، لكن أثول عاش حياته يحلم بقهر التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا وقد كرس حياته وكتاباته من أجل الوصول الى هذا الغرض الا وهو العيش في جنوب أفريقيا يحكمها النظام والقانون الذي يطبق على الجميع دون تمييز وبالتالي يعطي للجنس الأسود حرية الفكر والتعبير والحياة الحرة الكريمة مثلهم مثل الجنس الأبيض.

ويعتبر أثول فوجارد واحداً من المثقفين البيض والكتاب الراديكاليين الذي وقفوا بكل قوة ضد المفاهيم اللانسانية لذلك النظام السياسي العنصري الحاكم في جنوب أفريقيا. لقد حاول فوجارد في كل كتاباته أنْ يجد مخرجاً من تلك المشكلة المستعصية والحياة النكدة ، فكان نصير المظلومين والمدلفع عن المضطهدين، فقدم مبادرات فكرية رائعة وأثبت عن جدارة أنه ممارس للديمقراطية ومؤثر في تاريخ المسرح والمجتمع في جنوب أفريقيا. لقد ضاقت السبل بهذا الكاتب المسرحي فنتيجة لملاحقات الشرطة البيضاء ومضايقاتها له، لم يجد في لحظات من عمله الدرامي لا مكان يؤدي عليه مسرحياته ولا مخرجاً يخرج له مسرحياته، فقام في عدة مرات بعملية الاخراج وفي مرات أخرى قام بتمثيل دور إحدى شخوص مسرحياته وقد أجاد فيها جميعها.

باكورة أعمال فوغارد كانت مسرحية من فصل واحد بعنوان (الزنزانة) كتبها في بداية مشواره مع المسرح في العام (1957) وهي مسرحية تحكي قصة حقيقة لإمرأة سوداء من جنوب أفريقيا اعتقلتها السرطة لأنها لم تمتلك بطاقة مرور وهي بطاقة كانت تصدرها الشرطة في جنوب أفريقيا بموجب قانون خاص بها والبطاقة تعطى للسود الذين ينتقلون من مكان لآخر في البلاد بحثاً عن عمل وتححتوي البطاقة على معلومات أساسية مثل الاسم وعنوان السكن ومكان العمل وتصريح العمل والبطاقة تحدد وتمنع اماكن تواجد حاملها. لم تكن تلك المرأة تمتلك تلك البطاقة فاعتقلتها الشرطة وأهانتها كثيراً ... كانت المرأة حبلى فاجهضت من شدة التعذيب ومات الجنين وهي تنظر له وتلطخت ساحة السجن بالدم ... غسل الدم في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يحدث ... مسرحية (الزنزانة) صورت مدى معاناة الإنسان الأسود في ظل النظام السياسي الذي أسس للتفرقة العنصرية.

ثم كتب فوغارد مسرحية (رباط الدم) سنه 1963 وكانت باكورة اعماله. لابد من القول بأن المثقفين عموماً وكتاب المسرح خصوصاً يمرون بمراحل صعبة وتحديات جسام اثناء عملهم اذا ما تبنوا قضية انسانية مستعصية أو اختلفوا مع نظام الحم السائد في أي بلد. هذا هو الحال مع أثول فوجارد الذي عانى الأمرين نتيجة لمواقفه الصلبة في مقارعة انياب الظلم الحاكم في جنوب أفريقيا لكنه فعل مثلما الكاتب المسرحي الفرنسي موليير، فظل يحرض الناس، ويجدد التحدي ضد العنصرية وظل في كل كتاباته يدعوا الشعب إلى عدم الاستسلام للواقع بل وأن يستمرفي المطالبة باصلاح كل سبل الحياة في جنوب أفريقيا وذلك بتطبيق مبدأ المساواة للجميع.

كانت المسرحية الأولى التي قدمها أثول فوجارد بعنوان (رباط الدم) وقد اعتبرت بمثابة ضربة معلم ضمنت لصاحبها سمعة عالمية. لقد كان انتاج المسرحية (عام 1963) تحدياً حقيقاً لكاتبها فقد بدأت معها رحلته مع المتاعب، وقد نجم عن عرض المسرحية أن صادرت الحكومة جواز سفرة. الا أن فوجارد ظل في حالة الهجوم على حقيقة التمييز العنصري، فقامت الحكومة بمنعه من التمثيل ومنع مسرحياته من العرض في أي مكان في جنوب أفريقيا. كل هذا لم يمنع أن تصبح مسرحية (رباط الدم) عملاً مفضلاَ يحبه السود في البلاد فقط أعطت تلك المسرحية بصيصاً متراقصاً من الأمل أن كفاح السود جنوب الأفريقيين والبلدان المجاورة ضد التمييز العنصري سوف يأتي بنتيجة ايجابية يوماً ما.

تحكي لنا مسرحية (رباط الدم) قصة شقيقين هما موريس الأسمر البشرة و زخريا الأسود البشرة و هما الشخصيتين الرئيسيتين في المسرحية وقد عاشا بعيدين عن بعضهما البعض، حيث كان موريس يعيش في المدينة لكن الأيام عادت به ليعيش مع أخية زخريا في كوخ حقير يتكون من غرفة واحدة من الصفيح الصدىء والبلاستيك والورق المقوى وبقايا خشبية. يقع البيت في أحد الغيتوهات بالقرب من مدينة بورت اليزابيث. في داخل الغرفة سريران وخزانه وموقد زيت وطاولة وكرسيان وبعض الكتب. يتكلم موريس اللغة الانجليزية المفخمة بطلاقة ورثها عن أمه. بدا واضحاً أن لغته الانجليزية تختلف عن لغة أخيه. كان السبب في ذلك أنه عاش في المدينة كرجل أبيض. موريس يحب القراءة بينما أخية يحب العبث مع النساء ويخبر الآعيبهن. هذه الصور تعكس واقع التناقض الذي يعيشه أفراد الأسرة الواحدة في المجتمع الواحد. ومن هنا نرى أن مجمل القول أن الصور التي يصورها لنا أثول فوجارد في العائلة الواحدة تعتبر صورة مصغرة لواقع مجتمع حنوب أفريقيا. يكون فيها الرجل الأسود عبئاً ثقيلاً على شقيقة الرجل الأبيض. ثم نرى كيف يشجع زخريا موريس أن يتظاهر بأنه أبيض يعيش في المدينة. هذا الموقف يعبر ببراعة عن عبثية حكومة جنوب افريقيا وتمييزها العنصري في تعاملها مع المواطنين. وهو موقف يسخر من فلسفة الدولة التي تحكم على الأمور بموجب لون البشرة والمظاهر الخارجية للناس.

في العام 1965م كتب فوغارد مسرحية (أغنية الوادي) وتعتبر هذه المسرحية مسرحية الأحلام. في المسرحية ثلاث شخصيات عند كل واحد منهم حلم. من طبيعة الشخصيات الثلاثة أنهم يحلمون، ثم ترى كل منهم يعمل من أجل تحقيق ذلك الحلم. تبين طريقة عمل كل شخصية في سبيل تحقيق حلمه ليصبح حقيقة، هذه التصرفات تبين ماهيه كل منهم في المجتمع.

أما أهم الأحلام فهو حلم الرجل العجوز ابن السبعين عاماً ويدعى أبراهام جونكر، وقد ورث جونكر عن ابيه حلماً في أن يكون رجلاً طيباً فيكرمه الله في حياته، لذا عليه بالجدية في حياته وعبادة الخالق. وبهذا يستغل ابراهام كل فرصة لتحقيق حلمه فتراه يزرع الحب بعد الغيث الذي نزل على الجبل والوادي، في اشارة واضحة إلى حبه للوطن والعمل باخلاص وتفان.

في العام 1988م كتب فوغارد مسرحية (أطفالي لي ! أفريقيا لي!) ومثلما انتقد فوجارد فكر وممارسة حكومة جنوب أفريقيا المتنفذة ، نراه هنا يقف أمام ممارسة خاصة لأكبر أحزاب المعارضة الا وهو حزب (المؤتمر الأفريقي الوطني) الذي دعا الى مقاطعة مدارس البيض بينما كان نظام الابارثايد يشرف على الأفول. اعتبر اثول فوجارد هذه الممارسة خطأً جسيماً فاتقدة ووقف ضدة في مسرحية (أطفالي لي! أفريقيا لي!)ز في هذه المسرحية يحكي لنا فوجارد قصة معلم من جنوب أفريقيا يعمل في مدرسة مختلطة فيها تلاميذ سود وتلاميذ بيض في الفصل الواحد. يحاول المعلم كل مايستطيع عمله لازاله الحقد والكراهية من قلوب التلاميذ ذلك الحقد الذي ورثوه من ابائهم بسبب اختلاف لون بشرتهم!

عند نهاية العرض الأول لهذه المسرحية صفق لها الجمهور وهم وقوف حيث تحول اعجابهم بها إلى تصفيق حماسي كبير. جاءت المسرحية بمثابة تأكيد على أهمية القيم التي تدعوا إلى نبذ الحق ومن ثم تدعوا الى التآخي والمساواة وهو الأمر الذي بدأ يتبلور في بداية الثمانينات من القرن العشرين. لقد شعر الجمهور أن أثول فوجارد يتكلم باسمهم ويعالج مسائل سياسية اجتماعية ثقافية بطريقة لم يقدمها أحد آخر من قبل.

في المسرحية ثلاثة شخوص رئيسة هي مستر إم الذي يعمل معلماً في مدرسة وإيزابل التلميذة ذات البشرة البيضاء ، وثامي التلميذ ذو البشرة السوداء. تدور أحداث المسرحية حول اخلاص و جهد وممارسة مستر إم في تعليم التلاميذ إحترام رأي الآخر، وما هية السلوك القويم في الحوار، واحترام مبدأ الانتخاب ، والعيش بسلام في ظل قانون واحد يحمي الجميع في الوطن الواحد جنوب أفريقيا.
تعتبر مسرحيات أثول فوجارد مسرحيات عالمية رغم أنها عالجت موضوعاً له خصوصية واحدة وهو موضوع التفرقة العنصرية ونظام التمييز العنصري (الأبارثايد) الذي حكم جنوب أفريقيا لفترة طويلة من الزمن. يرى النقاد أن فوجارد شخصية دينامية عملت من أجل أمة بأكملها الأبيض منها والأسود، عملت سوياً ضد العزل والتمييز العنصري. لقد ظل فوجارد يعيش على حلم الطفولة في إصلاح ذات البين بين أبناء الشعب الواحد في جنوب أفريقيا، ليتغلب على عقدة التمييز على أساس لون البشرة، والجنس البشري والانتماء العرقي أوالديني.

لقد انطلق الكاتب أثول فوجارد من ذلك التناقض الحاد الذي فرضته حكومة جنوب افريقيا العنصرية في حياة الأسود والأبيض ، ووظف ذلك النضال السياسي والاجتماعي فابدع أعمالاً ناقدة لذلك الوضع غيرالانساني و المأساوي وهو الوضع الذي صنعتة ورعته حكومة التفرقة العنصرية ونظام التمييز العنصري (الأبارثايد). تخيل أثول فوجارد إبداع حياة جديدة يتمكن فيها اصحاب البشرتين أن يتحدثا بحرية وأريحية وأن يعيشا سوياً في ظل قانون واحد لا يفرق بينهما فكلهم ابناء جنوب أفريقيا. وقد تحقق هذا الحلم بالغاء نظام التمييز العنصري في حنوب أفريقيا عام 1992 وباجراء انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة انتهت باخيتار المناضل الأسود نيلسون مانديلا كأول رئيس منتخب لجمهورية جنوب أفريقيا عام 1994م ، ومنذ ذلك اليوم صار المواطنين جميعهم اسودهم وأبيضهم يلقون معاملة متساوية أمام نظم الدولة وقوانينها، ويتساوون في الحقوق والواجبات. لقد صحت رؤية أثول فوجارد في أن الكتابة المسرحية والعمل المسرحي هم أسلحة فكرية مهمة في معركة الفكر والسياسة والمجتمع فهي مقومات إنسانية يصعب فصلها عن بعضها البعض. وأثبت أيضاً أن باستطاعة المسرح أن يفكك مشاكل المجتمع وأن يجسر الهوة بين أفراده اذا ما تفاعل المسرح مع باقي أشكال وإتجاهات الحراك الاجتماعي في سبيل قضية عادلة ما. وفي الختام ومع نهاية عهد الأبارثايد لم تتوقف مسيرة أثول فوجارد الفكرية والكفاحية ولم يجف مداد قلمه فاهو قد انتقل فوجارد إلى كفاح آخر حيث بدأ يعمل في مجال مقاومة مرض الايدز، وهو موضوع له أبعاده الانسانية والوطنية أيضاً.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى