الجمعة ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم مهتدي مصطفى غالب

زمن الشعر الهشيم

هو عمر آخر...
يمضي بين الضلوع والثواني
يرخي أسماله في دم الوجع
يمشي صوب صحرائك الموحشة..
لنركض معاً ....
أنا وأنت
كأنني البحر ...كأنك القصيدة ...
كأنني الماء ..كأنك الدهشة...
كأنك المرأة تغتسلين بدمي
ولا أنثى إلا يداك
تحضنني في هذا الصقيع الدائم
 
** ** **
هو جسد آخر يذبله العطش ..
والحلم على شفتي ...قتيل
والشعر بقايا روحي الباردة
نفر من أدغال الظمأ
وعلى أثدائك تركض العواطف ...
فراشات للعشب
تلاحق خطو أزهارك
وعلى وجهك تتسع البلاد
 
** ** **
تمددي على أضلعي كاللحم
إني متوحش ...
لا الجلد جلدي
لا الأصابع في كفي
هي نارك تخنق حبري
والعمر آخر الكأس ...
آخر الرمق ..
يمشي على أسيجة الحقول
وعلى أجنحة الحمام ...
ترتسم سماء تضجُّ بالحكايا ...
فيتلفع الموت بجلدينا
ونذهب صوب بحار دافئة
كما الديمة المهووسة بالأرض ...
تأخذها الرغبات صوب الشتاء
 
** ** **
حاولت ...
وما كنت معي ...أين أنت ...؟!
حلقي يغسل الماء
وأقول:
هل تشرقين على فمي ...
حين يشقق اليباس لماي
آه ...أيتها القصيدة العنيدة ...
كالسيف أو المقصلة
كالمجزرة أو الطعنة الأخيرة
إني يائس ...
وهذا القلب قوي ...
دميَّ آسن
رأسي على حجر الضباب ...
يرقد كالشجر في الزمهرير
يشرب كأس النسغ ...
خمراً بلا ماء
وقمراً بلا دماء
 
** ** **
أعلق ابتسامتي يمامة و لا تطير ...
هذا فمي لا تذبحيه ...
ووجهي رميم ....
العواصف الراكضة خلف الغبار ...
هذا فمي ..لا تذبحيه..
حين هوائي
قبلة فاترة ...
ورئتي محبرة
هذا فمي لا تذبحيه ...
حين سمائي عسكر ....
وقلبي مجزرة
 
** ** **
ينهض السرير من دمي ...
أتوجه إليك
والليل عباءة شجرٍٍ...
يبلل وجهي بالندى
وقتلي على مدى خفقتين
 
** ** **
كل المواعيد ...
يرتديها وجهك ويسافر
وغداً...
تموتين أو أموت ...
والليل لا يشرب الخمر !!...
بل دمنا واحة الكون الأخيرة
 
** ** **
هي بحار تغني
واللؤلؤ في كفيك
يصيىء كالعقرب
قلبي على قلبك يهدأ
والأرض تهدهدني بأراجيحها
وأنا إلى الموت أمضي ...
منفياً من خلقي إلى موتي
منفياً من روحي إليك..
و الأرض تهدهد الطفولة فيَّ ...
وأنا لا أرى إلا الفراغ
والشعر ينتابني حمى طفولية
هواجس كالأشجار ...
تقيم على أصابع حبري ..
مواعيداً لنخيل عينيك
وكلما شرَّق الغزو صوب القلب
سأحبك أكثر
كي أتسول الحرية ..
بالخنجر ..لا بالدعاء
 
** ** **
آه ..أيتها الحرية ...
أنا من رأى ...
نيرون القصيدة ...
يلتحف البرد
خشية الاحتراق وحيداً
أنا من رأى ...
ظلك المنفي ..
من ديار الله الواسعة
كالشبح ..
يترنح بين المقابر كالسكارى
 
** ** **
آه .. يا أنت ...
أهفو إلى صدرك ...
أنام ولا تنامين ...
تأتين حين أشاء ..
وأشاء حين تأتين
لي فيك بعض قبلات ومواد لقاء..
وأكف لا زالت كشمس الصباح
هو الحب قبصة العمر..
ومذاق عيشنا الوحيد
نامي على جلدي ...
التحفي طعم الملح
حين موجك يمخر صدري ...
فتترجل الشهوة صوب جسمي
وأنا الصراخ والدمع الجميل
وأنا الدفء والعشق العتيق
وأنت أول الخلق ...
وأنت آخر العشق
وراحة تنبع من كف المستحيل ...
قلت أحبك ومت
من سمح لي بالموت وحيداً
وغرقُنا معاً ...بحرٌ صديق
فيَّ أنت ...
من يحتاج الموت ليعاود العيش ..
أنت أم أنا ؟؟!!
من يحتاج الشمس لتسكر السماء ؟؟!!..
أنت ... أم... أنا ؟؟!!
من يفتح هذا القبر ...
ليبعث القمر من جديد
وتخرجين من رحمك
أحبك ...
هل فقدنا عصافير اللذة
لأرقص على صدرك حين الموت
وأحمل جثتي وأنبح ...
في هذه الصحراء الباكية ..
يا سفينة الروح
وقلبي ...
جريح وقتيل
هو الكلام ...
مستحيلٌ .. مستحيلْ
والشعر ...
مستحيلٌ ... مستحيلْ
والعيش ...
مستحيلٌ ... مستحيلْ
في هذا العالم الفسيح ...
لاحتواء القتلة ...
والطغاة ....والحروب
وهشيم القصائد والضحايا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى