الخميس ٢١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٩
بقلم إسراء أبو زيد

حُبى و ذكرياتى الجزء الثامن والأخير

الكثير من المشاعر المتضاربة لم اتخيل انى سأقع بحب صعيدى،، لم يكن من المقبول عودتى مره آخرى لهذا المنزل، بالنهايه انا غريبة وقد يغفرون زلات الغرباء ولكنى اخذت قرارى بعدم العودة يمكنهم طلب طبيب غيرى.لن اعود ادراجى مرة آخرى

وبالصباح الباكر امر على غرفه الوالده أولاُ واذهب لعملى، اصطحبنى السائق وقد احضر هاتفى معه، وفي المساء انهيت عملى وتوجهت لمنزلى، فهاتفنى السائق ان الوالده تريد رؤيتى فأغتذرت له، لانى بأجازة وعائده للقاهرة.

وبالفعل تقدمت اليوم التالى بطلب بأجازة مع تلميحات من عائشه بكلام غير مفهوم، طبعا بدأت الاحاديث حولى كان عليا توقع ذلك.

لم يكن لدى وقت لحجز طائرة فقررت العودة بالقطار، الُقى رأسي من الشباك أتامل الطبيعه وبالحقيقه لم الاحظ اى شيء فقط كنت افكر ببهجت وما دار بيننا.

ويبدوا انى كنت ابحث عن الحب، الحب فقط... رجل يشعرنى وجوده بالطمأنينه و السكينة رجل يملئ الفراغ بقلبى.

عدت لمنزلى استقبلتنى امى بالترحاب وبأكلاتها الشهية. ظللت لثلاث أيام بسريرى اتامل السقف أحيانا وأقر أحيانا أخرى.

امى بالطبع كانت رتبت لى بعض اللقاءات الخاصه كى تجمعنى بنصفى الآخر مره آخرى.

الرجال بالقاهرة يهوون اختلاق القصص لا اعلم لماذا هم ليسوا واضحين وفخورين بأنفسهم كرجال الصعيد، فرغم ما يحدث لهم يتمعون بعزة نفس أصبحت أخبر نفسي ان اى فتاة تأمن لنفسها مع رجل صعيدى سيصونها بعكس رجال بحرى.

الرجال ببحرى يهون اللف و الدوان، الرجال بالصعيد جادوون،لهم هيبة، حتى نبرات صوتهم تنم عن طيبه قلب وحسن نيه.الرجال ببحرى لا اعلم ولكنهم لم يروقوا لى... بالصعيد رجال يستحقون حياة اى إمراه.

بالنهاية قابلت عريس ولم يروق لى وآخر لم اروق له، وانتهت اجازتى وعدت لعملى، عائشه تلمح لى تلميحات غير مفهومة، لم اسئل عن الحج بهجت وعائلتة ولكنها اخبرتنى انهم سألوا عنى و الوالده أصبحت بخير وتتمنى رؤيتى لتشكرنى.

أخبرت عائشه وكنت أعلم ما ترمى إليه: ابلغيها سلامى، لن اجٌارى المرضي بمجاملاتهم لى لا وقت لدى.

كنت قاسيه بعض الشئ ولكن ارتسمت على وجهى ابتسامة عريضة فور خروجي من عملي لأجد الحج بهجت بنفسه بإنتظارى فتمالكت فرحتى: والقيت اليه التحية بشكل عادى –كبرياء مشوب بالخجل – لا اجيد مثل هذه الأمور.الحياة مسرحا للعجائب.

تتملكني مشاعر لا افهمها، غير أن الحج بهجت، عيونه تخبرني الكثير من الكلام، طلب منى ان يصطحبنى للمنزل للاطمئنان على صحه الوالده فأخبرتة انى بحاجه للعوده لمنزلى هناك الكثير من الأطباء غيرى...ورغم جفاء معاملتى، الا ان عيونة كانت تلمع دائما يبدوا ان قلبى أخبرة بشئ فلم يكف عن المحاولات.

ولم يكن لحوحا على الاطلاق تقبل ذلك برحابه صدر، وفي مساء اليوم التالى هاتفنى وبدأنا نتحدث كثيرا ًوسئلنى عن سر سفرى المفجأ، أختلقت الاعذار عن مرض امى

واخبرتة عن امر المزارات السياحيه التي كنت اعدت لرؤيتها.

فوعدنى باصطحابى بننهايه الأسبوع للدير الأبيض فهو يتفائل بهذا المكان كثيرا، ومر عليا بمنزلى وركبت السيارة معه امام الجميع، فقط كنت اشعر انى برفقه رجل مميز، حتى انه طلب منى ان يقص لى ما حدث مرة آخرى فالكلام معى اراحه كثيرا،و امتعنى أيضا، كنت استمع اليه بقلبي.... لاول مرة ايقين ان هناك شخص بهذا الكون يتمنى ان تكون رفيقه و الحياة لا تكون من حيث اتيت.
اعتقد ان المحظوظون فقط هم من يجدون رفقاائهم بهذا العالم، لا يهم اللون او الجنسيه المهم ان تجد رفيق دربك بالحياة.فلا علاقه للايام بالنضج نحن نكبر بمرور الناس بحياتنا

وبالدير اضع يدى بحقيبتى اخرج امولا للتبرع لاجد ورقه خطاب نقلى من العمل، اضئ الشموع والقي الورقه ببئر بالدير فعلى ما يبدوا انى تخذت قرارى

نجلس بالدير فينظر الى بعيونة التى يتغير لونها بالشمس فلا تدرى ان كانت عسليه او خضراء اللون وكأن له اصول أجنبية ليطلب منى أن اخبرة عن نفسي: أوجزت له انى أمضيت اكثر من نصف عمرى مستلقاه على ظهرى بسريرى أُبحلق بالسقف وترادونى الافكار أتحدث لنفسي.. فلم اعرف غير نفسي صديق لوقت طويل... خاصه بعد فشل زواجى الاول ومن ثم نقلى لهنا و القراءه فانا اقرا كثيراً واحب القصص و الروايات خاصه قصص الحب...

فأستمع الى بحب ولهفه وشغف: انتى لا تجيدين الكلام كما تجيدين التأثير.

أحمر وجهى خجلا أتعلم المشكله بالعزوبية انك مرتاح اكثر من اللازم حاولت املئ حياتى بزوج واولاد رغم عدم قناعتى بالشخص، اخبرتنى امى ان الرجال يتغيرون للاحسن بعد الزواج و المسؤليات و لكن الحقيقه الزواج لا يغير الزواج يخرج احسن او اسوء ما بداخلك على حسب، فهى تجربة لمعرفه ذاتك على خقيقتها.

بهجت معقبا: فعلا العزوبيه راحه زياده عن اللزوم، ربما كتب لك الله الخير لا داعى للندم على ما فات، دعينا نتمشي قليلا

ونهضنا من مجلسنا لنتمشي قليلا قبل ان نخرج فساد صمت طويل قاطعه بهجت قائلا: أتعلمين يا دكتورة قرأت ذات مرة لكاتبه لا اتذكر اسمها “ان الحب الصامت يقتل، ولكن هذا ما يحدث غالبا الصمت”..... بما انك تهوين القراءه كيف ترين هذا؟

يحمر وجهى خجلا: اعتقد انى اتفق معها، الصمت و التردد اصبحوا اعدائي.

وعلى باب الدير وقبل ان نركب السيارة وقفت انظر للشمس وقت الغروب بالصحراء و الرمال و الجبال منظر لم اعهده من حيث اتيت، ووقف بهجت يتأملنى انا لا الشمس مما جعل قلبى يخفق وارتسمت على شفتاى ابتسامة كان يعهدها وجهى لاول مرة وكأنى لأول مرة أفرح مما شجعنى لسؤاله اخبرنى يا بهجت: لماذ يعشق رجال قبلى بنات بحرى؟؟

من اخبرك بذلك؟
عيونك
نظر لى مطولا وجثا على ركبتيه

لأبتسم فرحه: ماذا تفعل؟؟ انت تحرجنى

سأفعلها كما يفعلها رجال بحري.

وكانت النهايه او البداية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى