الأربعاء ١٩ شباط (فبراير) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 21
يا حادي الحرب غنِّ الغد جميل واكسر كل طبولكعندي أسباب الفرح كافة .. إذاً لماذا الحزن؟البارحة قلت لك هذا وسأعيدها غداًعلى السرير المتوحشعلى مخالب الحرب المقلمةوسط كل أفراح الناسعلى سطح بناء مازالوا يبنونه حديثاًالغد جميلهناك قائمة طويلة من الأسماء سأتصور معهامازلتُ صامداًأنا الذي لم يستهلك يوماً ماء زائداً عن حاجتهولم يشارك برشق البندورة في إسبانيامازلت أتنفسأنا المدافع الذي لم يخف الكرة يوماًتلقى تسديدات عدة على وجهه ولم يتذمرلم تكُ العربات ثقيلة ولكن كانت الأحمال زائدةالغد جميللا أحد يموت في البحر الميتقالها أحد المتفائلين وفتح نافذة بيته على المقبرةالغد جميل!ولكن لا تنظر بعينين زجاجيتينالرصاص يكبر بسرعةالحرب وباء العامعندما قطع الحطاب كل أشجار الغابةمن ذا يستورد لي ورقة أكتب عليها الغد فعلاً جميل**للقمر الليلة حواجب غليظةالقمر الساهر كطفل لا يريد النوم في يوم العطلةأجّل أحلامنا إلى وقت متأخر جداًوزّع عود ثقاب على المارةهناك حيث تمسك الأم الإبرة وتغنيأغنية القمصان التي لم تكتملهناك الثور الهزيل والعربة الفخمةالليل يتوقف والطائرات لا تتوقفونساء القرية في المساء يحملن الوسائد الثقيلة إلى السطوحلا أحد يلتفت إلى القمر .. وحدها أصوات الخلاخيل تشغلهمالقمر الساهر الليلة وهسيس الشفتينالقمر المسرع كشاحنة مليئة بالقشيمر على ذاكرتي الإسفلتيةلدي أغنية الآن ولي خلخالها الذي ضاع في مساء غجريغامضة كالسكر واضحة كالسم هذه الليلة الجديدةالغيم فيها قماط القمر**للتي تشبهني تحت عناقيد المطرتتحرك كل الكراسي الخشبية نحو البابلا مجال للرحيل .. النافذة مغلقة ..وحده ظلك عند عتبة البابلا تلتفتي كثيراًالستائر التي جلست معي طويلاً ها هي ذا شراع الرحيلأرتدي الهواء كثيراً ولكن القمصان الممزقة لا تنظفهزّي كل الأراجيح وكأنه أول أيام العيدفصول البكاء قادمة قبل أن نصل إلى آخر الطريققبل حالة الحرب القريبةلم أشعر بالجروح المباغتة رغم أني جرحت يدي كثيراً بسكين المطبخاليوم أشعر بمرارتها حين رفعتِ السكين في وجهيقبل حالة الحرب القريبةلماذا تركت الباب مفتوحاً حتى ضاع الأولاد ودخل الغرباء واللصوص**لم يعد الأكسجين يمارس طقوس العشق مع الهيدروجينثمة قصص ماء معكرة ونهر كسولكيف تثاءبت الأزهار المبتسمة عندما غفت الغيوم الكبيرةالغول الأصفر علّق أرجوحته في أذني السماء المهذبةفي هذا الزمن الكيماويلم يعد يشتم رائحة الشامبو من شعر حبيبتهحبيبته تلك التي تحب جمع الأزهار وقراءة قصائد الغزل المكررةحين يحدثها عن معادلات الكيمياءيقول لها الوقت ليس متأخراً كي نعبر الطريقكي نصعد على أكتاف الرصيفنصرخ بأعلى صوتنا حين يلتصق المارة ببعضهم جداًحيث لا مكان ليرفعوا أيديهم ويسدوا آذانهمهناك نركض على التراب المجعد دون أن تفكر بملابسنا النظيفةهو مازال يحب النوم في الفجر المبتسممكسوراً كغصن صغير على الأرضلا يفكر في حوادث القلبولا أن يبهر النساء بساعة يده اليسرىكيمياء القلب معادلة مختزلة هذه الأعواميخجل أن يبتسمأصبحت أنيابه طويلة جداً كذئب سجين في محمية طبيعيةبعد أن اقتلعوا أزهار الحديقةتلك الحديقة التي تتمرغ على ترابها الآن خنازير العالم