الجمعة ١٩ آذار (مارس) ٢٠٠٤
بقلم ليلى أورفه لي

الرحيل في العيون الخضر ـ القسم الثاني

عيناك أحرقتا الكلمات

آه من عينيك

هاتين اللوزتين

بكل بريقهما ... بكل المعاني فيهما

أحرقتا كلّ كلماتي ... كلّ حروفي

لم أجد كلمة أكتب بها سطوري

عيناك أحرقتا كل الكلمات

ولم يبق لي سوى

حزن عميق ... عميق

أبحث به عن حرف

يصّور ألم عينيك

الذي ارتسم في قلبي

وأحرق الكلمات

فلا أجد

إلا حروفاً مشوهة المعالم

وكلمات متكسرة الأهداب

لو لم تخترق عيناك المتعبتان

حواجز حزني وألمي

ببريق دمعتين

لو لم تصوبا إلى قلبي

طلقتين مليئتين

بالعتب والحزن الشفّاف

لما فجرتا نبع قهري

ليجري نهر شقاء

وجعلتاني مشلولة

لا أشعر سوى بجبروت ضعفي

وصقيع تعقلي المجنون

عيناك قنديلا فرحي

عيناك هاتان القديستان

معبودتا قلبي

لماذا تحملاني شعوراً بالذنب

لأني أحببتكَ

بكل الصدق والإخلاص ؟؟؟

أنتَ

ياذا العينين المملوءتين

بالصمت الصارخ

والسؤال الصامت

أنا أكثر مِنْ أحبكَ

فمن أباح لعينيك قتلي ؟؟؟؟؟؟؟

وكيف للحب

الذي كان قنديل سعادة

نبع شقاء

يروي أيامنا

بألم كبير .. وحزن عميق ؟؟!!

وكيف لبراءة عواطفي

ولطفولية مشاعري

أن تحملا مروج عينيك الربيعية

إلى حقول من حزن الشقاء؟؟!!

ليس ذنبي أننا نحيا في واقع

جعل حبنا احتراقاً

واحتراقنا حباً وعطاء

ليس ذنبي أن جعل القدر

وصالنا احتراقاً

وفراقنا حب الاحتراق

ليس ذنبي

أن تصبح العواطف جريمة

نحاسب عليها والحب " " ؟؟؟

اعذرني يا نوّار عمري

لم أقل لك شيئاً

فلو لم توجه عيناك إلى قلبي

ذاك البريق العاتب

لما احترقت في عمري

كل الكلمات

كل الكلمات

10/5/ 1981

المحطة ما قبل الأخيرة

أحبك

والرحيل دربنا الوحيد

تحبني والرحيل دربنا الوحيد

لأن وصالنا احتراق ...

التقينا

وكان الحب

وليد لقائنا

وكان اللقاء

حقل حب

محطة صدق

ولأن حبنا كبير

وعطاءنا صدق ووفاء

ومشاعرنا شلال طفولة

سنهدي براءة حبنا

وصدقنا

ونقاءنا

يوماً ما

ساعة الرحيل ...

سنرحل

وفي مآقينا دموع الشوق

ستحترق

سنرحل

ليكتب لحبنا ... الخلود والبقاء

سنرحل يوماً ما

ونترك حقل حبنا وزهوره

عطراً منا ينشر عبيره

في الحدائق

على الطرقات

في كل مكان

سنرحل

ويبقى لنا

عطر الذكرى

في محطة اللقاء

4/2/1981

حب وكبرياء

أحرقني الشوق

وأدمتني الكبرياء

أصرخ بصمت عالي الضجيج

فأسمع كلماتي محترقة .. تئن بوجع

ويلونّها صمتك ... بلون الغربة

صغيرتكَ

هي طفلة كبيرة أنا

أرتجف من الأعاصير

العاصفة في داخلي

أحترق من البراكين

المتفجرة في جوف رأسي

أرتعش كورقة خضراء

مرت بها ريح الصمت الباردة

فاقتلعتها من مدار الحمى

وحملتها ريح الضياع

غلى باب كان مفتوحاً

في يوم مضى

وأغلقته نسمة عاصفة

فأمسى ضخماً ..جباراً ... قاسياً

لا يتلوى لأنين محترق

لا يستجيب لنداء طفلة

تبحث عمرها عن الأمان

ابتلع الصمت صرختها

وأطفأ أمل العينين

تدفعني كبريائي

لاغتيال الحب

وهجر الذكرى

فلا أقوى

كيف ؟ وشمس أيامنا

لم تغب بعد

ولم تختنق كلماتك

في صوتي

ولم أفقدك

في زحامي الخالي !!!

فأنا ما زلت أشدّ بيدي

على يد وجودك ... وذكراك

أنتَ ..

أنتَ .. ياكلاً من نفسي

رسم ظلي وهيكلي

ومن أفراح جحيم حب

نصبني إلهة على عرش الألم

يا أنتَ

غيابك يقتلني

ووجودك زورق لغياب جديد

يا أنتَ

أيها الإله المنسي على عرش الخمول

في سلطنة النوم

يكفيك منّي

أني جعلت عرش خمولك

هدير أمواج

فأنا التي زرعتُ في تضاريسكَ

شطآن جراحي

والبنفسج والزعفران

وأشعلت في غابات عينيك

جنون التحدي والنيران

أنا التي وهبتك الحزن ...لعنة فرح

يصقل باللهفة عينيك

وعمّدت غرورك

بدمع الألم

أنا التي انتشلتك

من الأقراص المنومة

لأجعلك تنام فرحاً في هذيان

أنا التي كتبتُ على شفتيك

مطلع قصيدة

وزرعت في متكأ رأسك

عبير عطر .. وزهور أقحوان

يكفيك مني باختصار

أني علمتك الحياة

حين أدخلتك مملكة العشق

وجعلتك إله حب

وعلّمتك كيف يحب الفقراء

يكفيك مني هذا

فإن شئت العودة إلى

مملكة صمتك الباردة

تعال إليّ قبلاً

لأشيع حبي

بما بقي لدي من كبرياء

وأسجل في عينيك اللوزيتين

موتي الأخير

15/7/1981

همسة عتب

أترحلُ ؟؟!

أتنسى؟؟!!

ولكن كيف ؟

من عالم المُثل

في عصرنا أتينا

إلى عالم الوجود والتقينا

حفنة بذار في أرض خصبة كنّا

ونمونا

حباً .. جمع صدق الحرارة

نواة الشرارة

وحدة الطريق

أتنسى ؟؟!!

ولكن كيف ؟؟!!

كنتَ العين

وكنتُ الرؤية

كنتَ العقل

وكنتُ الفكرة

كنتُ الألم والسهد

وفي حناياك كانت لي غفوة

أوهكذا نصبح

كنتَ .. وكنّا ؟؟؟

قبلّتني

فقبلّت فيكَ .. الأرض والسماء

العالم كله

وكل طفل وطفله

عشتكَ حباً

عشتكَ صدقاً ..وجوداً ... كياناً

ولكنك ترحل

وببساطة تغيب وتنسى !!!

أحار في أمري

أتساءل

هل عشتَ حبي نزوة ؟؟؟

أتنسى ؟؟؟

ولكن كيف ؟؟

لم يكن حبنا التصاقاً جسمانياً

لم يكن هروباً

وصالنا كان احتراقاً

أضاء في الحب مشاعل عطاء

حكى للزيف صدق الحكايا

عيوننا كانت للقلب مرايا

وكنّا لصدق الحب ضحايا

عشنا للجميع

رسم لنا الحب ... وحدة الطريق

فكيف تنسى

وكيف عني تضيع ؟؟؟

ألا تدرك أني بحبك أحيا

وبغير حبك أضيع

ومني الطريق تضيع ؟؟؟

ألا تدرك

أن من ينسى الحبيب

ينسى الدروب

ينسى الجميع ؟؟؟

ومن يخون الحب في قلبه بالنسيان

يخون الطريق ؟؟؟

26/9/1981

ميلاد

" كل عام وأنت حبيبي "

هي ذي الأمنية التي تمنيتها

وعطرتها بلون الأمل

كتبتها بطاقة حب

وخلسة في كتابك

دسستها

كل عام

وحياتك دافئة بحرارة حبي

كل عام

وأيامك مغمورة بمدى أشواقي

كل عام وعيناك تنظر عيني

كل عام وشفاهك تصلّي شفتي

هي ذي أنانية الحب اللاأنانية

وقيوده المتحررة

هي ذي أمنيتي في عيدك

" بين الحب والعطاء .. يكون الميلاد "

  هي ذي هويتي –

هي ذي هديتي في عيدك

في كل عام يأتي العيد مرة

وتمر ذكرى الميلاد

ولكن كل لحظة

بالحب ... بالصدق ... بالعطاء

يكون لنا ميلاد

" بين الحب والعطاء ... يكون الميلاد "

هي جملة أختصر لك فيها

زمناً كان ... وزمناً سيكون

" بين الحب والعطاء ... يكون الميلاد "

هي قبلة صافية

لا ننالها إلا إذا وهبناها

" بين الحب والعطاء ... يكون الميلاد "

هي أغنيتي التي أغنيها

مع قمر الليل

وأعزفها

على قيثارة الحب والأحلام

وزهرة البنفسج الوحيدة

التي أزرعها بالشوق

وأعطرها بالحنان

وشمعة الإيمان والأمل

التي أضيئها بعيون الابتسام

هي ذي الحب الذي في قلبي

مدى الأيــــــــام

4/11/1981

بين عام وعام

" أحبكِِِ "

تنغّم بها .. أزهر الربيع

تفتح الحب

ومضى عام

" لنكتب صفحة عنوانها الفرح "

سيمفونية عزفها ... أزهر الربيع

تفتح الحب

ومضى عام

عام مضى ، فيه

جعلنا الحياة لنا معبداً

والشمس قنديلاً

توحدّنا

النور كان دربنا

والعطاء كان لنا ميلاد

زرعنا في كل حقل وردة

جدلّنا من شوق العيون

أجمل المعاني

غنوة

عام مضى ، فيه

" أحبكِ "

لففتها بشريط من نور القمر

ولعينيّ أهديتها

رسمتها بين أهدابك

وعلى صفحة قلب أبيض

لي غنيتها وعزفتها

رقصتها

وبين ذراعي بكيتها

عام مضى

ووجهك مرسوم في عيني

وعيناك محفورتان في قلبي

عام مضى

ولم تستطع أيام الوحدة والظلام

أن تمحي من مخيلتي

هاتين العينين اللتين

اخترقتا حواجز صمتي وصراخي

وسكنتا قلبي

وآتيك اليوم

كيوم مضى

من العام الذي مضى

لتشعل لي شمعة ميلادي

لتعزف لي على قيثارة حبك

لتغني لي لمحة أمل

آتيك ... لتكتب لي سِفراً

عنوانه كلمة

لتهدبني لحظة

عنوانها غنوة

فأزرع لكعمري وروداً

وأحرق لك سنواتي بخوراً

ولكنك اليوم

لست كالعام الذي مضى

اليوم

أطفأت كل الشموع

نسيت كل الأغاني

وعزفت لي أغنية الصمت

على إيقاع الغربة

في رصيف الحرمان

اليوم ... تاهت منك كل الحروف

وضاعت منك هديتي لهذا العام

في بحر حزن الأيام

عام مضى

وأتى عام

ولم يبق من المشوار

سوى الذكرى

ومن السهر والألم

سوى غفوة

ولكن بقيت

في حقول زرعناها

وردة

اسمها

ميـــلاد ، نور ، محبـــــة

12/1/1982

هذيان في يوم ماطر

تلفني الغيوم

تسري في أوصالي برودة خريفية

أتوه في شوارع قطعناها منذ سنين

تلفني الذكريات

تحتويني الحديقة

التي عمدناها بالحب والدموع

وأحتويها بسنين مضت

بحب وشوق وحنين

تتناثر على وجهي

أولى قطرات المطر

يغمرني الحب

بهزني الحنين

أفرح ...أبكي ...

أتعمد بالمطر والدموع

معاً كنا نحب المطر

وكنت تحبني

وكنت أحبك

ووحدي ما زلت أحب المطر

ووحدي ما زلت أحبك

واليوم وحدي رفيقة المطر

أرصف طرقات الحديقة بدموعي

تنبت لي الذكريات

من زوايا المقاعد

تطلّ عيناك

من حنايا الأشجار

ترنو إليّ

فكل ذكرياتي معك

مرتبطة بالمطر

أتعمد بالمطر والدموع

وتتكررالأيام في خاطري

تعتلي صورتك ذروة خواطري

أصبح كقطة مبللة

تموء بحثاً عن الدفء

نخرت قطرات المطر عظامي

ونخر حبك قلبي

أستمر في التعّمد

وأستمر في الهذيان

تثاقلت خطواتي

أسكرتني القطرات

توقف المطر

ولكني أحسه مازال يغسلني

لا أدري مالذي يربطني بالمطر

هل هو حبي للحب والحياة

أم أنه حبك الذي يسري في دمائي

أم أنه هو الذي يربطني بك ؟؟؟

لا أدري ؟؟

ولكن الذي أتيقنه

أنه ببقاء المطر الذي عمدني

وببقاء الشمس التي بدأت

تمنحني شيئاً من الدفء

وببقاء المقاعد المتناثرة

في ظل الأشجار

وزوايا السواقي

سيبقى حبك خالداً في أعماقي

والآن وحدي أحب المطر

ووحدي أحبك

ووحدي أرسم عينيك

بحنين أكبر

18/10/1983

معذرة ياذا العيون الخضر

معذرة يا ذا العيون الخضر

معذرة فهواك قدري

خلف المآقي احترقت أدمعي

وعلمّت البكاء للحجر

ياراهباً في صومعته يتلو

صلوات حب ولا يدري

أني خلف الجدران

أحفر الغربة بأصابع تكسرت

وباب الصومعة من حجر

معذرة ياذا العيون الخضر

ففي الصدر شوق لعينيك يضني

والقلب تشقيه قسوة الدهر

الناس تلوك أحزاني

تبحث عن سر هذياني

وأنا في الشوق أتلوى

تحترق أيامي بنيراني

أين في الحب من أهوى ؟؟

راهبٌ مر بخلجاني

شاعرٌ أيقظ الحب بشطآني

أضأت له في القلب منارة

لكنه ببحر النسيان رماني

أين حبك الكبير مورداً

لروض غلى ري شهدك ظمانْ

معذرة ياذا العيون الخضر

إن افضت ببياني

فألم الجرح قد علمني الهذيان

حملتك في روحي لوناً

يصهر كل الألوان

وفي القلب صرت نغماً

يعزف كل الأوزان

وسقيت عينيك

جرعة حب تتحدى الزمان

ومنحتك القلب

حباً نزقاً مجنوناً

نهراً كثير الفيضان

ولكنك بالهجر تقسو

وتعاف ما الكل له ظمآن

فارحم ياسيدي قلباً

تعب من شكوى الهجران

معذرة ياذا العيون الخضر

إن أفضت ببياني

فإني أهواك بجنون نزق

ولا أدري طريق السلوان

4/11/1983

الرحيل في عينيك

كاتبتُ عيناك

فكاتبني الفرح

أصغيت إلى وقع خطاه

وهي تجوب شوارع روحي

فقرعت الطبول في صحراء القلب

الليلة

يحيني الشوق الأخضر

في هذي الساعة

حين أرى كل الأشياء

من خلال عينيك

تصبح الأشجار أكثر عذوبة

والأيام تصبح وحشية الخضرة

وأعرف أنك في هذه اللحظات

تذوب في الفرح

مغموراً بدفء الأعياد

ولكنكَ لا تعرف أنني

بنيت في عينيك

مدناً من الشوق

مدناً لايمكن أن تكون

إلا في مدى عينيك

عانقت عينيك

فعانقني السراب في شوارع الثلج

وجلدني صقيع الغربة

ولكني رحلت في عينيك

ففيهما انهزمتُ

وفيهما انتصرتُ

منذ سنين

سرقوا مني اللون والحنين

واليوم في عينيك

أغفو زمناً في الصحراء

وزمناً في الغابات

وزمناً في الميلاد

منذ سنين

سرقوا مني اللون والحنين

وعيناكَ

أحييتْ بقلبي بقايا العشق

خارج كل المساحات

صار حبي

أكبر منك

وأكبر مني

فاخترت من عينيكَ

ألوان احتراقي

الليلة

الليلة يحيني الشوق الأخضر

وبكل الحب

أشرب نخب عينيك

وأغني

لعينيك ميلادي

ولعينيك انتحاري

مشفى لايبزغ/ المانيا

1/1/1984

عيناك أحرقتا الكلمات

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى