الأحد ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٤
بقلم أشرف بيدس

الانتظار المميت

انتظرتك. انتظرتك عند ناصية الشارع، فى الموعد المعتادة الخروج فيه. تخليت عن وقارى لبعض الوقت. وتنازلت عن جزء من كبريائى، وعزمت أن أفعل ما يفعله المراهقون. ليس مهما. فكل الأشياء تهون. فأنت كبريائى وأنت وقارى، وأنت العمر كله، ودونك لا اسم لى ولا عنوان، ومعك المراهقة قمة العقل ومنتهى الرجولة. لن أدع هذه الأشياء التافهة تقف حائلا بينى وبينك. أو تزيد مسافات الغربة بيننا. انتظرت تلك اللحظة العمر كله؛ لا يجب أن تضيع. لن أستطيع احتمال فقدها. لقد عانيت كثيرا حتى أزيل الخوف من قلبى، واستجمع شجاعتى. ربما تكون المرة الأولى والأخيرة. ليس هناك فرص أخرى. ليس هناك أمل آخر.

لن ألف وأدور. ولن استخدم كلمات مطاطة أو أساليب إنشائية عتيقة، عينى تفضحنى وتجهر بكل الأشياء، أحبك. أحبك. سوف أطلقها فى وجهك دون استئذان. ولن أخجل منها. لقد علمنى حبك أن أكون فطريا بدائيا بديهيا. ماذا تفيد الطريقة المثلى، أو غير المثلى، فعشقك الحقيقة الوحيدة فى حياتى. سوف تفهمين، وسوف تشفقين، وسوف تغفرين لى غلطتى، وقلة ذوقى. رغم يقينى بأن قلة الذوق هى ألا أحبك. والغلطة ألا تكون عينيك هى طريقى وسبيلى.

الوقت يمر ببطء.. يفصلنى بين الحياة والموت دقائق. مجرد دقائق. أحاول ألا يتسلل الخوف داخلي، فارتباكى سوف يزيد الأمر صعوبة. ستلمحين فى عينى نظرات الحب والاحترام، وسوف تساعدينى علي أن أخرج كل ما فى صدرى. كل ما في قلبى. كل ما فى عمرى، لن تصدينى. أعلم أنك حنونة دافئة، تملكين قلبا صافيا. وروحا ملائكية شفافة. لن تجدى مشقة فى الكشف عما بداخلى. سوف تفهمين. يقينى أنك ستفهمين.

تبدين من بعيد، تقتربين أكثر وأكثر، تقطعين المسافات نحوى، وتقطعين معها كل أنفاسى ونبضاتى. يكاد قلبي يقف من شدة نبضاته. تقتربين بسرعة. قلبى يرتجف. حروفى تهرب منى. كلماتى تتوارى. أتصبب عرقا. أرتعد. يتسلل الخوف إلى قلبى. لن أدع الفرصة تمر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى