الأحد ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧
بقلم
دمعُ الطّريق
لولا الخَبايا كانَت الخُطواتُ أنقىمِن عُيونٍ لا تَرى دَمعَ الطّريق.يا آخرَ النّاجينَ مِن عَبَثِ الرّحيلِ...ومِن خُطى زَمَنٍ غَريق.لا تَقفُ آثارَ الألى هجَعوا ليَنهَضَ موتَهُممِن كَهفِ غاياتٍ تَضيق..لا عُمرَ للشَّفَقِ المُطاوِعِ للظّنونِ الرّاحلاتِ إلى المَدىالمَخبوءِ خَلفَ نُعومَةِ الموتِ المُخالِلِ للسُّدى..المَوءودِ في وَجَعِ النّوايا الفاتِرَة.دَعني أُعيرُكَ –دونَ جَدوى-رُزْءَ مَعنى أن يصيرَ غَدي هَواكَ..وطَعنَةً في الخاصِرَة.مثلي يصافحك الغِيابُ، ليستفيقَ مِنَ اشتِهاءِ عِنايَةٍتُبقيكَ صَبًّا في انتِظارِ سَحابَةٍ،يبتَلُّ ظِلّكَ مِن صَداها، ثمَّ تَمضي حافِيًا...والريحُ تُغلِقُ مَنفَذَ الشّمسِ الأخير.يمتَدُّ وَجهُكَ مثلَ قارِعَةِ الطَّريقِ؛ومثلَ أرتالِ البَراءاتِ المقيمَةِ في خَريفٍ قَد أوى...خَلفَ ابتِسامَةِ ثَغرِكَ الدّامي، ويمضي مالِحًا...كالسِّرِّ تَكسِرُهُ المَرايا والهَواء.هَبَّ الخَريفُ، أعِدَّ حُزنَكَ قَد يَقيكَ...مَصارِعَ الكُثبانِ أسرابًا على بابِ الفُحولَةِوالمدى رَملٌ، وأنثاهُ طَسَم..حُبلى ظِلالُكَ، عُد، تَمَخَّض، أيها المَغروسُ في جُرحي، ولِد...مِلحًا لخُبزِ خِيامِنا الثّكلى، ولِد...ريحًا تَهُزُّ جُنونَ صَحرائي؛ فتلبِسُني زمانًا...باتَ يَغتَرِفُ المَنايا مِن رِمالٍ بَردُ كَفَّيها سَراب.قُم يا غَريبُ، وهُزَّني...لصَهيلِ مَوتِكَ غَضبَةٌ لا تَستَريحقُم، واعتَنِقني،واكلأ الكُثبانَ -كَي تَصحو- احتِقاناتِ الجَريحقُلني، فقَد كَفَّت يَدي أحوالُها أن تَمنَحَ الأقوالَ روحتَستَكمِلُ الأزمانُ رَعشَتَها، وتَصحو،فهيَ مثلي الآنَ مِزمارٌ كَسيح.هيّا تَمَخَّض، قل كلامًا ما خَبَت أنفاسُهُ...هيّا! ستَفتِكُ بي تَضاريسُ الغِوايَة.تَلِدُ الرّياحُ جُنونَها،وتظَلُّ تَبحَثُ عَن مَخارِجَ في قلاعِ الرّملِ...تستَسقي الذُّهول.والرَّملُ... كلُّ الرَّملِ.. في بيدي خَجولكَم مُخجِلٌ... أنَّ الحقيقَةَ لي.. وأني عالِقٌبين الخواءِ، وبينَ ما تلدُ الخديعَةُ في انتظارِ دَمي..وأجهَلُ كيفَ أجمَعُ أضلُعي.كَم مُحزِنٌ أن يَعتريني الصّمتُ خُلوًا من معاني الحبِّ مُذ...دَنَّستُ طُهرَ الذّكريات.وغدا رَصيفُ الصّبرِ أضيَقَ مِن خُطايَ؛غَدَت حواراتي ارتِباكًا في مَداراتِ الظّما.ورَداءَةُ الطّقسِ المخيِّمِ تبتَني...خِيَمَ التَّرَقُّبِ في شَراييني، ويبهَرُها الصّدَأ.ما ظلَّ للأحلامِ مِن ليلٍ لتحمِلَني إليه!صارَحتُ لونَ الزّنبَقِ الموعودِ بالذّبول:كَم خادِعٌ يغدو المدى في زَحمَةِ الفُصولوالليلُ يلبِسُ عُذرَهُ لونًا من الذّهولوالعمرُ يغدو أذرُعًا تمتَدُ بالفُضولصارحتُ لونَ ربيعنا المولودِ للأفولأخشى عيونَ الشّوقِ أن تدري بما...فكَّرتُ أن أقول..ردّت جمارُ الجرحِ والغُربَة:ما نفعُها الأشواقِ والرّغبةوصهيلُنا الموجوعُ يمنَحُناخيطًا مِنَ الرّهبةيمتَدُّ مِن دَمِنالمرارَةِ النّكبة؟