الثلاثاء ٦ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم رشا السرميطي

تلك هي الحياة

فلسفة لوردة

بذرةٌ مقصودةٌ من زرع الإنسان،

أم هبةٌ كانت بريحٍ من الرحمن،

سجن في التُّراب،

بعيداً عن النُّور وفيه الحرمان،

خصب أم قاحلٌ هي سيَّان،

عدةٌ حتميةٌ وجذر ينبت العرفان..

كتمان في جوف الباطن،

وهل يسمعُ للميت كلام؟

***

بلا نهاية !

دورة لفصول المواسم،

كي نتوقف عن انتظار شتاءٍ ما حان،

تلك هي الحياة !

وليس الزَّمان بدائم لإنسان،

***

أمطرت السماء لؤلؤاً،

روى النَّبض الفسيحة،

والخير على البنان بان،

أنبتت الأوراق كلماتي،

ونمت السطور مزهرة، مثمرة، نضرة..

ظمئ الوقت لريقٍ عطشان،

يرتوي نهماً والشكر للخالق المنَّان،

كتبت لي ولادة جديدة،

فطوبى لكم يا بني الإنسان،

قطفتم جمال أمي،

ورحيق عمري عندكم هان،

ذبل الملكُ إنهاكاً وللقمامة مثوىً كان،

خيركم يخلِّدُ الذِّكرى بين صفحات الماضي،

بين دفتيّ ورقٍ يزدان،

جاف بلا ألوان !

كنت الصَّدى لما أثيرهُ فان،

***

تلك هي الحياة !

بأمر الواحد الذي صان،

كل الخليقة عنده بإتقان،

تنمو براعم خضراء،

وتختال العروق دهاء،

هندسة الأغصان الحسناء،

تكيد للراعي حفرة سواء،

يخلفهم جميعاً،

والاهتمام لي يضاعف العناء،

يحميني من كيد الأخلاء،

يقدِّم لي سماداً ودواءً،

رعرعةُ الأتقياء،

تكبر الطفلة،

لتغدو عروساً،

شمسٌ وماءٌ، أحتاجُ أوكسجيناً يا هواء،

تخلعُ البتول قيوداً أغمضت للانتهاء،

لتبدأ مراقصة آمال الغد،

برحيق اللاكتفاء،

مقصلة المقص آتية مع فجر القضاء بانحناء،

وهل يجدي الشوك ورداً خلق لبسمة الأشقياء؟

***

تلك هي الحياة !

فلسفة لوردة هي الفناء،

نقاومُ دون هزيمةٍ خرقاء،

ويقطر النَّدى تسليماً لقضاء،

أمَّا الدار الآخرة فيها رفعة للأتقياء،

***

أشرقت عينا أيلول بحيرة،

والأجفان ذبلت غيرة،

والغيم تكدس فوق الأرق،

لحين الهطول،

وإذا ما تبرقُ الدنيا،

يختفي بصري،

ويرتعد جسدي أمام تقاسيم وجهك،

أفقد نبضي وغزارة صمتي المقتول تتألَّق،

حلمي المقتول يصحو من موتته،

يرتاب الذَّهاب إليك،

كي نتصافح خوفاً يضمُّ الأمان،

وكلانا يحتاج المشهد الأخير،

لنتمَّ الوعد العتيق،

ونتنشق معاً،

أنفاس العشق الشرقيِّ.

***

تلك هي الحياة !

ولابدَّ نحظى بشريكٍ يكمل مشهد الوفاء،

بعيداً عن وهم التَّمني،

كي نهجر مدافن السُّهاد،

هاربين وأشباح الخيانة تطاردنا،

تغوي قراراتنا،

ولا تكفُّ محاولةً اتخاذ موعدٍ،

مع هاجس الغدر،

لموقف يلبس أحاسيسنا العارية خسارةً أبديةً،

وبعد لن يبقى شيئاً.

***

تلك هي الحياة !

إيقاع جديد يتأرجح على أوتار من الرضا،

وتسليم للقضاء،

خيرة للهِ فيما اختار،

وحده يعلم سرَّ الأقدار،

لا العمر يدوم لنا،

ولن يبقى سوى التِّذكار،

في هذا المساء أتكئ على نافذتي وأرجوحتي خالية !

نمت الشَّجرة فوصلت الفضاء،

وامتدّ الجذرُ طولاً،

ليرفع المعصمُ لله ربُّ السَّماء،

حمداً وثناءً، تلك هي الحياة !

فلسفة لوردة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى