الجمعة ٢٢ أيار (مايو) ٢٠١٥
في حوار مع الأديبة عائشة بنور عن:
بقلم عادل سالم

الأدب وقيم التسامح - القسم الخامس

استكمالا للحوار الذي نشرناه في نيسان إبريل ٢٠١٥ عن الأدب وقيم التسامح والذي أجريناه مع عدد من المبدعات العربيات، ننشر هنا الحوار الأخير الذي تأخر وصوله مع الأديبة الجزائرية عائشة بنور.

ـ في ضوء ما تشهده بلادنا من أحداث أين وصلت فكرة تقبل الآخر في الأدب العربي؟

الأنا والآخر تلازمية حتمية أصبحت تشكل الوعي العربي وأغلب الكتابات التي تناولت علاقة الأنا بالآخر تحمل الهم الذاتي، وتتنوع خطاباتها بين الايديولوجية كتيارات تحمل أبعادا ومفاهيم لتغيير المجتمعات وتغييب العقل.
تقبل الآخر يعني قبول منظومته الفكرية وضمان الاستقرار النفسي المضطرب، ومواجهة ما يشهده العالم من تحولات كبرى على جميع الأصعدة والقضايا التي أفرزت اشكالات تستوجب المرحلة التجاوب معها وتفكيكهـــا من خلال الذات التي لم تعد منغلقة على نفسها بل أصبحت تصبّ في روافد الحضارة الانسانية، وتمد جسر التواصل بين الثقافات المختلفة، وترسم معالم وقيّم اجتماعية وإنسانية من منطلق الخصوصية للمجتمع،ـ وهذا ما جسدته في روايتي السوط والصدى التي انطلقت من بيئتين مختلفتين (جزائرية، مصرية)ـ . علي أن أتقبل الآخر ولا أريد الذوبان فيه باسم الحداثة أو باسم العولمة، أريد أن أسوِق لخصوصيتي وموروثي الشعبي كفنتازيا الفروسية وحكايات جداتي وكانون الجمر ووشم أمي ولعلمائي ولقلاعي وحصوني وأنغامي باختصار لتراثي وأثاري، لإنسانيتي.. لتاريخي..(وهذا ما جسدته في كل مؤلفاتي سواء القصصية أو الروائية)، أريد أن ينتصر مورثنا الثقافي والاجتماعي في الآخر باسم الحداثة التي أوتي بها وسرقت منا استقرارنا، أن أصنع من رموزي ذاكرة للحاضر والمستقبل، ماض حافل بالبطولات الخالدة، والخيبات أتجاوزها وأقف عندها كمحطة للاعتبار. والكاتب ابن بيئته ومرتبط بالمكان والثقافة التي ينبع منها لنقل موضوعاته وواقعه من الخاص إلى العام إلى العالمي. كما يتفنن الآخر في ابرازها باسم الهوية وإعادة تشكيلها في قوالب جديــدة، مشكلتنا أننا أمة تقتل رموزها ولا تقدر مثقفيها ولا تفتخر بموروثها.

ـ هل قصر الأدب في إرساء قيّم التسامح والمحبة بين أبناء الوطن الواحد؟

بفعل التحولات العالمية التي فرضها الفكر الشمولي والتي أدت إلى زعزعة الاستقرار الأمني والنفسي لدى الفرد وكذا التوترات التي شهدتها المنطقة العربية خاصة. الفرد العربي يعيش حالة من الاغتراب الروحي والهروب من واقعه المؤلم والبحث عن منافذ الحب والأمان التي تثير وجدانه وتعاطفه دون ملل أو ضيق، وتلبي رغباته النفسيــة والفكريــة والبحث عن متعة التخيل والصدق في الطــرح، وتفاعله مع ما يكتب ويثار من قضايا الراهــن،وبالتالي استطاع الأدب أن يرسي قيــّم انسانية أفرغت من الحياة العامة للمرء وبعثها من جديد في كتابات حاولت قدر المستطاع تمرير خطاب ما نظرا لمتغيرات الواقع السيسيولوجية. إضافة إلى ذلك أنها لم تعد منغلقة على الذات بل أصبحت تصبّ في روافد الحضارة الإنسانية، وتمد جسر التواصل بين الثقافات المختلفة، وترسم معالم وقيّم اجتماعية وانسانية من منطلق الخصوصية للمجتمع، والآن بالذات على الأدب أن يرسخ قيّم التسامح وتقبل الآخر وتكسيــر مفهوم فوبيا الآخر نظرا لما تعانيه المجتمعات الآن، علينا أن نواجه مخاوفنا بتسويق موروثنا الثقافي.

- أين تقف المرأة في العالم العربي من الانقسام الحاد بين التيارات الفكرية المتصارعة؟ هل أصبحت جزء من المشهد السياسي المتأزم؟

هي كذلك، المرأة العربية تعيش في وطن يعاني أبناؤه نتائج الصراع الفكري الإيديولوجي والتطرف الدموي والتعصب لفكرة "أنت لست معي إذن أنت ضدي".والذي تمخضت عنه مآسي دموية وتفكك للأوطان، اغتيلت فيها العقول النيرة واغتصبت فيها النساء وذبــح الأطفال وشردت عائلات واختفت مدن واستنزفت أموال...الخ، في الحقيقة لم تعد المرأة تلك المرأة الخاضعة والمتقبلة والمسالمة وتختزل كل معاناتها في ظل الصمت، بل أصبحت المرأة هي جزء من الحراك الثقافي والسياسي في العالم العربي، إذ وجدت نفسها النقطة المحورية في التغيير من شد وجذب وعنصر فعال في تحريك المشهد السياسي من رفض وقبول.

لم تبق المرأة بعيدة عن هذه الصراعات سواء الفكرية أو السياسية إذ راهنت على حفظ مكاسبها التي حققتها ونزلت إلى الساحات العمومية لإبداء رأيها في التغيير ومناهضة العنف والتمرد على كل ما يمكنه أن يعيد المجتمع إلى دائرة العنف والتمزق الداخلي للأمة رغم ما عانته من وحشية وعنف ضدها.

-دور المبدعات العربيات في الساحة الأدبية، هل وصل إلى ما تطمحين إليه، أم أن مشاركتهن ما زالت في بدايتها؟
لا ننكر على الكاتبة مهمة التأثر والتأثير ولا عدم ارتباطها بالواقع من خلال المستجدات والتحولات الكبرى التي تحيط بها، لكن المرأة المبدعة مازالت غائبة عن الساحة الأدبية بثقلها الفكري والنفسي ودورها غير فعال ومواقفها إزاء القضايا الوطنية أو الدولية غير متباينة، ومواقفها اتجاه الأوضاع لا يعد أن يكون مجرد كتابات عابرة تؤرخ لهمها النفسي أو لوضع اجتماعي مرفوض.

وقد كتبت مقالا في هذا الشأن مفاده علاقة المرأة بالكتابة: "حضور في النص وغياب في الواقع، فعلاقة الكاتبة بالواقع هو من أهم الأدوار التي يمكن لها القيام بها منتجة في مجال الفكر وصناعة الكلمة ومدافعة كمثقفة عن قضايا الأمة الراهنة، لأن العالم العربي يعيش في بؤرة العنف والصراع السياسي والاتصال يحتاج إلى وسط (الحرية) تمارس فيه الفكرة أو الخطاب أو إعادة صياغة الحقيقة بالنقد والتفكيك وفي صناعة الأحداث وكيفية التعامل معها.وبذلك لا يمكن رؤية الجمال بعين واحدة وفي وقائع مختلفة وأحداث متتالية.

والغرض من الكتابة هو تحقيق الهدف من الكتابة وليس الكتابة لمجرد الكتابة أو المزايدة بل هي مسؤولية والتزام بقدر ما هي رسالة ومتعة وجمال. وأن لا تصبح الكاتبة مجرد كاتبة تنغمس في واقعها وتستسلم لمتغيراته وتنساق أمام تياراته ومصالحها الشخصية وأطماعها السياسية، وبالتالي تكون قد تخلت عن مهمتها في الدفاع عن الحريات والقضايا الكبرى مسخرة بذلك قلمها وفكرها وقول كلمتها ليس أمام السلطة فقط وإنما أمام الفعل الثقافي نفسه.
المرأة المبدعة مازالت تدور في حلقتها الضيقة المفرغة من المواقف الحاسمة، وقد ناديت رفقة مجموعة من الكاتبات بتأسيس رابطة أدبية تأخذ على عاتقها مسؤولية الفكر والمواقف وخلق بدائل لواقع فكري يفرض نفسه في تغيير المجتمعات وهدم البنى التحتية لها.

- هل أثرت التقنيات الحديثة من فيس بوك وما شابهها على تطور الإبداع أم أنه أدى إلى تراجعه لانشغال الكتاب بالتواصل الاجتماعي وإبداء الآراء؟

لا أحد يشك في القيمة الاضافية التي أحدثتها التقنيات الحديثة على مستوى تطور الابداع أو التواصل الاجتماعي وما أحدثته خاصة على الجانب الاجتماعي الذي فرضته الظروف الراهنة والأوضاع السياسية العامة أو المحيطة، وإعادة النظر في مسار المجتمعات العربية والتغيير الجذري في أنظمتها السياسية نحو أفاق جديدة توافق تطلعات الشعوب رغم ما انجر عنها من مخلفات كبيرة، هذا من ناحية أما من الناحية الابداعية فقد ساهمت في التبادل والتقارب الفكري و التعرف على آليات جديدة سواء في عملية النشر أو على مستوى الكتابة الابداعية نفسها ومتابعة المشهد الثقافي عند الآخر، باختصار هي نقطة تقارب تشكل وعيا جديدا في تطور الابداع.

- الأطفال، ماذا قدم المبدعون العرب لجيل الأطفال؟

الطفل العربي صورة مصغرة عن مجتمعه، لا يعكس الصورة الجمالية التي يطمح لها الكاتب العربي المصاب بالخيبة والاحباط، ولم نعد قادرين على تشكيل وعيه كما نريد ولا استفزاز ملكاته الخيالية أو قدراته العقلية، وبالتالي هي محاولات فردية بعيدة عن المؤسسات الثقافية أو السياسية التي لها الامكانات الكبيرة لفتح أفاق مستقبلية أمام جيل الأطفال المتعطش لمجلة الطفل أو مجلة المدرسة،أو مجلة الحي،مجلة الطبيعة والمسرح ..الخ، متعطش للأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي والجمالي.

من جهتي حاولت أن أضيف شيئا للطفل العربي وللحفاظ على الذاكرة الشعبية من خلال سلسلة متنوعة من الحكايات الشعبية رفقة الأديب رابح خدوسي، وهو الذي قدم للمكتبة العربية الكثير من قصص الأطفال الزاخرة بالقيّم الانسانية والصور الفنية الرائعة..ومع ذلك تبقى الكتابات المقدمة للطفل قليلة جدا مقارنة بالكم الهائل الذي يغزونا.
هل كم الإبداع الموجه للأطفال العرب يوازي ما يبدعه الآخرون لأطفالهم؟ وإن كان هناك قصور فمن يتحمله؟؟
الطفل العربي يفتقد إلى مثله الأعلى وإلى البطل الرمز في مخيلته والذي لم ننتبه له بفعل إلغاء رموزنا وتهميشها ومحو صورة الشخصيات التاريخية التي يمكن أن يقتدى بها، وأصبح مرتبطا بالشخصيات العالمية التي تصنع شخصيته وتشكل وعيه من خلال (سوبرمان ..باتمان..باربي) للأسف الشديد نحن أمة لا تحترم طفولتها ولا تعمل على بناء الانسان منذ صغره وتنشئته المنشأ الصحيح فكريا وتربويا ونفسيا ولا تعزز ارتباطه بتاريخه ورموزه، وبالتالي هي أمة لا يعول عليها. موازاة مع ما يبديه الغرب وما يمليه من اهتمام والذي يقدس طفولته ويعمل جاهدا على توفير الراحة والطمأنينية الفكرية والنفسية لها من خلال الشخصيات القوية التي يخترعها والتي تنعكس سوء على نفسية الطفل العربي ومدى تعلقه وارتباطه بها، كذلك البرامج المسطرة سواء المرئية أو السمعية وخاصة لقصص الأطفال .

هناك غزو ثقافي رهيب ومرعب ومادي وجيل لا يعي هذه التحولات الراهنة، هناك جيل يُغيب فكريا وأخلاقيا أو بما يسمى تغييب الوعي لدى الناشئة حتى يعيشوا فقط في مستنقع الأهواء النفسية بعيدا عن الطموح السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي وحتى الاجتماعي. بالتأكيد هناك قصور في الابداع الموجه للطفل لا من ناحية القصص المنشورة أو المجلات أو المهرجانات التربوية والترفيهية، وهذا راجع إلى التقصير الذي تتحمله كل من الأسرة والمدرسة والمؤسسات الثقافية الفاعلة التي لم تأخذ على عاتقها المسؤولية الكبيرة، وتجنيد كل طاقاتها المادية والمعنوية لخدمة جيل المستقبل.
فالأمة التي لا تحترم طفولتها لا تصنع مستقبلها في ظل المتغيرات العالمية وثورة التكنولوجية والروافد الثقافية المختلفة التي تعزز ثقافة الانسلاخ.

 هل أدت سهولة النشر في الشبكة لزيادة الإبداع الأدبي؟ أم أبرزت الكثير من الأدب الرديء وجعلت من الجميع شعراء وكتابا؟

النشر الالكتروني يعزز سهولة التواصل والنشر السريع وخلق فضاءات متنوعة بإمكانها أن تساهم في الحراك المعرفي والتبادل الثقافي، لكنها أفرزت تشكيلة من الكتابات الرديئة لا يمكن التعامل معها، وعلى القارئ أن ينتقي وسط هذا الكم الرهيب من الكتابات، وهنا تبقى مسؤولية القارئ، والقارئ مستويات.

- كيف تقيمين أداء ديوان العرب على الساحة الأدبية؟؟

صفحة مميزة أتابعها منذ النشأة وسعيدة أنني كتبت فيها منذ بدايتها، ديوان العرب مساحة متنوعة من الكتابات الجادة والبحوث الهادفة والقراءات الواعية، وتنوع محكم في أبوابه مما يساعد القارئ على أن يصل إلى مبتغاه بسهولة. موقع متميز وراقي للكتابات الهادفة وسعيدة بأنني من الفاعلين فيه.

- المثقفون العرب هل هم مستقلون في ما يبدعون، أم أنهم أسرى الحاكم، والسلطة، وأصحاب النفوذ، والمال؟؟؟

- اشكالية المثقف والسلطة والالتزام هي مواقف متباينة والتي لم تعد تخدم الابداع أو المجتمع في آن واحد.
المثقف العربي لم يعد أسير فكرته و لا مبادئه بقدر ما أصبح أسير حاكمه، وتابعا لا متبوعا لأفكاره، المثقف العربي لم يعد يناضل من أجل قضايا الأمة ويدافع عن قيّم مجتمعه وإنسانيته كما عهدنا ذلك، وبالتالي المثقف العربي خائن لالتزامه، وخاضع لسلطته القهرية والقمعية والتعسفية.

لا يمكن الحديث عن مشهد ثقافي ما لم تكن هناك إستراتيجية واضحة المعالم. كما لا يمكن الحديث عن مردود ثقافي ما لم يتحول إلى ملموس يومي لدى المواطن العادي.
المثقف العربي أصبح محاصرا بعدة موانع تجعله منغلقا على نفسه وسلبيا اتجاه تلك الموانع أو المؤثرات وأعتقد أن لعبة السياسي قد ساهمت في هذا الجمود فأصبح المثقف تابعا للسلطة ينساق وراء طموحه الاجتماعي.

إن المشهد الثقافي أصبح يشهد غياب المثقف النوعي والذي شجع على أشباه مثقفين تابعين للسلطة، وطموح الكاتب السياسي هو الذي أقبره فكريا، وبدل أن تصبح رسالة المثقف رسالة في خدمة الأمة، أصبحت رسالته تنحصر في كيفية التخلص من ظروفه الاجتماعية المزرية.

كلمة أخيرة توجهينها للقراء؟

ما أستطيع قوله للقارئ العربي هو أن يرى في متخيلي الروائي صورة جمالية يهرب إليها من مجتمع أتعبه نفسيـا لا أن يزيد من متاعبه النفسية وقلقه الوجـداني، أنا ملتزمة في كتاباتي بهموم الانسان، بهموم وطني والعالم العربي، ملتزمة بقضايا الانسان وبناء الانسان وبناء الاحساس الذي فقدناه في انسانيتنا بفعل الضغوطات والتحولات. أكثر ما نحتاجه هو تلك العلاقة الحميمية بين القارئ والمبدع، وهذا كنز يعززه قرائي مع محبتي وتقديري واحترامي لهم أينما كانوا، قرائي لا يخذلونني ويحملني مسؤولية الاستمرار في الكتابة.. فشكـرا لهم وشكرا لديوان على العرب على التقدير والثقة الكبيرة.

صالة العرض


مشاركة منتدى

  • نص حوار الأديبة والمبدعة عائشة بنور حول الأدب وقيم التسامح الذي أجراه معها الأستاذ عادل سالم من مجلة ديوان العرب نص متشعب مس جوانب عديدة من الحياة الإبداعية والثقافية والفكرية والتربوية والسياسية والاجتماعية تجاوز هموم المرأة العربية بعامة والمبدعة بخاصة إلى قضايا الإنسان العربي الشمولية والجوهرية كالأمن والاستقرار والتنمية والعنف بأشكاله المختلفة ووجوهه المموهة وتصنيفاته التي لا حصر لها وركز الحوار أكثر على قيم التسامح بين أفراد المجتمع باعتبار التسامح صمام أمان الأفراد والمجتمعات ، فإذا كان الأنسان أو الكائن الحي إجمالا لا يقوى على الاستمرار في الحياة بدون أكسجين ،فإن الإنسان لا يستطيع بناء حضارة بدون ثقافة ترفدها قيم التسامح الفكري والديني والثقافي والعرقي والمذهبي والاقتصادي والإبداعي وما إلى ذلك من وجوه التسامح ،والتسامح وجه من وجوه قبول الآخر سواء أكان الآخر نتاج الثقافة ذاتها أم من نتاج ثقافة مغايرة ، فالنوع الأول من التسامح يعزز قيم التضامن والاستقرار داخل الثقافة الواحدة وينشر الأمن والأمان بين فئات المجتمع الواحد مما يطلق العنان للإبداع والحرية ويقوي شوكة المجتمع داخليا وفي جميع المجالات ،والنوع الثاني يقوي روابط الصداقة والتعاون مع المجتمعات الأخرى مما يساهم في مد جسور التقارب الإنساني في جميع الأصعدة . ففكرة التسامح من أكبر الأفكار التي تناضل من أجلها عائشة بنور كاتبة ومثقفة وإنسانة ومواطنة تتنفس أفكارها من هواء بئتها الجزائرية والعربية وتعبر عنها بصدق فني تتماهى فيه الكاتبة مع شخصيتها وأحداثها وصورها تماهيا عجيبا وتفاعلا غريبا ؛مما يعكس بعدا جماليا وتجربة فنية تستند إلى رؤية للعالم تحكمها قيم الأصالة والالتزام بالقضايا الجوهرية والمشكلات المركزية لشعبها وأمتها العربية ،فالكاتبة بنور من الكتاب الذين لا يغرقون كتاباتهم في التفاصيل والهامشي والجزئي؛ لأن البناء في نظرها أهم من التفكيك والجماعي أولى من الذاتي ،على أننا نلمس في كتابتها وعيا حادا وجليا بأن التاريخ من صنع الإنسان بكليته لا فرق فيه بين الفردي والجماعي، فالجماعي ينهض ويتأسس من جهود الأفراد ووعيهم وإسهاماتهم وإبداعاتهم الخلاقة ،ومن ثم فالكاتبة عائشة هي بصدد بلورة تجربة فنية رائدة تعيد فيها إعادة صياغة القيم الجمالية والفنية على أسس من أصالة واعية وناضجة ومتحررة من كل العوائق أيا كان نوعها ابستيمي أو نفسي أو إيديولوجي أو تاريخي ،وحده صوت الأصالة ممزوجا بعبق التاريخ المشرق يعلو على الأصوات كلها مهما كانت منابعها أو منابتها أو ألوانها أو إغراءاتها .

  • الأخت عائشه من الأديبات المبدعات اللواتي نفتخر بهن، تؤمن بدورها الاجتماعي كمثقفه ، لفتني اليها اسلوبها الممتع المجدد في الكتابه، فهي تكتب بأسلوب لا يجعلك تفكر باستكمال القراءة في اليوم التالي او حت التأجيل لبعد حين.
    وكمشرقيٍ عربي عملي اقرب الى السياسه، وصلت الى قناعة ان ربط أواصر الأمه والحفاظ على هويتها وثقافتها ، وحتى كينونتها السياسية، هي مسؤولية المثقفين ، لا مسؤولية السياسيين الذين بتنا نخشى ان يخرجنا بعضهم من الجغرافيا بعد ان اضعفوا ثقة الاجيال بالتاريخ.

  • السيدات والسادة القائمون على على منتدى ديوان العرب.........السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .....انا من المتابعين لم تنشرونه في منتداكم ............وسعيد بان اطلع دائماً على جديدكم ....ولكم شعرت بالسعادة العارمة وأنا اقرأ حواركم السيد عادلسالم .رئيس تحرير" ديوان العرب" مع الأديبة العربيةالجزائرية عائشة بنور- بنت المعمورة - .انا أوافقها في كل كلمة قالتها , وكل وجهة نظر صرحت بها , وكل قضية أضاءتها , وكل نقطة إبداعية أو فكريةأو اجتماعية .........او سياسية أثارتها ....وأؤكد بأني من المحظوظين الكثر الذين سعدوا بقراءة بعض إبداع الروائية عائشة بنور ........وكم كنت سعيداً حين أهدتني نسختين عن روايتها " اعترافات امرأة " وسقوط فارس الاحلام" ................. كانت سعادتي عظيمة ولا تقدر حين اتيح لي بأن اكتب عنهما ......وانشر عنهما في الصحافة العربية السورية المحلية والعربية ....أما سعادتي الكبرى فكانت حين منحتني فرصة أن اقدم لها النسخة الجديدة من روايتها " سقوط فارس الأحلام"والتي تزمع أن تعيد طبعها ........أنا مع كل ماذكرته الروائية في الحوار .........واشدّ على يدي السيدة عائشة ومعها في كل ماورد ............متمنياً لها دوام التألق والنجاح ولمنتداكم وافر التوسع والبركة والنجاح في تحقيق رسالتكم في نشر الثقافة الادبية والنقدية والإبداعية على مستولاى الوطن العربي وربما العالم ........وتقبلوا مني كل الشكر والتقدير من صديقكم في المشرق العربي خالد عارف حاج عثمان- سورية - محافظة اللاذقية - مدينىة جبلة - رقم هاتفي الخلوي والواتس اب00963955101795

  • الأمة التي لا تحترم طفولتها لا تصنع مستقبلها...

    للكتابة جمالياتها وللكلمة أثرها حين تلج العقل لتغير لتجدد لتبدع لتضيف ...حوار شيق بناء هادف من الكاتبة والروائية المبدعة عائشة بنور والذي لامست فيه جوانب كثيرة تخص الرواية وما يحمله الروائي من هموم تشغل عالمه الادبي والفكري ..وتطرقت فيه الى نظرتها الى ما يجب ان تحمله الرواية من جماليات ابداعية تلامس الواقع وتنطلق من الواقع لتمنج الجديد بعيدا عن الرداءة وروتين الطرح والسرد الذي لانلمس منه جديدا...
    والشيء الجميل والرائع حين تطرقها للطفولة وما يقدمه المبدع العربي لهذا الجيل ..وهل نحن فعلا خصصنا حيزا يخدم هذه الفئة ويساير حراكها ...هذه الفئة التي هي بحاجة الى تنويرها ثقافيا وفكريا وتربويا ..

    تقول الروائية عائشة بنور حين طرح عليها السؤال :

     الأطفال، ماذا قدم المبدعون العرب لجيل الأطفال؟

    "الطفل العربي صورة مصغرة عن مجتمعه، لا يعكس الصورة الجمالية التي يطمح لها الكاتب العربي المصاب بالخيبة والاحباط، ولم نعد قادرين على تشكيل وعيه كما نريد ولا استفزاز ملكاته الخيالية أو قدراته العقلية، وبالتالي هي محاولات فردية بعيدة عن المؤسسات الثقافية أو السياسية التي لها الامكانات الكبيرة لفتح أفاق مستقبلية أمام جيل الأطفال المتعطش لمجلة الطفل أو مجلة المدرسة،أو مجلة الحي،مجلة الطبيعة والمسرح ..الخ، متعطش للأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي والجمالي.

    من جهتي حاولت أن أضيف شيئا للطفل العربي وللحفاظ على الذاكرة الشعبية من خلال سلسلة متنوعة من الحكايات الشعبية رفقة الأديب رابح خدوسي، وهو الذي قدم للمكتبة العربية الكثير من قصص الأطفال الزاخرة بالقيّم الانسانية والصور الفنية الرائعة..ومع ذلك تبقى الكتابات المقدمة للطفل قليلة جدا مقارنة بالكم الهائل الذي يغزونا.
    هل كم الإبداع الموجه للأطفال العرب يوازي ما يبدعه الآخرون لأطفالهم؟ وإن كان هناك قصور فمن يتحمله؟؟
    الطفل العربي يفتقد إلى مثله الأعلى وإلى البطل الرمز في مخيلته والذي لم ننتبه له بفعل إلغاء رموزنا وتهميشها ومحو صورة الشخصيات التاريخية التي يمكن أن يقتدى بها، وأصبح مرتبطا بالشخصيات العالمية التي تصنع شخصيته وتشكل وعيه من خلال (سوبرمان ..باتمان..باربي) للأسف الشديد نحن أمة لا تحترم طفولتها ولا تعمل على بناء الانسان منذ صغره وتنشئته المنشأ الصحيح فكريا وتربويا ونفسيا ولا تعزز ارتباطه بتاريخه ورموزه، وبالتالي هي أمة لا يعول عليها. موازاة مع ما يبديه الغرب وما يمليه من اهتمام والذي يقدس طفولته ويعمل جاهدا على توفير الراحة والطمأنينية الفكرية والنفسية لها من خلال الشخصيات القوية التي يخترعها والتي تنعكس سوء على نفسية الطفل العربي ومدى تعلقه وارتباطه بها، كذلك البرامج المسطرة سواء المرئية أو السمعية وخاصة لقصص الأطفال .

    هناك غزو ثقافي رهيب ومرعب ومادي وجيل لا يعي هذه التحولات الراهنة، هناك جيل يُغيب فكريا وأخلاقيا أو بما يسمى تغييب الوعي لدى الناشئة حتى يعيشوا فقط في مستنقع الأهواء النفسية بعيدا عن الطموح السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي وحتى الاجتماعي. بالتأكيد هناك قصور في الابداع الموجه للطفل لا من ناحية القصص المنشورة أو المجلات أو المهرجانات التربوية والترفيهية، وهذا راجع إلى التقصير الذي تتحمله كل من الأسرة والمدرسة والمؤسسات الثقافية الفاعلة التي لم تأخذ على عاتقها المسؤولية الكبيرة، وتجنيد كل طاقاتها المادية والمعنوية لخدمة جيل المستقبل.
    فالأمة التي لا تحترم طفولتها لا تصنع مستقبلها في ظل المتغيرات العالمية وثورة التكنولوجية والروافد الثقافية المختلفة التي تعزز ثقافة الانسلاخ."...

    طبعا هو حوار ثري وبناء يحتاج الى قراءة وقراءة ..

  • حوار شيق ينم عن رؤية عميقة لراهن الوطن العربي و همومه . خالص التحية لللأديبة عائشة بنور .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى