الأحد ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم راندا رأفت

أحزان حرية الصحفي

صلاح الدين حافظ الاسم العملاق المرادف للمعنى العملاق حرية الصحافة، أثار موته في نفسي شجون وضع الصحافة الحالي، الوضع الذي يزداد سوءا، والمعاني التي تفقد حقيقتها.

عرفت صلاح الدين حافظ منذ اليوم الأول لالتحاقي بقسم الصحافة في الجامعة، عرفته من خلال كتابه (أحزان حرية الصحافة)، ومن خلال ايمانه الشديد بقضيته، تلك القيضة التي عاش ومات مدافعا وباحثا عنها (حرية الصحافة). فهل للصحافة حرية حقا؟! أو حتى للصحفي؟!

اشفق كثيرا من الاعتقاد بحرية الصحافة، فعندما تنعدم حرية الصحفي تنعدم أي امكانية لحرية الكلمة.

فلا شيء اسمه حرية للصحفي لا داخل المؤسسة الصحفية التي يعمل بها ولا في تعامله مع النظام السياسي والاجتماعي بل والاقتصادي في كثير من الأحيان.

الواقع أن الصحفي يضطر للتنازل عما يريد الكتابه عنه من أجل ارضاء المؤسسة التي يعمل بها وحتى لا يطاح به خارجها، ويبتعد الصحفي نهائيا عن أي موضوع قد يسبب له ضرر لأن لا توجد صحيفة تحميه ولا نقابة، فأكثر من نصف العاملين في الصحافة غير معينين في صحيفتهم ولا على ذمة أي نقابة.

والواقع أيضا أن الصحفي يضطر للكتابة بلا معلومات لأن معظم قنوات الحصول على المعلومة الصحيحة مغلقة أو غير متاحة أصلا، ولأن المسؤلين غير مسؤلين عن تصريحاتهم.

والواقع أيضا أن الصحفي يضطر لممارسات غير مهنية من أجل تحسين الدخل المادي، أهم هذه الممارسات أن يعمل في صحيفتين في وقت واحد وقد تكون الصحيفتين متعارضتين في الاتجاه والاهداف والاسلوب، أو يضطر للعمل في الاعلانات فيكون لصحاب المال الكلمة العليا عليه.

صحيح الدستور ينص على حرية الصحافة وكل لوائح المؤسسات الصحفية تنص على الحرية، لكنها حرية على ورق، حرية مع استحالة التنفيذ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى