الأربعاء ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١٨
بقلم الطيب عطية عطاوي

ألعقُ ترابَك شهْداً

حافي القدمين كنتُ أمشي .. فأعتقتني
خارج الزمن كنتُ منفياً.. فأعتقتني
أيا وطناً ظل سناه يضيء لي..
واسفينة العمر..
أأبْحِرُ أنا من غير رُبَّانِ..
وقلبي معلـَّـقٌ بين أشجانٍ وأحزانِ؟
من أين أبدأ يا مَنبت الآداب والأعراق
إني ألعق ترابك شهْداً..
أشتم ياسمين هواءك في كل خطوةٍ
من أين أبدأ يا وطني؟
هذه الأيام تعلمني كيف أبقى مع من كانوا هنا
كانوا هنا..
أرض الشهداء.. ومنطق البلغاء
وتاريخاً سُطـِّـرَ رغم جُبنِ العملاء
يا كتيبة العوادي ما فعلتِ بهم
كانوا هنا..
لازالوا هنا..
أين من بنوا وشيَّدوا صرح بلادي؟
واباديساه!.. وايوغرطاه!
واعميروشاه!
وا كل من دقَّ جحافل الطغيان في كل زمان
أأُدفنُ أنا تحت أقلام الحمقى بغير عنوان؟!
لمَّا ترقرق دمعُ السماء جئتُ إليك يا وطني
جئت إليك أقرأ أحلامي..
هرعتُ نحوك أرسمُ ألواني..
أخضراً . أحمراً.. أبيضاً
ونجمة يظللها هلالي
كيف السبيل إلى رايةٍ أعانقها ..
في ذكرى من حفظوا كنوز بلادي؟
أمِنَ المنون في سبيلك أجزعْ
أيا حاضراً في قلبي كلَّ زمان؟
يا دفتراً أقلـِّـب صفحاته شرقاً وغرباً
من غير نسيان..
شمالا وجنوباً
دون امتنان..
أنت أكبر يا وطني..
أكبرُ.. أكبرُ من الطوفان
أقوى من الدَّهر إذا هاجت أعاصيرهُ تحت سنابك العاديات
والأحزان..
رايتكَ خفـَّـاقة وأنا أشتعل كبرياءً
بيميني أستنشِقُ حُبَّك
وبيساري رُمحي وسِناني..
حرِّريني من عنجريتي أيتها الكلمات
حرِّريني علـَّـني أستفيق..
أستفيق من غير عِناد
أنا فداك يا وطني..
لبَّيك..
لو اشتعل العالَمُ ناراً فأنت مآلي
دمعي لذكراك يا وطني..
فيضٌ على الخدَّين يسيلُ
لأجلك تصمت النفس.. والقلب عليلُ
قليلٌ يا وطني من يدوم على الوداد
ففيم الهجران وأنت قلمي..
ومدادي..؟
أنا منك يا غالياً
أذكرك كل صباح ومساء
سأقرأ قصتك..
سأسردها لكل أولادي
أحبك.. أحبك
دون ثمن.. ومن غير دولار
من غير ريال ودرهم..
من غير فرنك وليرةٍ في سوق أشرار
أحبك..
لا تفسير عندي لصبوتي
أنا باقٍ هنا.. رغم العِدا
ولو قطعوا رأسي لديكَ وأوصالي
وسأظل أعزف ترانيم المحبة..
في بلد الأشاوس الأحرار
سِراً وعلناً..
بين أواسط نسوةٍ ورجالِ
آهٍ يا وطن الأحبةِ
سنابلُ الرحمة امتلأتْ في زمن الحِداد
والجوعُ السَّرمديُّ أفل من غير رجوع
عشرُ سنينَ أفلتْ من غير رجوع
آهٍ يا وطن الأحبة
اليوم تـُثبَّتُ قناديل العشق
في كل جدار..
ورائحةُ الخبز المعجونِ
في أفران الطين نستنشقها
كل صباح..
آهٍ يا وطن الأحبة
أرحامنا عادت بعد جفاءٍ
وأضحت تكلمنا
أنفاس الشهداء..
شدُّوا على العروة الوثقى سواعدكم
إنا بأعين الغدِ
نحميكم..
إنا ها هنا نبارككم..
ستبقى الكلمات ترددها أنفاسُ الشهداءِ
ونحميك يا وطني..
ونحميك رغم العِدا يا وطني..
أنا إن مِتُّ..
فالجزائر تحيا..
إلى الأبدِ..
صانعةً مجدها حقيقة دون خيال..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى