الخميس ١٣ أيار (مايو) ٢٠١٠

روبيرت روجديستفينسكي

شاعر روسي

روبيرت روجديستفينسكي من أعلام الشعر الروسي في النصف الثاني من القرن العشرين، كانت ولادته عام 1932 في سيبيريا . في مرحلة الحرب الوطنية العظمى ذهب معظم أهله إلى الجبهة وعاش هو في بيت الأيتام مما ترك أثرا في روحه وظلالا في نتاجاته فيما بعد. أنجز دراسته في معهد غوركي عام 1956 وبدأت أولى مجموعاته بالظهور منذ أواسط الخمسينات . تمتاز أشعاره بالحس الإنساني مع نبرة خطابية حماسية تتناسب وأجواء تلك المرحلة، فبطله متحمس ومقحام ومع ذلك يبدو في بعض أشعاره تواقا للانتقاء والتأني والغوص في بعض جوانب عمق النفس الإنسانية . ركز روجديستفينسكي أيضا على النضال من أجل السلام العالمي، وجماليات العلاقات الإنسانية كمعطى قائم بنفسه يتبدى في الغيرية بشكل خاص ، وله نبرته وأسلوبه الخاص في الأداء الشعري والطابع الانتقادي مما يذكر بنهج ماياكوفسكي .لكنه حاول في نهاية الستينات والسبعينات أن ينوع من إيقاعاته الشعرية والخروج من إسار القصيدة الصاخبة والتوجه نحو الظلال الوجدانية .

من مؤلفاته أعلام الربيع 1955 والجزر الضرورية 1962 وابن فيرا 1966 والبؤيمات الجنائزية 1970 ورادار القلب 1971 وقد تحول العديد من قصائده إلى أغان واسعة الانتشار . وتوفي روبيرت راجديستفينسكي عام 1994 وما زالت الأوساط الأدبية تحتفي به باعتباره أحد ممثلي القصيدة الروسية الحيوية.

قصائد لروجديستفينسكي

السماء الواسعة

يارَفيقي

ما جَرى لا يُنتَسى

مرةً في سِربِ طياراتِ تدريبٍ

صديقانِ معاً في الطائِرة

أوسَعت في الخِدمَةِ امتدَّت – وفي

قلبيهما – كانت سماءٌ واسِعةْ

تكفيهِما أيضاً معا

طارا ، تَعمَّقتِ الصداقةُ فيهما

كادا إلى عُمقِ السماء

أن يَمُدا في المدى أيديهِما

حتى أتت تلكَ المُصيبة

حلَّت كدمعٍ إذ يُرقرَقُ في العُيون

وهُما بجوفِ الطائِرة

إذ تَعَطَّل فجأةً فيها المُحرك

وعليهما أن يَقذِفا نفسيهما

غيرَ أنَّ الطائِرة

كانت تُحلِّقُ فوقَ أحياءِ المدينة

سوفَ تسحَقُ كلَّ حيٍّ وتُمزِّق

عمرَ آلافِ البَشر

هاهيَ الأحياءُ تبدو للنظَر

لا يجوزُ القفزُ لا

قرَّرا أن يَمضيا

نحوَ غاباتٍ قريبة

أن يُبعِدا شبحَ الدمارِ عن المدينة

.. فلنَمُت نحنُ .. لكي تبقى المَدينة

كالسهمِ مَرَّت في السماءِ الطائِرة

ثم حلَّ الانفجار

وارتجافٌ هزَّ أشجارَ البتولا

لا عشبَ ينمو لو لحين

في رقعةٍ حُصِدت بِجِسمِ الطائِرة

إذ ذاكَ خَمَّنَتِ المدينة

.. علَّهُ التدريب..

أروعُ الشُبّانِ .. للوطنِِ الرائع

في القبرِ يضطجِعان

وسطَ دائرةِ السَكينة

والمهابَةُ في جلالٍ مُضيء

تنظرُ الآنَ إلى الوجهين

وسماءٌ واسعةٌ واحدةٌ للاثنين

********

لا تزعج أحدا

دفءٌ عمَّ المتحف

إذ ما مِن أحدٍ فيهِ سواي

لكن يَخطو قربي

في القاعاتِ مديرُ المتحف

واللوحةُ – هذي الضخمة – يبدو

رُسمت قبلَ الحرب

وتُعبِّرُ عن ماهيَّةِ ذاكَ الزمنِ

ولها اسمٌ جدُّ غريب

( لا يُزعِجُ أحدٌ أحَدا )

فوقَ المقعدِ – وكما فوقَ العَرش

المانحِ معرفةَ جميعِ الأشياء –

جلسَ رجالٌ في طبعِهمو العِند

جَلسوا بهدوءٍ بهدوءٍ صَلبين

وبَدوا مثلَ الأملِ لصيادينَ عَجائِز

وكأنَّهمو المعنيونَ بأيِّ دِفاع

كي لا يُزعجَ أحدٌ أحَدا

ستافرا *

خمرٌ

زيتون

لا يُزعِجُ أحدٌ أحدا

وامرأةٌ ما في الخلفية

لبَست شالاً وشَّتهُ الأزهار

تبدو آثمةً في شيءٍ ما

وهنا لهمو الأمرُ مُناسِب

تبدأ هذي الثلةُ

وعظا ، أحكاما عادلة

منطلقين

من كونِهمو رِجالا

وبفخرٍ يتلونَ قَرارا

يعلونَ الكأس

يجتِرعونَ وما يَدرون

أنَّ الحرب

سوف تُغيِّرُ كلَّ مَسار

وأحدُهم سينالُ كثيراً من أوسمةِ التقدير

والآخرُ يغدو عبداً للألمانِ ويُعدم

والثالثُ أكبرُهم ذاكَ الواثقُ

يُقتلُ قربَ مدينةِ خاركوف

أما المرأة

فستغدو أرمَلَةً

لا يزعجُ أحدٌ أحَدا

• نوع من أنواع السمك

**********

النبع

أعِرِ انتباهاً لخريرِ النبعِ طيباً وانحَنِ

نحوَ المياهِ إذا بَدَت لكَ فجأة

ما النبعُ حجماً غير راحةِ طفلةٍ

والماءُ حلوٌ مثلُ راحةِ طفلةٍ

إنَّهُ نبعٌ ضئيل

حتى ليَصعُبَ أن تَراه

وهو مغمورٌ بَعيد

لكنَّه هوَ ذاتُهُ

ليسَ يُدرِكُ أنَّهُ يَمضي يَسيل

ليسَ يَفهَمُ هاهُنا دوماً يَسيل

سوفَ تنساهُ ولا شكَّ لكونِك

سوفَ تحيا دونَ هذا النبع

لكنَّهُ يبقى لهذي الغابةِ

مثلما الشريانُ يَسري في الجَّسَد

***********

ديالوج

أأُعطيكَ الحُب ؟

 أعطيني

لكنَّه في الوَحل

 لو موحِلا أعطيني

سأخمِّن قليلا

 خمِّني

وأودُ أن أسأل

 إسألي

إنْ قَرَعتُ

 سأفتحُ

وإن ناديتُ

 سآتي

ولو إلى الفَجيعة

 لو إليها

وإنْ كذبتُ عَليك

 سأسامِحكِ

آمركَ أن تُغنّي

 سأُغنّي

اطردْ أصدقاءَكَ

 سأطرُدُهم

آمُرُك أنْ تَقتُل

 سأقتُلُ

أقولُ لكَ مُت

 سأموتُ

وإن أشرفتُ على الغَرق

 سأنقِذُكِ

وإن جاءَ الألم

 سأتحمَّل

أو اعترضَ جِدار

 سأشلَعُهُ

وإنْ بَدتْ عقدَة

 سأقطَعُها

وإن مئةُ عقدة

 وإنْ كانتْ مئة

أأعطيكَ الحبَّ

 أعطيني

محالٌ وأبعدُ من بَعيد

 لماذا ؟

لأنَّني لا أحبُّ العَبيد

شاعر روسي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى