الجمعة ١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥
بقلم إباء اسماعيل

الآن

ما زلت أحلم بل

لقد استيقظت "الآن"

من تربتي النّارية

وبدأتُ أنسج حكايتي الجديدة

من أنامل الغربة الموشّحة

بأزهار الليلك

هكذا لا على التعيين أطرق أحرفي

على جدار الصمت

لكأنّ الصّمت صديقاً

وملاكاً

ونبيّاً

ودستوراً

لكلِّ من يبحث عن ذاته

ولكلِّ من يبغي

أن يفتح آفاقاً جديدة

مع تراتيل هذا الكون

الذي ينبلجُ كلَّ يوم

عن هيئاتٍ لامحدودة

من الكلمات..

لكنَّ الذي ننتظره

عنيدٌ مكابِر

يريدنا أن نقتحمه

بذرّات عقولنا وأرواحنا..

إذن، لماذا كل هذا التِّيه؟!

***********

أحببتُ " الآن"

أن أقول :

صباح الخير،

لاستشرافِ أفقٍ لم يولد بعد

لتحطيم الليل الذي

لا يريد أن يرحل

من دواخلنا..

لاستنهاضِ عصافيرنا النائمة

لإشعال شموع المستقبل

هذا الذي نرميه دائماً

وراء ظهورنا

وننساه كالماضي تماماً

فقط لأنّه لم يأتِ" الآن" !

هذه "الآن"

هي هاجسنا

لكأنّها لحظةٌ خالدة

لا تموت..

لكنّ "الآن"،

هي أولى اللحظات التي تموت!

وأولى الشموع التي تنطفىء

وأولى الأحلام التي تتحقَّق

أو لاتتحقّق!

ماذا إذن؟

بعدَ فتنة" الآن"؟!.

بل ماهيَّتهاا؟!

وكيفَ تبرزُ في سواد وجودنا

لكأنّها ملكة العرش

الذي لا أحد يدرك

بأنّه سيصبح بائداً عمّا قليل!

"الآن"...

هيَ اللحظة المشتهاة

منَ الحرب والسلم

والقول والفعل

والروح والجسد

والحركة والسّكونِ

والشّهوة والابتهال

وهي لحظة الاستشهاد الإستثنائيّة

التي تفصل ما بين حبِّ الدنيا

وحبِّ الآخرة،

تفصل ما بينَ إرادة الله،

وإرادة الشيطان!

تفصل ما بين النور والظلام!

و"الآن" عندكِ يا "فيروز"

لحظةٌ أبدية:

" الآن الآن وليس غداً

أجراس العودة فلتُقرع" .

وستقرع أجراس الكنائس

وستُزهرُ مآذن الجوامع

بالابتهالات النّورانيّة..

وستنقلب الشياطين على أعقابها السوداء ناراً ،

وستأتي ملائكة الرّحمة

مرتديةً ثوب " الآن " الأخضر الأبدي !

يوماً ما ،

ليس " الآن"!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى