السبت ٢ آب (أغسطس) ٢٠٠٣

عادات لا دين !!!

حسا م أبو جحجوح – غزة

عادة الزواج في بلادنا تاتي ضمن سياق قبلي عشائري فالفرد منساق ضمن الجماعة كالشاة مع القطيع ، خياره هو خيار المجتمع الذي يعيش فيه ضمن علاقة متشابكة لا يستطيع أن ينفك منها واذا حاول ذلك فانه يضطهد أو ينبذ ، فعندما يصل الشاب أو الفتاة إلى سن الزواج يبدا الاهل برسم محددات الحياة للشاب مثل عمر زوجة المستقبل ، وجمالها ، ونسبها ، ومؤهلها ....الخ وحتى لو قام الابن بوضع شروط مسبقة فانه غالبا ما يتم التنازل عنها على العلم بأنها تكون شكلية ليس أكثر .

فالشاب الفلسطيني يختار ولا يختار لانه يكون اتفاق ضمني على ماهية العروس ولا يكون الوضع أفضل بالنسبة للفتاة فمهما رسمت في مخيلتها من فتى احلام إلا أنها تبقى اسيرة الاختيار الجماعي للاهل .

فمثلا إذا كان الشاب أو الفتاة يتمتعان بمواصفات مقبولة إلى حد ما وظهر احد ما في عائلته ذو سمعة غير طيبة فيكون الارتباط مستحيلا.

فالشاب في زماننا هذا ياخذ وضع أسرته ومدى مقدرتهم ماديا وليس بمواصفاته المستقلة التي تحدد شخصيته بمعزل عن عائلته ، فكثيرا ما ترى الشباب يظلمون أو يظلمون ، فالاول إما إن يكون احد افراد أسرته ذا سمعة سيئة والاخر يكون الشاب " تافها " في أسرة ذات سمعة جيدة .

وقال الله تعالى في كتابه الكريم " ولا تزرو وازرة وزر أخرى " فمن يستمع ويفكر ويتدبر هذه الاية الكريمة يعي تماما إن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ونحن في مجتمع يعيش حالة اقتصادية سيئة فلماذا الغلاء في المهور وعمل مظاهر كذابة ليس لها معنى وهذا من الاسباب الرئيسة التي تعيق الزواج ... ونتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المقام " اقلهن مهرا اكثرهن بركة " فالمهر المرتفع وتكلفة الزواج المطلوبة حاليا تجعل الشاب يضطر استلاف بعض الاموال من اهله مما يترتب عدم استقلالية الشاب .... فكيف نريد منه إن يتخذ قرارا في شريكة صادقة وهو لا يستطيع إن يستقل عن اهله ، فحتميا تكون النتيجة إن يتخذ قراره وفق قرار الاهل لنيل رضاهم ومساعدته .

غاية الشاب من الزواج واصراره عليه اليس بناء أسرة صالحة تتكون من اب صالح وام صالحة واولاد ذو خلق حسن وان تبقى الأسرة سعيدة إلى الابد..................

فكيف يكون ذلك وهو لم يستطع الاختيار، بالاحرى الظروف تفرض عليه بان لا يختار، ففي رايي إذا بقيت الجماعة اقصد الأسرة التي تخطط للشاب والفتاة فان هناك بانتظارنا مستقبل مشرق بالمشاكل التي لا تتوقف ولا تعرف للاخلاق حدود ولا للابجدية معنى ويتربع هنا في مجتمعنا على راس هذه المشاكل " الطلاق " ومن المعروف إن نسبة الطلاق عالية في مجتمعنا ، هذا عدا عن المشاكل الاسرية التي تخلق الكره والبغضاء بين العائلات والتي تؤديي إلى التفكك الاسري .

واخير ا السؤال الذي يطرح نفسه : كيف للجماعة " الأسرة " أن تحدد موضوع الزواج ؟!! والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال : يا معشر الشاب من استطاع الباءة منكم فليتزوج . انه خطاب موجه من الرسول الكريم إلى الشباب فهذا يعني أنها حالة فردية تنتقل بعد ذلك جماعية وليس جماعية ثم تنفرد .

حسا م أبو جحجوح – غزة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى