الثلاثاء ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٩
بقلم محمد علّوش

أرفع رايات النيل صلاة

في الخرطوم
تتوه الروح بمس الأنهار الحبلى بالغيم
في الخرطوم تضاريس الحّب وسر اليمّ
عبق الأرواح تجلى في مهجة حلم
وجوهٌ سمراء
تعانق هامة بدرٍ غرّاء
تناجي النيل وفوضى الماء
تحضن طيف السمراء
تلاحقني
تخطفني الخرطوم إلى بهو حدائقها
تدعوني للحلم الأبيض
للقلب المفعم بالصدق
وصوفية أهلي الفقراء
تدعوني لربيع قصائدها الفصحى.

ونجوت من النحل
من القمر المجنون
يحاصرني جيش النمل على باب البهجة
وتحاصرني ذاكرة النهر المتدفق بالنخل وهرطقة الليمون
ويطول الليل
والليل حرون
والله قريبٌ
وقريبٌ من بوح سمائي
من لغة البسطاء
من وهج صلاة العرس
من باب صداك ومن قرص الشمس.

من أسطورة كهفي
من عليقة خوفي
تتشبث بالروح ونزف الجرح.
الماء حكايا ممتدة
والرمل يقاوم أوهام الردة
يداهمني بسؤالٍ مسنون
يداهمني بحلال الصمت المكنون
بعناقٍ وشجون
وأرى مرآة النيل كوجه اله
تخاطبني بالوحيّ الأسمر والآيات
بضفاف نخيلٍ ونبات
حيث بلادي تتجلى فتياناً وبنات
فيتوه الشاعر فيّ
ويتوه الشعر
وتقول رؤاها لشباك العتمة
أنا أرفع رايات النيل صلاة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى