الاثنين ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم عبدالكريم عبدالرحيم

ظلال المكان ..

تباركَ دمعُكِ يحملُ وجهي
إلى حزنِهِ
تبارك صمتُكِ يهطِلُ فيهِ
كلامي على وهنِهِ
يجمِّعُ فيَّ احتضاري
تهزُّ معانيكَ قضبانِ هذا المقام ِ
اعتذرتُ إلى الموتِ، كانتْ تراودني الساقياتُ
ليصعدَ في " اللوحِ " آخرُ ما تشتهيه الوصايا
فأدنو على حجرٍ من رفاتي
ضنيناً شقيّاً أعود البرايا
يضمِّدني الوردُ ينزعُ بعضَ بكائي ،
وتعلنُ عطري يدايا
 
أعودُ ، أغيبُ ، تنوسُ القناديلُ
غيمٌ رقيقٌ يشفُّ يهدهدُ يقبِلُ كي تستريح الصبايا
ويغزلنَ دفئاً لعشاقهنَّ
يلوّنَ ماءَ العناقِ ،
و يرسلنَ فيه غنائي
لكِ اللهُُ يا أمَّ أطفاليَ الزغْبِ
ما لي نسيتُ
العصافيرَ والبيتَ . .
وجهي
وأسماءَ أحفاديَ الطيبينْ
تباركْتِ
دوماً أفتِّشُ عن ذكرياتي أمام حقولِ
الطفولةِ
يحرجني الحبُّ
فتنةُ عينيكِ ظلُّ مكاني
تمدَّدَ في رئتيَّ يلذُّ الهواءُ
وماء المحيطِ يخالط جلدَ الحكاياتِ
في الأبيضِ المتوسّطِ أسألُ صوتَ الزمانِ :
أكنَّا هنا حينَ تنهدُ طفلةُ أيامِنا في الكتابِ
القديم على سرَّةِ الماءِ تستعذبَ الشفقَ الأنثويَّ
أتوهُ وتجمعُ مقهى الرصيفِ أغانيَّ
يا امرأةً لمْ تمتْ في ظلال المكانِ
كفاكِ الدخولُ إلى حضنِ هذي الحجارةِ
يا وردةً من حنينِ الأسيرِ إلى عشِّهِ الأسريِّ
إذا غابَ فيه الندى
وأسألُ عن عاشقٍ
شفَّهُ الزهدُ ماذا تركتَ
- ترابٌ يعانقني كالحبيبِ
فأولدُ بعدَ الرحيلِ
على مزنهِ
ترابٌ تفتَّحَ للعشقِ
ينبتُ في مقلتيه الغزلْ
دفيء عناقُ الكلامِ
ووجهكَ شمسٌ تمدّدَ كالبحرِ
يفرشُ لوني على لونهِ
أتمنحني الروحُ زهرَ القصيدةِِ
والبردَ والدمعَ
كي لا أخون الغبارَ
أعرّجُ من " ساحةِ الشهدِ " أروي دمي بالهديلْ
وهذا المكانُ أيصبحُ وجهي
لأخسرَ صمتي الثقيلْ
وأبدأَ عمري الجميلْ
وكيفَ تغامرُ أرضٌ بأحبابها
يا زمانَ المغني أنا السرُّ
يحبسهُ المستحيلْ
ويطلقهُ
مدناً كالسرابِ
وأخرى تردّدُ خيباتها لا تعودُ
أيا مدناً كالصبايا جميلٌ
مرورُكِ بالبالِ إن طافَ دمعي
وغابَ البريدُ
لماذا توسدني الشوقُ بعدَ اغتصابكِ عينيَّ
في حضرةِ المشتهى من جمالكِ
ماذا يقولُ المحبُّ !
وإن كنتُ بعضَ مراياكِ
ماذا وماذا أعيدُ ؟
تباركَ دمعكِ حين افترقنا
وحينَ التقينا
فهلْ ... في دمائي أراكِ ؟
وهلْ ... من دماكِ يهِلُّ النشيدُ ؟
"يطولُ الطريقُ يطولُ ... يطولُ "
وتكتبُ في الذكرياتِ الطلولُ
وأنى تلفتَّ
مازالَ فينا مكانٌ
يكادُ من العشقِ شهداً يقولُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى