الأحد ٤ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم رشا السرميطي

إمرأة من القدس

مهداة لجمعية البراء بمناسبة انتخابات المجلس الإداري عام 2012

نعدُّ القهوة كل يوم،

ورائحة البن تتحرش بأقلامنا،

كي نكتب،

ونزيد السنين فصل حكمة جديدة،

لم تولد بعد،

من رحم التجربة وإخفاقات السيادة.

عادة ألفتها النفس،

ولم تألف قيمة الموت حتى الآن !

رغم بساطة العبارة- نهاية.

***

كم أنت زهيد أيُّها الألم في أرضي !

مع كل صبح مشرق تغرده البلابل فوق الصنوبر،

وترويه الشمس: حكاية إمرأة من القدس،

إذا ما بزغ النور،

عانقت المسجد الأقصى،

وضمت الكنائس بأذرعها الذهبية،

قبلت قبة الصخرة جبين الحرية شغفاً للموعد،

فابتسمت أمهاتنا برغم الوجع،

وبقية العالم غافل في منتجع الرضوخ،

والشر تفشى مفسداً أساس التاريخ،

شوهت القدس يا عرب،

وأُخضعت لعمليات تقبيح كبيرة،

لكن النساء برغم تعدد محاولات الإغتيال،

قاومت قيود المجتمع الغير عادل،

قاتلت حروب القانون العنصري،

حتى نالت الحرية الأنثوية.

لا ضريبة الأرنونا غلبتنا..

ولا أجرة المقر حطمت عزيمتنا..

حتى عدم تعاون أهلونا لم يطرح إرادتنا أرضاً..

حتماً باقون، ليبتسم الثرى،

ويزغرد شهداء انتفاضتنا فوق الأرض،

ليتحول حزن الماضي إلى سرب من الضحكات.

***

لم نتخلى عن العادات والتقاليد أيُّها الهادمون،

ولم نأتي بمنهجية فريدة بعد !

لأننا حملنا الدين سلاحاً في اليمين،

واصطحبنا الخلق خليلاً لشمائلنا،

إلى أن بان الأثر اللامع على مرآى بصائركم.

***

كم أنت جميل أيُّها الإيمان !

في حضورك يشتعل الشوق في أجسادنا دفئاً

يبدّد صقيع الوحدة في غربة الوطن،

يهنئ البال، ويسكِّن أنين خواطرنا،

يهدي للعقل لحظة تأمل عميقة.

وكم أنت نفيس أيُّها الفرح في وطني !

أشتاق إليك عندما تأتي،

تزيح الليل بحلكته ووحشته وارتعاشته

تتربع قائلاً لي: صمتاً يكفي !

تبرق الدنيا وترتعد مشاعري،

الله أكبر، فجراً ينادي الملك أشياع الرعية إليه،

وكم منّا يلبي؟

يجتمع الغيم حائكاً مؤامرة،

والريح بأمر الرحمن تؤدي دورها،

تهزُّ السحب كي توقعها بفخ الشِّتاء

فتبدأ قطرات المطر بالتساقط،

تتوالى تباعاً،

تلحق ببعضها،

كأطفال في المدرسة كانوا يلعبون..

ثمَّ رحلوا وخلت الأمكنة إلاّ من الذِّكرى،

لحظة قارصة داعبت آرائي،

ولفحات صقيع لعاصفة جديدة تقترب من أفكاري،

لتنبش قبور أمانيّ المتجمِّدة،

وتُذيب جليد اليأس من على شرفة البقاء،

لتروي ظمئ الروح،

وتنبت غراس الأمل،

تترعرع الآمال وتنمو بسر !

«أن أحسنوا الظن بقدرة الذي لا يعصى عليه شأناً»

***

لم أزل أفكر في الغد،

كلما تذكرت بشرى الرحمن،

إذا ما أرضيته وأرضاه شعبي،

أشعر بالسعادة تتسلل من جوفي،

تسقط مباشرة في حجرات قلبي،

الذي أمتلئ حباً للوَّهاب،

وإذا ما شاهدت هموم المواطن الفلسطيني،

وأشحت بعيناي نحو أخيه العربي،

قلت حمداً ومسحت الدمع قبل هطوله من المآقي،

فضلاً يا عمراً أقبل،

ولا تتنحي يا عزيمتي،

يا إناث الكون اعلمي،

عندما تغيب الإرادة لن يتفتح الحنين أزهاراً،

ولن تكتسي الأفعال بشذى العطر المقدس،

ستموت أحلامنا وتذبل عقولنا،

ليس لأنها مستحيلة !

بل لأننا شاركنا بقتلها.

***

نعم.. صامدون - باقون،

وصنوف أخرى من النضال سالكون.

لأن النبض روى كلماتي،

والأحاسيس تنامت سطوراً بعباراتي،

فكسوت بها جنائن الورق.

ليسمعني القراء بحذق..

ليكتبني النبلاء ألواحاً خالدة..

ليفهمني الرجال عملاً خالصاً..

لأروى مثلاً للأجيال..

أنا لحن، والحرية أنشودتي الأزلية،

أنا فراشة رقيقة تعشق الأزهار،

تموت خلف قضبان سجون الإحتلال،

أنا ربيعاً صامداً يواسي مواسم الألم والسلام،

أنا فصل لم يكتشفه العلماء،

وقصة منسية بخل عن نشرها الشُّرفاء،


أنا امرأة فلسطينية مقدسية،

أنا صاحبة القضية،

أنا النَّدى فوق نوافذ النائمين،

أنا الصَّدى لأصوات المبدعين،

أنا أحلام مستيقظة لا أنام،

علم وعمل لن أتوقف عنهما،

أنا المتطوعة لأجل الكيان،

باحثة عن كل امرأة لا ترضى الهوان،

أنا الطفولة وبراءة الحمام،

خلف زنزانة عهد جديد،

بلا سجان..

أنا اللحظة الثمينة، النصر والبِشر والغنيمة.

تذكروا فقط؛ بأن الرَّجل لا يمكن أن يكون امرأة !

بينما المرأة في أحيان كثيرة تكون جبلاً ورجلاً وصلابةً.

للتعرف على أنشطة جمعية البراء لسيدات القدس، إضغط هنا

مهداة لجمعية البراء بمناسبة انتخابات المجلس الإداري عام 2012

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى