الجمعة ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٥
بقلم ياسين الخراساني

حمام اللقاء الأخير

من مجموعة تصدر باسم: "كلمات في دولاب العراة"

عرفتك من صوتك الجهوريِّ

عرفت يماما يحوم حواليك

من أرضك الحجرية كنت تشيد وجها عنيدا

زمان رديء ونكتم أحزاننا

مثلك الموت يا صاحبي

مثلك الموت يختبئ اليوم حين أريده

المدينة صارت شرابا رخيصا

نعب ولا نهتدي

كم خرجنا إلى جهة البحر ندفن مثل النسيم رفات المدى

المدينة صارت عذابا من الله

أعلى إذا

أو بعيدا إلى جهة اللاجهات

هناك سراب نديٌّ

وأسطورةٌ

ويمام كثيرٌ

وأغنية الغجرية و هْي تسير إلى النهرِ:

قال المحب لخصلة شعر الحبيبةِ:

"أصبحت ماءا لتغتسلي في ظلوعى.."

سنبقى لنبلغ كل النهاياتِ

مثل الظلال مواعدنا

مثل ظل الصنوبر عاليةٌ

مثل ظل السنونو تحلق في نشوة الإبتعادِ

سنبقى لنبلغ كل النهايات

مثل الظلال تخبئ ما لا يُرى

.. وستذكرني ربما

كنتُ أحمل عنك جناح الفراشةِ

كنتُ خفيفا كنسمة صيفٍ

سأبقى على هامش الليل زوبعةً

وسأكبر في عقدة الأحجية

ويرافقني الياسمين إلى ملجإ آمنٍ:

إنتظرني هنا..

ربما عدت قبل الربيعِ

لأعرف ما يفصل الله عن دعوة الخائفين..

الطريق سماءٌ

ولم نر نجما يظل صدانا

نصعد الهضبات و نرسم:

جوريةً لبنات المنازل

بيضاء عين الندى

والكروم بلون التراب

وليلي..

وليلي جميع التلاوين

أسودَ

كي يختفي في ظلوعي

بعيدا عن الشمس

مختلسا هدأة الوهم

ينبوع حزن أجاج..

سأشق صدور الزجاج المضاء

ليخرج ليلي طليقا..

* * *

ربما كان يوما أخيرا

طيور النوارس تخرج من ظلها الأرجواني

كي تدخل الأبيض المتوقدَ

لست قريبا من البحر

لست بعيدا عن البحر

صوت شفيف ينادي طيور النوارس أن أقبلي

من جنوب السماء

بياض خفيف وأسمع ما قد يُرى

ربما كان يوما أخيرا..

لم أشأ أن يكون اللقاء قصيرا

مواعدنا عنصر من أصول التراب

ولكنه الموت يا صاحبي

كيمام بلون السحاب

يطير وينثر من لونه نذف الثلج

لست سعيدا ولكن حتفي

يطير إلي كرخ الحكاية

لست بئيسا لأنى أتوق إلى

أن أشابه فعل الحمام

فلا تقتل الطير بعد الوداع

سأمشي على دربنا كالذي كان

يمشي على صفحة الماء

لا غرق يتهددني..

ربما كان قلبي بليلا..

من مجموعة تصدر باسم: "كلمات في دولاب العراة"

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى