الأحد ٤ آذار (مارس) ٢٠١٨
بقلم فاتن رمضان

إنهاك

حين تصلين لنهايةِ نقطة الإنهاكِ لديك، يتساوى ليلك بنهاركِ في تعاقب آلي، وتذوبُ كل ألوانِ قوس قزحكِ في كأسكِ الأخير، وتفقدين رغبتكِ في سحبِ هواء غرفتكِ أو معالجة تاني أكسيد كربونه، كما إنكِ تبدأين في رؤيةِ ﻻ موجودات، وفي محاولة يائسة منكِ للهروب من إنهاككِ تستدعين كل ذكرياتِ طفولتك التي قد تريحكِ فتتذكرين أرجوحتكِ الصغيرة وتدليكِ منها ، وذاك الفتى الوسيم الذي مارستي أمامه فن الدهشة حين وقعت عيناكِ عليه لأول مرة ورأيتِ عيونه الزرقاء وشعره الأشقر ، كما تستدعين صوت قهقهتكِ بعد سقوطكِ على رصيفِ القطارِ وأنتِ تذهبين للجامعةِ.

وربما تتجرأين أكثر فتمسكين بقلمكِ الرصاص وتبدأين في تزيين جدران غرفتك المتسخة بأفكارك الحزينة بأفكار أخري في محاولة لقتل إنهاككِ.
لكن قصص فشلك تبدأ في الطفوِ على سطح ذاكرتكِ المهترئة فتتذكرين أول وجع حين سقطت سنتكِ بعد ارتطامكِ بحافة سريرك ، وأول كسرة قلب لك حين خذلكِ فتاكِ الأول ، وأول ألم شطركِ حين مات أبوك, وتودين أن تقتلين نفسكِ أو تضربيها بمكنستكِ المتربة ؛ لأنكِ أتعبتها بالبحثِ في ركامكِ السخيف، فتعودين مرغمة لإنهاكي القديم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى