الخميس ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٥
بقلم حنان بديع

الحب عملية نصب !

قد تشكو المرأة الرجل أو تتحاشى الحديث عنه في جلساتها النسائية ولكن هل يفعل هو في جلساته الذكورية وكيف يستغيب الرجل المرأة بطريقته الخاصة؟

ثم ما الفرق بين كلام الرجال وثرثرة النساء في الاحاديث والجلسات الخاصة التي تدور بينهم سواء في الحلقات والتجمعات النسائية أو الرجالية ؟

صحيح أن الرجال والنساء أصناف وأجناس .. الا أن الاحاديث هي انعكاس لتفكير وثقافة شعب وتجسيد لمثله الاخلاقية وقيمه الاجتماعية، فهل يخطر ببال المرأة مثلا أن جلسات الرجال تغوص في الحديث عنها أو يصعب عليها التفكير في الامور التي قد تدور حولها تلك الاحاديث ؟

وهل تظلمه أيضا اذا اعتقدت أو توقعت أن الرجال يتحدثون عن المرأة في مجالسهم بأسلوب غير اخلاقي لا يوحي باحترام أو تقدير أو يقارنون بينها وبين فتاة الامس بحسرة أو سخرية أو تندر؟

الاجابة جاءت صريحة في احدى التحقيقات الجريئة ولم تختلف كثيرا بين رجل ورجل بحسب شخصيته ومستواه الثقافي والمادي حول ما يدور من أحاديث في الجلسات الذكورية المغلقة فماذا قالوا ؟

قالوا أن ...

المتزوجون يتحدثون عن النساء بأسلوب كوميدي مضحك يصفون به علاقتهم بزوجاتهم وبيوتهم التي تحولت الى سجون

وقالوا أن ..

العزاب تتحول أحاديثهم الى مغامرات صيد وبطولة

وأيضا قالوا أن ..

معظم الاحاديث الاخرى خارج الزواج وقصص البطولات العاطفية تدور في الصالونات والمجالس الرجاليه على مستوى العبارات الرخيصة والبذيئة في حق المرأة، اذ يندر الحديث بايجابية وتهذيب عن هذه الانثى خصوصا عند الدخول في المواضيع الجنسية والعلاقات الحميمة وحكايات الغزل والإعجاب حيث يتخطى الرجال غالبا حدود الياقة فيستعيرون كلامهم من الشارع وتغدو الاجتماعات الشبابية مكرسة للاعترافات بتغرير الفتيات فيتباهى كل منهم بطريقته الناجحة والفاعلة في الاغراء!

وإذ يبدو الحديث عن النساء لا ينتهي ، فان هذه السهرات الشبابية تأتي مرضية لغرور الرجولة وتنتهي بان تفيد بأن المرأة مخلوق ضعيف وطيب وتصدق الكلام المعسول بسهولة فتنسى نفسها وتتحول الى ضحية.

فهل هي كذلك ؟ أم انها ثقافة الرجل الشرقي التي بموجبها تدخل علاقة الرجل والمرأة في لعبة الغالب والمغلوب أو الجاني والضحية؟

وما دوافع الرجل النفسية للحديث عن مغامراته ومهاراته في صيد الانثى من بحور يغرق فيها سواه ووضعها في اطار البطولة ؟

الطبيعي ان تكون العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة مشتركة فلماذا يلذ للرجل أن يشعر بالفخر والانتصار فيما يحلو للمرأة أن تشعر بالذنب والعار ؟

قد اغرتنا اللعبة حتى تأصلت في جذور ثقافتنا ونظرتنا المشبوهة لعلاقة الحب على اعتبار أن هناك من يضحك على الآخر أو أن هناك جاني ومجني عليه وكأن الحب عملية نصب لا أخلاقية ليس الا.

السؤال الأخطر ..

كيف يربط الرجل وبطريقة غير منطقيه مغامراته وفتوحاته العاطفية بالرجولة ؟

في حين أن الرجولة صفات نتغنى بها نحن النساء حتى بتنا نحلم بها ونبحث عنها في شرقنا دون جدوى.

ترى هل يدرك الرجل أو يتذكر بأنه أغنى قيمه بكثير من كونه ذكرا ؟

ان انثى سرطان البحر من أصعب اناث الارض ارضاء لأنها عندما تقرر اختيار شريك حياتها فإنها تنتقيه من بين مئة ذكر يستبسلون في الاستعراض للفوز بقلبها اذ لا يكفي أن يكون هذا الحيوان ذكرا ليحصل على رضاها ..

انثى الانسان أيضا تبدو محظوظة في عدد الذكور الذين يطرقون باب قلبها.. مستعرضين فتوحاتهم ومواهبهم ليس طمعا في الحصول على رضاها طبعا .. لكن لصيدها والتغرير بها !!

هل يبدو الفرق كبيرا ؟

نعم يبدو كذلك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى