الخميس ٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم طارق موقدي

صبيحة بحر

أوقفت حاسوبي..وأغلقت الهاتف المحمول منه، والثابت كان مفصولا ليلة البارحة، وحملت أشلائي، ودفتري الصغير، مع قلم رديء الصناعة وخرقة رثة من القماش...وباعدت الخطى صبيحة اليوم مسرعا باتجاه البحر.
كانت الرمال ما زالت على عذريتها..كما الليلة الماضية.
لم يترك المد القمري لعناق العشاق وتدحرجهم على الشاطئ اي اثر....ففي كل ليلة يطوي البحر صحيفته المائية ليولد من جديد.
 
بريق شراع قادم من العمق بعيد.......
كأن اللانهاية هناك اجتمعت بكل دقائقها
وعند الشاطئ تنحسر اليابسة معلنة نهاية الطريق
على الحد الفاصل بين اليابسة والماء أقف
فانا انتمي لأثنيهما (طين وماء)
لكني انحيازي المطلق لمياهي الإقليمية، لانها باختصار كريات دمي الحمراء.
 
في تلك اللحظة تذكرت ما قالت قبل يومين:
كنت على البحر، واشرب قهوتي الآن اذ عدت إلى مخدعي...
ترى لو كنت كذلك وقتئذ...؟؟؟
 
هل تلتقي بعض كرياتي الحمراء مع الأبيض من كرياتها..
 
رغم اختلاف البحار...وانحسارها
ورغم تعدد الاسماء والأسماك وأنواعها
لا شك تراودني كراتها البيضاء عن نفسها
 
كذاك دمي..فصيلة دمها
 
لها وللبحر عشقي.
بعض عيدان طفت عن قدامي
التقطت واحدا وحفرت في الرمل المبتل حرفا
قبل ان ارفع العود كانت الموجة الثانية قبل الخليقة
قد بداءت، جاءت مهرولة متعبه
وألقت بنفسها عند قدامي كذلك.
اعدت كتابة الحرف بسرعة فائقة
هذه المرة تأخر الموج
فقد شاهدت عناق موجتان
نتيجة العناق كانت مذهله
زبد أبيض أبيض أبيض
تلاشى في موجة ثالثه
اعدت حساب الثواني
بين الدرجات هبوطا مرة
ومرتين ارتفاع........
دبكة بحرية الخصائص والطباع
لحن يقود فريقا لا متناهيا من العازفين
ما أروع الإيقاع.
 
لم يدق هاتفي المحول
لكن قلبي المحمول دق
 
أقسمت أنها كانت تراودني عن نفسها في المنام
قالت لي موجة مهيضة الجناح
عطفا بها، مسكينة حبيبتك البعيدة
ألا سمحت ولو مرة لطيفك ان يعانق طيفها؟؟
 
حملت بعض أشلائي وتركت دفتري للموجة الصغيرة
وعدت مهرولا إلى السرير بدون قلم.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى