الخميس ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم رضوان خديد

دَمْعُ الفراشة

يستطيع الكاهن أن يُطالع التفاصيل الصغيرة، إنها سرُّ قوته والحاجة إليه وهي أيضا سبب تعاسته و عذاب روحه وذوبان جسده. هاهو الكاهن قد نَظر إلى ما لا يُرى، أبصر ما لا يُشاهد. وقعت عيناهُ على دمعة فراشة على جدار، نسي أنه في قُدّاس وأن القوم ينتظرون منه كلام كل يوم، ينتظرون التراتيل المألوفة. لكنه وقع في شِراكِ دمعة الفراشة فأنطقته بما فيه.

دمعُ الفراشة على الجدار
وفي عِطر الياسمين
صورةُ امرأةٍ تلبسُ الحب
و الشعر
تلبس ثوبا من الأرجوان
وعقدا من المحارْ،
و أنا الكاهن الذي يصنع تعويذة الخلاص
أنا الكاهن الذي يعرف أسماء الأجداد والرَمَاد
ويعرف مسالك النجوم
و منازل الأقمار
و أخبار الليل
وتركيبة الافتتان
و شرابَ الموت.
 
دمع الفراشة على الحيطان
أنا الكاهن الذي يغتسل بالمداد
و بالنبيذ القديمْ
أنا الكاهن وهذه صلاتي ترفع قرابينكم
فوق الخطايا
وعلى كفي من الحِناء مدائنٌ وطلاسمٌ
و هذا حزني في قلبي يقتلكم
لو أفتح نافذتي.
 
دمع الفراشة على الحائط القديمْ
كل الحروف تَلَوَّنتْ بحُزنها
فهل نعود إلى حيث الياسمينُ
ينطقُ بأسمائنا كلَّ مساءْ؟
يا شهوة الليل
هل نعود إلى ممالك النرجس؟
يا شهوة الليل
هل نعود؟.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى