الأربعاء ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم محمد رشيد ناصر ذوق

الملتقى العربي الثالث للتربية والتعليم و الثورة التعليمية

ينعقد الملتقى العربي الثالث للتربية والتعليم تحت عنوان "التعليم والتنمية المستدامة في الوطن العربي" في بيروت خلال الفترة 26-28 ربيع الأول 1427هـ الموافق 24-26 إبريل 2006م. ويسعى الملتقى إلى إلقاء المزيد من الضوء على آفاق العلاقة بين التعليم والتنمية المستدامة وسبل توطيدها مع التركيز على أولويات التربية المستدامة، ورصد وتقييم الوضع الراهن لتلك العلاقة بشقيها الكمي والنوعي في الوطن العربي، وكذلك استعراض مستويات المسؤولية والمعوقات والإشكاليات التي تحول دون توثيق العلاقة بين أنظمة التعليم وشتى ميادين التنمية المستدامة. كما يسعى إلى تفعيل العمل العربي المشترك، وعرض عدد من التجارب في هذا المجال، ومناقشة أهم الملامح والتصورات المشتركة التي يمكن الاسترشاد بها في رسم رؤى مستقبلية لعلاقة وطيدة بين الأنظمة التعليمية العربية ومتطلبات التنمية المستدامة وأبعادها وأولوياتها، في ضوء تحديات العولمة والمتغيرات الدولية وإنجازات التقدم العلمي والتقني.

بمناسبة هذا المؤتمر فإني كفرد من افراد المجتمع العربي اوجه هذا الكتاب المفتوح للمؤتمرين ، عسى ان تكون الافكار التي اطرحها مفيدة لتطوير قطاع التربية و التعليم في الوطن العربي.
كتاب مفتوح ( الثورة التعليمية) :

الاخوة في الملتقى العربي الثالث للتربية و التعليم ،
يعيش مجتمعنا العربي ازمات متعددة ، سياسية و اجتماعية و اقتصادية و ومن اكثر الازمات تأثيرا على مستقبل المجتمعات العربية هي ازمة التعليم.

وللخروج من هذه الازمات لا بد ان تتضافر الجهود في جميع قطاعات المجتمع للوصول بالسفينة الى بر الامان ، وذلك بايجاد نظم جديدة و القيام بثورات اجتماعية لا تقلب المقاييس راسا على عقب كما تعودنا على فكرة الثورات بل تضاعف الجهود و تجمعها في اطار جديد ، فالقطاع التعليمي كالنهر الذي يصب في البحر لا بد من الاستفادة من مياهه قدر الامكان قبل ان تبلغ البحر.
ما اقترحه عليكم هو التالي :

في مجتمعاتنا العربية مؤسسات تعليمية و مدارس تعد بالالاف و جامعات كثيرة لكننا نرى ان كل هذه المؤسسات لا تكفي لجميع طلاب العلم في مجتمعنا بل ان اكثر من نصف المجتمع لا يتاح له فرصة التعلم ، و لاسباب عديدة ، لذلك لا بد من ايجاد مؤسسات جديدة و جامعات و مدارس تكفي لكل طلاب العلم في مجتمعاتنا ، و لكن ذلك سيكون مكلفا جدا ، و الحل البسيط لهذه المعضلة هو ان نضاعف الجهود!!! .

عندما نقول نضاعف الجهود يتبادر الى الاذهان ان كل واحد منا يجب عليه ان يبذل جهدا مضاعفا ، و لكن كيف ؟ فالطريقة تبقى في اغلب الاحيان خفية على كل واحد منا ، فيفكر بالمجهول.
إن مضاعفة الجهود تعني تماما مضاعفة الامكانات بل في القطاع التعليمي تعني مضاعفة عدد الطلاب و الاساتذة و مضاعفة الانتاج و النتيجة ، فإذا كانت هذه المؤسسات التعليمية تفتح ابوابها لطلاب العلم 6 ساعات يوميا ، و قدرتها على الاستيعاب تتمثل بعدد معين من الطلاب ، فلو ضاعفنا مدة دوام هذه المؤسسات لتصبح 12 ساعة يوميا ، لاستطعنا ان نستوعب ضعف العدد من الطلاب ، كما نكون قد ادخلنا الى سوق العمل ضعف العدد من الاساتذة ، و على اقل احتمال نكون قد نظمنا الفائض من القطاع التعليمي من اساتذة و استفدنا من وجودهم و من جميع قدرتهم ، و يبقى علينا ايجاد الأليات و الوسائل التنظيمية.

فإذا أخذنا لبنان على سبيل المثال ، تفتح المدارس الرسمية و الجامعات و المؤسسات التعليمية ابوابها في الساعة الثامنة صباحا ، و تقفل ابوابها في الثانية بعد الظهر ، مما يعني ان المجتمع يستفيد من إمكاناتها ستة ساعات يوميا ، فإذا ادخلنا على النظام التربوي في لبنان دواما جديدا يبدأ من الساعة الثالثة بعد الظهر لينتهي الساعة التاسعة مساء ، نكون قد ضاعفنا من إمكانات هذه المؤسسات التعليمية بل و قمنا بثورة تعليمية في هذا القطاع.

في هذه العملية سوف يستفيد القطاع الاقتصادي و القطاع التعليمي من التالي :

اولا – تخفيض كلفة تجهيز المؤسسات بحيث يتضاعف استفادتنا من التجهيزات في كل مؤسسة .

ثانيا – تطوير القطاع التعليمي ليشمل ضعف العدد من الطلاب ، و ضعف العدد من المعلمين مما يتيح فرص عمل جديدة للمعلمين .
ثالثا – تطوير الحركة الاقتصادية في البلد ، فتفتح الاسواق بدوامين و يتضاعف عمل وسائل النقل فتقوم بنقل ضعف العدد الذي كانت تنقله .

رابعا – في مجتمعاتنا العربية يعيق دوام العمل الرسمي الكثيرين من افراد المجتمع حيث يكون دوام عملهم لا يتلاءم مع دوام المؤسسات التعليمية فتحرم هذه الفئة من تطوير تقافتها ، وبهذه الطريقة نكون قد أوجدنا فرصة لهؤلاء ان يكملوا تعليمهم .

أن تعليم المرأة في مجتمعنا العربي هو ركن اساسي من الاركان التي تقوم عليها العائلة ، بحيث ينشأ جيل محب للعلم عندما يتربى على يد امرأة متعلمة .

و لايجاد وسائل جديدة لتعليم المرأة في منزلها باسهل الطرق ، وهذا ما يقدمه لنا التعليم عبر شبكة المعلومات ، فلا بد لنا من تطوير هذا القطاع و ايجاد مؤسسات تعليمية عبر هذه الوسيلة ايضا.
ان موضوع محو الامية في مجتمعنا العربي يصبح على الطريق السليم بحيث يتوفر لغير المتعلمين افاق جديدة يستطيعون الانطلاق اليها و الوصول الى الهدف المنشود ، و ذلك بمضاعفة عدد الساعات التي يمكنهم الالتحاق بها دون المساس بأعمالهم و مشاغلهم اليومية في تحصيل لقمة عيشهم.

اخيرا ـ اتمنى للمؤتمرين النجاح في مناقشاتهم على أمل ان يكون ما قدمته من افكار متواضعة سيسهم في الوصول الى الثورة تعليمية التي نتمناها في وطننا العربي الكبير و التي ستلحق وطننا بركب الدول المتعلمة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى