الثلاثاء ١٤ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم ليلى بورصاص

الأسبوع الثقافي المصري في الجزائرمن 19 إلى 26 كانون ثاني 2006

أولا وقبل أي شيء و للأمانة العلمية و العملية أتقدم بخالص شكري وتقديري واحترامي إلى أرقى و أروع إنسان قابلته في حياتي سعادة سفير جمهورية مصر العربية بالجزائر السيد احمد ماهر عباس لتعاونه و تواضعه و الذي أبى إلا أن يقدم لي يد المساعدة في غياب الملحق الثقافي المصري بالجزائر ويقضي لحظات من وقته الثمين في شرح و سرد كل ما يخص الأسبوع الثقافي المصري بالجزائر، كما ولنفس الأمانة أتقدم بنفس درجة الشكر والتقدير إلى السيدة عزة جبالي وزير مفوض قائم بالأعمال و السيد احمد طايع القنصل والمستشار الثقافي بسفارة جمهورية مصر العربية بالجزائر لتعاونهما و تواضعهما و لطفهما الشديد، مما جعلني أتمنى من كل قلبي أن يكونوا قدوة لكل مسئول عربي حتى نخدم الثقافة العربية على أفضل وجه، لكل الهيئة الدبلوماسية المصرية بالجزائر أقول شكرا…
نظم الأسبوع الثقافي المصري بالجزائر في الفترة بين 19و26جانفي2006 و يعتبر أول أسبوع ثقافي مصري من نوعه بالجزائر و قد احتاج تحديد هذه الفترة إلى ثلاث سنوات حتى يناسب التوقيت جميع الأطراف المصرية المشاركة وكذا الأطراف الجزائرية من تهيئة لاماكن العرض، كما أن التحضيرات لهذا الأسبوع استمرت أربعة أو خمسة أشهر، و لأسباب تقنية تأخر الأسبوع فقد كان مقررا سنة2005 ولكن تجميع الفنانين و مواد العرض من لوحات و كذا كل ما يخص المسرحية استدعى المجهود والوقت الكبيرين. ويقول سعادة السفير أن مدة أسبوع غير كافية لمثل هذه النشاطات فمسرحية الأميرة والصعلوك لنور الشريف مثلا تمنى أن يتم عرضها في عدة ولايات جزائرية لكن ذلك يتطلب نقلا كاملا للديكورات والمواد والأشخاص و قصر الوقت لا يسمح بفعل ذلك، لذا يرى سعادة السفير أن إنشاء مشروع مثل سنة الجزائر بفرنسا بطبعة عربية تكون فيه سنة مصر بالجزائر أو سنة الجزائر بمصر هو الوسيلة الوحيدة لنقل ونشر كامل لكلتا الثقافتين، فاختلاف الثقافات حسب رأيه هو شيء عادي نظرا لاختلاف الأسس الاجتماعية و نظرا لخصوصية كل مجتمع ، إلا أن التاريخ الذي جمع بين مصر والجزائر إبان الحرب التحريرية الجزائرية و حرب 67 المصرية جعل من الدولتين تعيشان نوعا من الوحدة و صارت يجمع بينهما تاريخ و قواسم مشتركة بل أضحتا اقرب دولتين عربيتين. ولأن الوحدة العربية تحققت فعليا بالثقافة العربية، كما يرى سعادة السفير فان الاعتناء بالثقافة اخذ حيزا هاما منذ إنشاء البعثة الدبلوماسية المصرية بالجزائر سنة 1962والتي كان من أولوياتها إنشاء ملحقية ثقافية نظرا للأهمية البالغة التي يكتسيها هذا الجانب.

أما عن حضور وتجاوب الجمهور في النشاطات التي طبعت الأسبوع يقول السيد احمد طايع القنصل و المستشار الثقافي فقد كان كبيرا بل كان يفوق التصور و الجمهور الجزائري كان على مستوى من التذوق للمسرح والفن التشكيلي والخط العربي و الشعر و الحفلات والسينما المصرية أيضا،و رغم أن الفترة كانت قصيرة لكن الحضور كان قويا ومفاجئا فاق تصورات الجانب المصري .

و قد كان حضور طبقة المثقفين قويا جدا، من فنانين و رسامين وممثلين و خطاطين( الخط العربي) و مخرجين... أما عن الندوات فقد تمت في كل الميادين التي نشطت الأسبوع المصري بالجزائر و قد شارك فيها المثقفين من الجانبين المصري كالكاتب احمد جبريل و الشاعر عبد المنعم عواد و نظرائهم من المثقفين الجزائريين، كما و صبغ حضور بعض الفنانين كهاني رمزي ومنة شلبي و هاني سلامة و المخرج داوود عبد السيد وخالد يوسف ، وكذا حفلات علي الحجار ومحمد منير والاختتام الذي كان مع هاني شاكر صبغ الأسبوع بصبغة متميزة جدا. و قد تمت العروض في :المعرض التشكيلي كان في قاعة مفدي زكريا والندوات كانت في المكتبة الوطنية بالحامة و العروض السينمائية كانت بقاعة الموقار و المسرحية عرضت بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، أما الاختتام فقد كان في القاعة البيضاوية حسان حرشة.
و يمنح القائمين على تنظيم هذا الأسبوع و على رأسهم سعادة سفير جمهورية مصر العربية نسبة نجاح 100% لكنه لا يخفي انه تمنى أن يبلغ نجاحا اكبر بان يكون النشاط أوسع .

لا يمكنني اختزال نشاط دام التفكير فيه سنوات والتحضير له أشهر و عرضه أسبوع في صفحة أو صفحتين لكني حاولت بقدر الإمكان الإشارة لكل الجوانب التي طبعت الأسبوع الثقافي المصري بطبعة خاصة جدا.
في الأخير لا يسعني سوى أن أتمنى أن يكثر المسئولون عن الثقافة العربية مثل هذه النشاطات حتى تتعرف الجماهير العربية والأجيال الصاعدة عن قرب على الثقافات المختلفة التي يزخر بها الوطن العربي، كما لا يفوتني أن أتقدم للمرة الثانية لسعادة سفير جمهورية مصر العربية بالجزائر وكل البعثة الدبلوماسية بخالص شكري وتقديري و احترامي.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى