الخميس ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٣

رسالة الى والدي

أحلام الغزاوي من القدس

مقيد بسلاسل صدئى ...يصارع ظله في زاوية الغرفة المتداعية الأركان ...يحاول ال خلاص -دون جدوى- ولكن .. بريق أمل من خلف القضبان يلمع هذا الأمل فيرسم بسمة صفراء على وجه الزمن .تضاء الغرفة ..ويُسمع صوت تصادم المفاتيح ...

ولج الباب بعد أنا دفعه الى الداخل بقبضته الحديدية ...يتابع سيره الى أن يصل الى الركن المتداعي ،يهبط بأنظاره نحو السجين ..يكشر عن أنيابه .يضع صحاف طعام شبه فارغة امام جسد هزيل _يتكون من عظام دقيقة تكسوها صفحة من الجلد الممزق لا تكاد تستسرها ولا تكاد الصحاف تصل الى الأرض إلا وقد هاجمها فم يحاول التعويض ع يدين عاجزتين لما أحاط بهما من أغلال .

ركلة قاسية تلك التي وجهها السجان الى الجسد المتداعي قبل خروجه . كانت مؤلمة حقاً .ولكن يكتم الألم فلا يسمح للسجين بإصدار أي صوت في زنزانت وإلا .......
هذا هو الأمل الذي لاح له من بعيد ، وحش ٌ قاسٍ يحمل آخر أمل للبقاء .الجوع لأيام طويلة ثم وقبل الموت يقدم لهم شيء يدفع الموت عنهم ليستمر عذابهم ويطول ..هذا هو أسلوبهم .وهذه هي طريقتهم ...فما أبشعها.

يطفئون شموع بلادي كما يطفئون سجائرهم في أجساد السجناء ..ويجتاحون مدناً وقرى ويبيدونها كما يفعلون بأسراب النمل في بيوتهم .

أما صرخاتنا فهي صرخات في وادٍ مغلق يتردد صداها في كل مكان ، ولكنها لا تخرج الى الفضاء لتسمع .هذا هو حالنا نقتل ونباد أمام العالم بأسره ولا يهتز لهم جفن.

: أبي الحبيب

تحية عطرة برائحة تراب غزة والجليل .تحية ندية بدموع الأم الثكلى والطفل اليتيم . تحية لرفاقك في الزنزانة وفي قبور القدس .أود سؤالك أولا عن حالك : فأنا أجهل أميت أنت أم حي مع أن الإحتمال الأول وارد أكثر.ولكني سؤومل نفسي بحياتك ،فأنت رمز للصمود تماماً كشجرة الزيتون المنتصبة أمام باب بيتي شبه المهدوم.
د
أما الآن وبعد السؤال عن حالك فسأروي لك حالي وحال أفراد قريتي.فنحن مذ فارقتنا لا يسمع فينا صوت صغير ،وليس ذلك لشيءٍ سوى أنها لم يبق فينا صغير .

ولم نعد نرى شيخاً متكئاً على عصا فلم يبقى الإحتلال على شيوخ ليتكئو على العصي . ولم نعد نرى إمرأة أو شاباً فطعنات الإحتلال فينا شيبت كل شاب.
وبعد كل هذه المقدمات .أود يأأبي أن أجهر بالحقيقة ......لم يبقى في قريتي غيري ليكي لك القصة . واليوم تأوينا الملاجئ وتصلنا المعونات المسممة بشعار المحبة والسلام.

أبي هذه رسالتي السادسة عشرة التي أرسلها إليك دون أن يصلني أي رد منك..فهل ستجيب على رسالتي هذه ؟
إبنتك
(ردت الي الرسالة وقد أضيف الى المظروف كلمتان المرسل إليه متوفى)
الصف الأول الثانوي

أحلام الغزاوي من القدس

مشاركة منتدى

  • أعتذر عن بعض الأخطاء الإملائية وفيما يلي إشارة اليها والى تصحيحها:
    السطر الأول:ال خلاص...الخلاص
    السطر الخامس:ع يدين....عن يدين
    السطر الثامن:زنزانت....زنزانته
    السطرالسادس عشر:سؤومل.....سؤأمل
    السطر العشرون: ليكي...ليحكي
    السطر الثالث والعشرون: الصف الأول الثانوي(جملة زائدة)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى