الاثنين ١٠ آب (أغسطس) ٢٠١٥
بقلم خالد صلاح حنفي محمود

أوضاع الجامعات العربية

يمثل التصنيف للجامعات أهمية بالغة كونه يعطي الجامعة مؤشراً عن موقعها بين الجامعات العالمية وفقاً للمعايير التي بنيت عليها هذه التصنيفات؛ ولقد سعت الجامعات العالمية سعيا حثيثاً لتأمين المتطلبات اللازمة للتوافق مع هذه المعايير التصنيفية للجامعات العالمية لتحسين بيئتها التعليمية، ولتمكين طلابها من الإجادة في مجالات العمل المختلفة والمسابقات العلمية الدولية، وتحسين أداء أعضاء هيئاتها التدريسية في التعليم والبحوث العلمية وتقديم الاستشارات وخدمة المجتمع، وعكس إنجازاتها العلمية من خلال نشر بحوثها في المجلات والدوريات العلمية الرصينة، وحصد الجوائز العلمية وغيرها، لجذب الكثير من الاستثمارات لدعم أنشطتها العلمية وجذب أفضل الطلبة للالتحاق ببرامجها بوصفها مراكز إشعاع فكري وعلمي متميزة.

وقد صدرت في الآونة الأخيرة تصنيفات عدة لأفضل الجامعات في العالم، لم تكن أي جامعة عربية من ضمنها، وهذا أدى لتساؤلات في الأوساط الأكاديمية والعلمية، أهمها لماذا لم تشتمل تلك التصنيفات على أي جامعة عربية ؟ وأين مكمن الخلل الذي تسبب في خروجها من تلك التصنيفات؟ الأمر الذي يترتب عليه ضرورة تحديد موقع الجامعات العربية من تلك التصنيفات، وتحديد المقترحات تسهم في تحسين ترتيب الجامعات العربية في تلك التصنيفات .

واقع أوضاع الجامعات العربية في التصنيفات العالمية للجامعات
تصنيف شنغهاي Institute of Higher Education, Shanghai Jiao Tong University
إن تحليل قوائم تصنيف الجامعات لتصنيف شنغهاى لعام 2014، والصادرة على موقع التصنيف يوضح ظهور خمس جامعات عربية فقط، أربعة منهم في المملكة العربية السعودية تتقدمهم جامعة الملك سعود في الترتيب(151-200)،وجامعة الملك عبد العزيز في الترتيب(201-300)،تليها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الترتيب (301-400 )، ثم جامعتي الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا وجامعة القاهرة في ترتيب متأخر (401-500 ).ولم تظهر أى جامعة عربية أخرى.(ARWU, 2014:1)

2- تصنيف كيو إس QS World University Rankings

تضمنت قائمة تصنيف كيو اس لعام (2013-2014 ) عدد (8) جامعات عربية فقط ضمن أفضل(500) جامعة في العالم، ولوحظ تقدما ملحوظا؛ حيث جاءت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الترتيب(216)، تليها الجامعة الأمريكية ببيروت في الترتيب(250)، وجامعة الملك سعود في الترتيب(253)، والجامعة الأمريكية بالقاهرة في الترتيب(348)، وجامعة الملك عبدالعزيز في الترتيب(360)، وجامعة الإمارات العربية المتحدة في الرتيب(421-430)، والجامعة الأمريكية بالشارقة في الرتيب(413-440)، وأخيرا جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الترتيب(491-500).

3- تصنيف مجلة التايمز للتعليم العالي The Times Higher Education World University Ranking
غابت الجامعات العربية عن قائمة تصنيف للتايمز(2013-2014 ) عدا جامعتين فقط من المملكة العربية السعودية وهما جامعتي الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك سعود وجاءتا في ترتيب متأخر نسبياً وفي نفس المستوى (351-400 ).

4- تصنيف ويبمتركس Ranking Web of Universities

بتحليل قائمة تصنيف ويبمتركس( يوليو 2014) لوحظ دخول بعض الجامعات العربية في هذه القائمة وحصولها على مراكز متقدمة نسبيا وهى: كليات الفيصل للدراسات العليا بالرياض (2465 )، وكلية الدراسات التكنولوجية بالكويت (2807 )، وجامعة مصراته (2825 )، وكانت أول الجامعات المصرية جامعة القاهرة فى المركز (299), وتأخر ترتيب باقى الجامعات المصرية؛ وهذا يشير إلى الحاجة إلى وجوب اهتمام الجامعات العربية بأوضاعها، ومعالجة هذا التأخر فى الترتيب وضرورة اهتمام الجامعات بتطوير وتحسين مواقعها .

على ضوء العرض السابق لموقع الجامعات العربية في التصنيفات العالمية؛ يمكن استخلاص الآتي:

إن دخول بعض الجامعات العربية وخاصة جامعات مصر والسعودية لهذه التصنيفات العالمية وتحقيق بعضها مراتب متقدمة نسبيا يعطي مؤشرا لتفاوت مستوى هذه الجامعات، الأمر الذي قد يعزى إلى اهتمام بعض تلك الجامعات بالمنافسة العالمية؛ مما جعلها تتهيأ لهذا السبق العالمي من خلال صياغة رؤى استراتيجية واضحة تضمن لها التقدم في التصنيفات العالمية، في حين ما زالت جامعات عربية كثيرة خارج تلك المنافسة وتركيزها ينصب على وظائفها الأساسية وهى التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وتخريج متعلمين لسد احتياجات قطاع الأعمال في تلك الدول.

أن الجامعات العربية ما زالت بعيدة عن أفضل(100) جامعة على مستوى العالم، بيد أن هناك سعيا حثيثا من الجامعات السعودية للوصول لنادي المائة لأفضل جامعات العالم، حيث حصلت جامعتا الملك سعود والملك عبدالعزيز على ترتيب متقدم في النسخة الأخيرة للتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم في الترتيب(151-200) و(201-300)، وحصلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على ترتيب متقدم عالميا في تصنيف(كيو إس) في نسخة 2013-2014، حيث جاءت في الترتيب(216) عالميا.

الغياب شبه التام عن تصنيف ( التايمز ) حيث لم يظهر في التصنيف في نسخته الأخيرة 2013-2014 إلا جامعتين فقط من المملكة العربية السعودية وهما جامعتي الملك عبدالعزيز، والملك سعود.
لم يدخل في نادي الألف جامعة على مستوى العالم في أحدث نسخة لقائمة تصنيف( ويبمتركس- يوليو 2014) إلا جامعتين فقط من المملكة العربية السعودية وهما جامعتا الملك سعود والملك عبدالعزيز، مع وجود تراجع كبير في الترتيب لعدد من الجامعات العربية في هذا التصنيف.

مقترحات تحسين مستوى تصنيف الجامعات العربية عالميا

وتتضمن مقترحات تحسين ترتيب ومواقع الجامعات العربية فى التصنيفات العالمية ما يلى:
زيادة الحوافز المقدمة لمن يقومون بنشر بحوثهم العلمية في المجلات العلمية المصنفة عالمياً مثل (Nature) أو (Science)أو ما يعادلهما، أو يقومون بتأليف كتب تنشر من قبل دور نشر عالمية، أو يقومون بتسجيل براءات اختراع عالمية، أو تم الاستشهاد ببحوثهم عالمياً.

العمل على مواكبة موقع الجامعة لتقنيات البحث في المحركات العالمية، و إدراج خرائط الموقع (sitemaps) في محركات البحث مما يسهل عملية الحصول على المعلومات

تفعيل صفحات أعضاء هيئة التدريس في المواقع الأكاديمية إلى جانب فتح المجال أمام الموظفين الإداريين بإنشاء مواقع إدارية، وتدريبهم على استخدامها، وتوفير الدعم الفني اللازم لأعضاء هيئة التدريس من أجل تفعيل صفحاتهم، وتنظيم مسابقات لأفضل مواقع لأعضاء هيئة التدريس من حيث عدد الصفحات وعدد الملفات.

نشر المقررات الالكترونية عبر مواقع الانترنت، وتشجيع أعضاء هيئة التدريس على ذلك.
تدعيم الترابط الشبكي بين الجامعات العربية بما يعزز وجودها على الإنترنت ويساعد على التبادل البحثي بينها وبين بعضها البعض.

إنشاء قواعد بيانات محلية وعربية فى كل تخصص من التخصصات على شبكات الانترنت.
زيادة عدد الروابط التي تؤدي إلى مواقع تلك الجامعات على الانترنت.

استقطاب وجذب أعضاء هيئة التدريس الأجانب والعرب المتميزين للعمل بالجامعات العربية.
تبنى سياسات جاذبة الطلاب العرب والأجانب بالجامعات العربية، من خلال تخفيف القيود وتخفيض المصروفات.
تبنى الشراكات والبروتوكولات والتحالفات مع الجامعات العالمية المرموقة وتعديل التشريعات والقوانين المعوقة لتفعيل تلك الاتفاقيات .

زيادة الإنفاق على التعليم الجامعى، وخصوصاً المرتبطة بالبنية التحتية وإنشاء الجامعات، مما يسهم فى تقليل التكدس الطلابى، ويحسن معدلات ونسب الطلاب لأعضاء هيئة التدريس.

التوسع فى نشر المجلات والدوريات العلمية لكل جامعة على موقعها على الانترنت.
التوسع فى البعثات العلمية والمهام العلمية فى الجامعات والمراكز البحثية المرموقة.
نشر المؤتمرات والندوات على مواقع الجامعات على الانترنت.

المراجع

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي(2003) تقرير التنمية الانسانية العربية" نحو إقامة مجتمع المعرفة"، نيويورك: المكتب الاقليمي للدول العربية.

وزارة التعليم العالي(2011). الجامعات السعودية على الخريطة الدولية، السعودية: وزارة التعليم العالي، وكالة الوزارة للتخطيط والمعلومات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى