الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥
بقلم أشرف بيدس

زينا

بحثت عنك فى كل مكان وزمان. لا جدوى.. لا عنوان. وتعقبت خطواتك. أنفاسك. كلماتك. همساتك. وتلصصت على الجدران. وصرخت فى الريح وفى العتمة وفى النور. وضربت الودع وفعلت السحر. وتمنيت أن تأتى فى ليلة عيد. مرتدية ثياب العرس. والفرحة مرسومة في عينيك، والدنيا تضحك من بين شفتيك. تمنيت تأتى نفسى بعد طول غياب. لكن العمر يمر دون بشارة!! طال الوقت وطال غيابك. ويئست من كل الأشياء. وفقدت الثقة وفقدت الصبر.

سافرت بعيدا بعيدا حيث بلاد العشق والترحال. وسألت حبات الرمل وأوراق الشجر ورذاذ المطر. والريح العاتية العاصفة. لم أخش شيئا. عبرت بحور الدنيا وغصت فى الأعماق. وسألت اللؤلؤ والأصداف عن طيفك عن اسمك عن رسمك عن ظلك. لا جدوى لا عنوان. ورجعت حزينا مهموما تثقل كاهلى الأحزان. تتراكم على صدرى جبال الملح.

أشفقت على حالى من عمرى الضائع. الليل يطول. والبرد يجر صقيعه، لا ملجأ لى. أتجمد من شدة وهنى. لا قمر يأتى ولا يبدو فى الأفق. والنجم القابع يتحسر. يتأوى. ورأيته كثيرا يبكى.

اعتصر قلبى حزنا. أكلتنى الوحدة والسقم والهذيان، وتمنيت فى لحظات اليأس الموت. تمنيت الذوبان. لكن قدرى أن أحيا طيلة عمرى أبحث عنك.

في الطرقات الوعرة أتحسس دربى. أتلمس آخر بقاياى. يمضى العمر المزهوق من بين يدى. تمضى الأيام السوداء وئيدة بطيئة، ينفطر القلب المحموم بركانا. تدمى العين الساهرة بالحرمان، يأتى الصبح شريدا مطرودا لا يحمل أى ملامح طفولية. ما بين الأبيض والأسود تتراكم ألوان الطيف. ولا جدوى ولا عنوان.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى