الأحد ٢٩ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

صخرة الصمود

جالس أنا على صخرة زمن ليس زماني أرى و أراقب ما يجري. أرى المناضل الحقوقي يحتج ويصرخ: ليسقط الفساد. أرى المثقف معتصما أمام وزارة الثقافة وهو يصيح: ليسقط رموز العهد القديم ولتعش الديمقراطية والحداثة والكتابة الرائدة.

أرى امرأة تدافع عن حقوقها المهضومة وتقسم أنها لن تفرط فيها مهما كانت التضحيات.أرى وزيرا يتعهد أمام البرلمان أنه سيخدم الصالح العام بالليل والنهار وبالنهار والليل. أرى الشاعر يكتب القصائد وعيناه على القمر والنجمة الوحيدة. وأرى القاضي يدرس الملفات ويسهر إلى آخر دقيقة من الليل للتأكد من أن الحكم سيكون عادلا.

أرى و أرى و أراقب.

أرى المناضل الحقوقي جالسا في ركن مظلم من مكتب مظلم توزع فيه الغنائم و الوظائف والامتيازات بصمت ترتعش له أشباح الأزمنة المظلمة. أرى المثقف يسيل لعابه وهو يحاول فتح ظرف تحت مجهر الواقع المر.

أرى امرأة من أشرف النساء مستلقية على أريكة مسؤول كبير كم كان صغيرا وحقيرا ذات يوم بعيد. أرى وزيرا لا يرتاح له بال إلا بعد الاطمئنان على صحة كلب وقطة ودمية ابنة زعيم حزبه.أرى قاضيا يساوم امرأة على شرفها ورجلا على كرامته و يتيما وأرملة على ضعف ملفاتهم.

وأراني أنا الجالس على الصخرة صائحا، باكيا، نائحا: يا رب ارحم ضعفي واغفر لي.. واحفظ وطني العربي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى