السبت ٢ آذار (مارس) ٢٠١٩
بقلم إدريس محمد جرادات

تكسير الزجاج والأواني بطريقة ممنهجة

من طرق الإسعاف النفسي و التفريغ وتخفيف التوتر والضغوط النفسية

طرق التفريغ النفسي سلسلة مقالات يكتبها الدكتور إدريس جرادات على شكل حلقات، حيث كتب عن الماء والبرد والثلج، والرسوم والخربشات، والضحك، والبكاء والمشي لتخفيف الضغوط والتوترات النفسية.

يأتي هذا المقال استكمالا للسلسة حيث يتناول تكسير الزجاج والأواني بطريقة ممنهجة ومقصودة للتفريغ النفسي وليس بقصد تخريب ممتلكات الآخرين بهدف الاسعاف النفسي الأولي العلاج والتفريغ النفسي للكبت وتخفيف التوتر والضغوط والقلق والقهر والإحباط والاكتئاب والحزن وغيره، حيث خلق الله الإنسان في كَبَدْ،كما ورد الزجاج في عدة مواقع في القرآن الكريم بمعانٍ ودلالات معبرة منها وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا 109 )الإسراء) وقوله تعالى: قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ [النمل: 44] المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ﴿٣٥ النور﴾

وكذلك في الشعر ورد لفظ الزجاج منها:"عيناك مثل حمامتين تعانقا خلف الزجاج, كقطرتين ترقرقا

خلق الله الإنسان في كبد واكتشف علماء النفس والفسيولوجيا بوجود منطقة تخزين في الدماغ لكل الأزمات التي يمر بها الشخص من لحظة الولادة ولغاية الوفاة،كما خلقه في أحسن تقويم وأعطاه وسائل وطرق عديدة لا تحصى للتفريغ النفسي والجسدي للكبت والقلق والاضطراب والمشاكل والتي يسميها علماء النفس بوسائل الدفاع عن الذات-ميكانيزمات-.

نتيجة هذه الضغوط الحياتية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والجسدية ونتيجة الشعور بالألم او المرض أو الاعياء أو سوء التكيف مع الواقع المحيط أو التنمر أو التسلط الأسري او العائلي او العشائري أو المؤسساتي والقهر الوظيفي وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات أو الرغبات والتطلعات أو القروض البنكية والديون والتي هي هم في الليل وهم في النهار.

هذه العوامل مجتمعة تجعل الشخص في وضع توتر شديد وتشتت ذهني قد يصل الى وضع بعدم القدرة على ضبط الأعصاب خاصة حينما يشعر بالفشل أو الاخفاق في تحقيق هدف ما أو التغلب على موقف معين، أو كثرة الطوشات والصراعات الفردية أو الجماعية والمشاكل العائلية أو الممارسات السلبية المبرمجة من قبل الاحتلال حينها يلجأ الى استخدام العنف اللفظي أو الجسدي أو الجنسي أو التنمر للتعويض عن مشاعره الجياشة.

من طرق التفريغ النفسي التي يلجأ اليها الشخص التحطيم والتكسير والعبث بمحتويات وممتلكات الآخرين، لكن علماء النفس والتربية ذهبوا الى تهذيب الطريقة بإتباع الإجراءات الأتية:

*الاحتفاظ بأواني الزجاج غير الصالحة للاستعمال في مكان محدد بعيدا عن متناول الأطفال.

*تحديد مكان مغلق داخلي أو مفتوح خارجي- في الساحة الخارجية للبيت -لرمي وتكسير الزجاج فيها يطلق عليه زاوية الراحة أو زاوية الغضب.

**اتخاذ التدابير للسلامة العامة.

*اختيار جدار أو حائط أو سلسلة حجرية كي يضرب عليه قطع الزجاج.

*حمل القطع الزجاجية وضربها بقوة في المكان المخصص لها فيشعر الشخص بتطاير الانفعالات مع شذرات الزجاج المتكسر..

*قد يستخدم الشخص أطباق وأوعية معدنية فارغة تصدر ضجيجا أو أصواتا مزعجة غير مألوفة.

*الطرق على أوعية بلاستيكية فارغة أو أجهزة معدنية بالية.

*استخدام قطع خشبية وتكسيرها.

*الضغط على كرة مطاطية بقوة، أو تمزيق الورق والكرتون.

*رسم صورة الشخص الذي تُكِن له العداء على الأرض أو على ساق شجرة أو على قطعة زجاجية أو وعاء معدني أو على شكل دمية والضرب عليها.

*بعد عملية التكسير والتحطيم القيام بجمع بقايا المواد الزجاجية المتناثرة والمتكسرة ووضعها في وعاء خاص.

*تخصيص الأواني الكبيرة والقدور في المطبخ للجلي ساعة الغضب-يتفشش فيها الشخص –يفش خلقه-.

*الطرق بقوة على مسامير أو أدوات معدنية مثبتة في الارض او في ساق شجرة والقيام بخلعها من مكانها فيما بعد.

*ممارسة لعبة القناطر الحجرية –ضرب الحجارة-لعبة شعبية – والتي فيها فضفضة نفسية.
بعد انتهاء جلسة التكسير والتحطيم عليك القيام بالإجراءات الآتية:

* توفير المناخ النفسي الدافئ بممارسة النشاط الرياضي-المشي بين أحضان الطبيعة-وامشوا في مناكبها-قرآن كريم – أو لعبة كرة القدم أو أية لعبة أخرى تحب ممارستها، أو الاشتراك في نادي لياقة بدنية -تخفف التوترات وتزيل الهموم والضغوط النفسية،والشحنات الانفعالية،والنظرة السلبية للآخرين.

*الإصغاء لصوت القرآن الكريم أو للموسيقى الهادئة أو صوت الطيور أو صوت خرير الماء أو أية أصوات على الطبيعة.

*تحويل المشاعر القاسية إلى سلوك ايجابي بكتابة رواية أو قصة أو خاطرة أو مقالة أو قصيدة شعرية أو رسم لوحة فنية أو كاريكاتير أو نحت قطعة خشبية أو حجرية أو ممارسة أية حرفة يدوية تشرك بالاستمتاع.

*ارتشف فنجانا من الشاي أو القهوة أو الأعشاب الطبية أو أي نوع من السوائل ترغبه والشرب مع أفراد المجموعة لتنمية الروح الجماعية.

*فضفض همومك لشخص ترتاح له أو حيوان يكتم سرك خلي الهم يزول -اللي يشكي همه لجاره أو لحماره.

* استخدام عبارات التسبيح والتفاؤل والقيم الايجابية والبكاء خشوعا من رب البرية.

*مراجعة مراكز الطب أو الإرشاد أو العلاج النفسي وقت الضرورة في حالة التأزم النفسي.

أخي الكريم:الفضفضة صحة للنفس وإعادة التوازن والتكيف مع الواقع، وشفاء لكثير من الأمراض النفسية، والاجتماعية والسلوكية،فهي تغسل النفس كما يغسل الماء الثوب، اتبع الخطوات السالفة الذكر وسوف تلاحظ النتائج والتجربة أكبر برهان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى