الثلاثاء ٢٣ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم زهير الخراز

أقصوصتان

شـبـاك

{{}}

كانت عيناها تلعقان وجهه .. تدغدغان قفاه، تتنزهان في حبات دمه، وكان هو يتيه في مجرة عينيها الساحقتين ويضيع في ظلام بلون الخمر، ليضيع أخر خيط يشده بالمحاضر .. والزملاء .. والمدرج فقال لها للمرة الخامسة بعد الثلاثين.

أحبك وأود أن أختلي بك ..
فقالت في غنج وللمرة الخامسة بعد المائة:

أسـ .. أسفة .. لا أخـ .. أخرج مع الرجال .
وكان ممن يهوى كتب «السيكولوجيا» فرمى بشباكه من جديد، وحدثها عن «صدمة الولادة» وعن «عقدة أوديب» و «رهاب الأطفال» وكذا «الهستيريا» و «السادية»

فقالت متأثرة: أبي .. يـ .. يقسو علي .. وأمي ماتت منذ سنتين ..

وقال هو متحمسا:

رعب «الابيسية» عقد لسانك .. وعلاجك بين يدي ..

قالت:

هـ .. هل .. مـ.. من أمل في حل عقدة لساني؟
قال: طبعا ..

فقالت في حنان:

أحبك. لقد ارتحت إليك ..

تـمـيـمـة

{{}}

قالت لها أم أحمد:

مبروك عليك عصفور بقمحه وزرعه جاء يطلب يديك ..

تغمض التسعة والأربعون تميمة عينيها لثوان ثم تهمس في نشوة:

أخيرا فلحت تمائمك يا أم أحمد ..

الفضل .. كل الفضل "لفقيهنا " مسعود " قاهر الجن والمردة يا زينة العرائس ..

متى اليوم الموعود يا أم أحمد؟

الليلة يا زينة العرائس .. الليلة يختطفك عصفور ويطير بك إلى البراري ..
وعندما ترنو الليلة الموعودة .. تمر على عتبة " العانس " كشبح .. كعابر سبيل .. بأجنحة غرابية ووجه «خفاشى» لا يحبذ نور الشمس .. وتسقط من وجه العانس الحزين دمعة بحجم الفقيه «مسعود» .. ثقيلة .. مرة .. ومعطرة بالبخور والأعشاب الغريبة ..

فقالت أم أحمد:

دموعك عقد ثمين .. فليذهب الرجال إلى الجحيم.
تصمت قليلا تفكر، ثم تبشرها:

أسمعت عن «الفقيه» «مبارك» قاهر الرجال؟ يقال أن تمائمه تؤثر في الأموات.
يشرق وجه العانس فتلملم دموعها ثم تقول:

أصحيح ما تقولين؟!؟ .. إذا سأحتفظ بما تبقى من الدموع .. وسأشتري كل تمائم «مبارك» كي أقهر الرجال .. كل الرجال .. غدا بل الليلة..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى