الجمعة ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم عبد الرضا علي

عبقريّ ٌ هوَ...وكتابُهُ كتابٌ

كان في أقسام اللغة العربيّة في جامعة بغداد (في سبعينيّات القرن الماضي) تيّارانِ: الأوّل،تيّارٌ قديمٌ محافظٌ ينأى عن كلِّ ما هو جديدٌ في البحثِ الأكاديميّ إلى حدِّ إعلان القطيعة على الحداثة،إن لم نقل إعلان الحربِ عليها،والسخرية من مريديها،والغمز من قنواتهم، وكان هذا التيّارُ هو السائد،(والأكثر عدداً بحساب الأشخاص)،والمؤثّر في القراراتِ العلميّة،سواء أكانت في تعيينات الأساتذة،أم في وضع المناهج ومفردات الدرس الأكاديمي،أم في الدراسات العليا وما له علاقة بها من رسائل ومناقشاتٍ،ومناقشين.

والثاني،تيّارٌ مجدّدٌ يجاري السائد،ولا يقاطعه،إنّما يسمح بمخالفتِهِ إنْ أحسَّ أنَّ في المخالفة ِ نفعاً يعود على العمليّةِ بالخير العميم،لاسيّما في تسجيل الرسائل الجديدة التي تُعنى بالتحديث في الموضوعات ،وتهدف إلى تأصيل القول في ظواهرَ لم يلتفت إليها المحافظون،أو التي كانت مرفوضة من التيّار الأوّل.

لكنّ تمادي الأول(القديم) في محاربة الثاني(المجدّد) جعلَ طلبة الدراسات العليا يطلقون على رموز الأوّل تسمية المحافظين،أو الرجعيين،وعلى رموز الثاني المجددين أو التقدّميين؛فوصم الأول باليمين،ووصم الثاني باليسار،ولا يعدم الطلبة وجود من هم خارج ذينِكَ التصنيفين.

كان التيّار الأوّل يُعرقل إجازة الرسائل التي يرى فيها خروجاً على نمطيّةِ السائد (عند إجراء المناقشات) فضلاً عن مجابهته لكلّ رسالةٍ تُشير إلى قضيّة الصراع الطبقي،أو التفسير المادّي للتاريخ ،كما حصل مع رسالة الدكتور عبد اللطيف الراوي(1940 – 1994م) الموسومة بـ" الفكر الاشتراكي في الأدب العراقي 1918-1958 " سنة 1977م،وإن كان يسمح على مضض بمرور بعض الرسائل الجريئة في دراسة بعض الظواهر الفنيّة للإبداع العربي ،كما حصل مع رسالتي يوسف الصائغ (1933 – 2005م) الموسومة بـ"الشعر الحر في العراق سنة 1976م،ورسالة محسن أطيمش ( 1945 – 1994م) للماجستير الموسومة بـ" الشاعر العربي الحديث مسرحيّاً سنة 1976م .

كان هذا المدخل ضروريّاً لإيضاح عنوان مقالتنا هذه "عبقريّ ٌ هوَ....وكتابه كتاب " فقد حاول أحدُ المناقشين أن يُعرّض برسالة الدكتوراه الموسومة بـ "الصراع بين القديم والجديد في الشعر العربي "سنة 1977م من غير وجه حق،إنّما لمجرّد الغمز من قناة كاتبها،ومحاولة الإساءة إلى المشرف عليها،فما كان من المشرف حين أعطيت له الكلمة إلّا أن يردَّ (على نحوٍ علميّ سليم مدافٍ بلغةٍ شعرية عالية الصياغة )،على كلِّ الملاحظات،بما فيها تلك التي صدرت عن الغامز،فمسحت بآرائه الأرض،وبيّنت فجاجة محتواها، لتنتهي بجملة " عبقريّ ٌ هو....وكتابهُ كتاب " فكان لوقعها أثرٌ طيّب سحب البساط من تحت الغامز، وأشاد بالطالب ونتائج رسالته، وردّ للغامز الصاع صاعين بأدبٍ جمّ ٍ، وأسلوبٍ رصين.

كان هذا الغامز هو الدكتور منير بكر التكريتي(أستاذ أدب الصحافة) وكان المشرف على الرسالة هو العلّامة المرحوم عليّ جواد الطاهر ( 1919- 1994م) وكان هذا الطالب هو صديقي النابغة محمّد حسين الأعرجي الذي رحل عنّا إلى حياة الخلد يوم الاثنين 27/12/ 2010م⁽¹⁾،بعد معاناة مع مرض ٍ عضال لم تنفع معه العمليّة التي أجريت له في إحدى مستشفيات إيران سنة 2009م⁽²⁾.

نعم،كان الدكتور محمّد حسين الأعرجي عبقريّاً كما تنبّأ الطاهر،وتنبؤات الطاهر لا تخطيء اليقين،فقد تنـبّأ قبل ذلك سنة 1970م، أن يكون الطالب يحيى السماوي شاعراً كبيراً في قابل الأيّام والسنين،وها هو يحيى كذلك بشهادة الحسّاد قبل المنصفين المحبين،فرحم الله شيخي الجليل الطاهر المتنبئ بولادة العباقرة،والمراهن على بزوغ النور عند أولى الخطوات.

ثمّة عاملان (بعد الاكتساب الفطري) شكّلا جناحي الأعرجي كما نزعم،و جعلاه ينطلق في فضاءات النبوغ المعرفي تحليقاً،الأوّل: هضمه للتراث العربي هضماً كاملاً في جميع حالات إبداعه وتألّقه،أو في حالات نكوصه وعقمه،فقد سبر أغواره،ووقف على دقائقه،وكشف عن بعض أخباره التي لم يلتفت إليها أحدٌ قبله ،كما في جمعه لمادّة رسالته المدهشة " الصراع بين القديم والجديد في الشعر العربي " وكما في جمعه لمادة كتابه المثير " جهاز المخابرات في الحضارة الإسلاميّة " ،ويمكن لأيّ قارئ أن يلقي نظرةً عجلى على مصادر الكتابين ومراجعهما ليتأكّد من أنّ الأعرجي كان أحرص من نقّبَ في التراث،وتمثّل حالات إشراقه.

أمّا العامل الثاني،فحفظه للمئات من القصائد التراثيّة التي انتقاها من المظان القديمة،والمئات الأخرى من قصائد الجواهري الخالد،فقد كان الأعرجي أحد رواة شعر الجواهري الموثوقين المعدودين،وصديقه الحميم،والعارف بتفاصيل حياته،وقصائده ومناسباتها،ويبدو أنَّ صداقته للجواهري،وملازمته إياه،وصحبته له طوال سنين عديدة قد ساهمت هي الأخرى في تنشيط هذه الحافظة.

ولا غروَ في أن تشفع له روايته لشعر الجواهري من أن يستقبله مام جلال الطلباني في السليمانيّة قبل سقوط الصنم، ليتذاكرا سويّةً بإنشاد ما يحفظان من شعره (علماً أنّ الرئيس مام جلال يحفظ الكثير من شعر الجواهري) ويساعده في الحصول على جواز سفرٍ صادر من إقليم كردستان،بعد أن رفضت السفارة العراقيّة في وارسو تجديد جواز سفر الأعرجي⁽³⁾، لإجباره على العودة إلى العراق كي تتمَّ تصفيته بوصفه من المرتدّين في قائمة عدي صدّام حسين التي نشرتها صحيفة الزوراء⁽⁴⁾ وكان تسلسله فيها الثالث والسبعين (كان الأعرجي آنذاك يعمل في جامعة متـــكيفج ببوزنان في بولندا.)

كان شاعراً سامقاً،يكتب قصيدة الشطرين على نحوٍ مغاير للسائد منها،فهي تحملُ هموم العصر،ومعاناة المبدع،ولا تخلو من أفكارٍ،ومواقف فلسفيّة من الكون والحياة،وتشدّد على حريّة الإنسان،وتتصدّى للظلم والطغيان،ولا تبيع حبرها للطغاة وإن كان في ذلك شوك القتاد.
ويبدو أنّ اكتسابه الثقافي المتنوّع،وما اعتمرت به حافظته من آلاف الأبيات كانا وراء هذا الاقتدار والسموق،ومع أنّه كان مقلاً،إلّا أن قليله كان نوعيّاً،ففي الافتخار كان يقترب من أسلوب الجواهري،كما في قوله من قصيدة (دويّ القرون) :

أنا أولى بـــه مـــــن العفلقــيِّ
ثمَّ أحرى بــه مـــــــن الســـامريِّ
لا تقلْ لي:وكانَ حبّ ُ أبي إسـ
ــحاقَ وقفاً على الشريف الرضـيِّ
أنا أولى بــــه،فلــــو لم يــورَّثـ
ـــني إلّا اسمـــهُ لكـانَ اُبيــــــــيِّ
أنا منه،وليسَ من شرفٍ في الـ
أرضِ عندي مثلُ انتسابي السريِّ
نسبٌ باهرٌ فمـن نسـلَهِ الشمـــ
ـسُ،وأيّ الشموسِ مثــلُ الوصيِّ
أنا نجلُ الحسينِ علّمني السَّجـ
ــــدةَ للهِ وإلّا فـسجدةُ المشــرفـــيِّ
وأنا ابـنُ الهدى الذي راحَ يرعـا هُ
أبــــــــــو طالـبٍ بقلـبٍ تقــيّ
من رَعيلٍ لم يعرف الرَّوضُ يوماً
كســـجاياهُ نشــــرَ وردٍ فتــــيِّ

وفي السرد الوصفيّ حين يعمدُ إلى تقنيةِ المحاورة يميلُ إلى الكناية الشفّافة في هجو الاستبداد الذي يرمز إليه بالماء الخبيث ،ويشيع روح التفاؤل باستمرار الحياة انتظاراً لجديدها القادم،فهي كالشعر الذي نما وتطوّر على الرغم من موتِ الخليل بن أحمد الفراهيدي،كناية عن انتصار الفكر المبدع في الأخير،كما في قوله في رباعية (العراق الحديث) :

تســائلني: فيــمَ تيــهُ الجمــــوع
وكـــانَ بســيناءَ موســى المُغيـــثُ
وقد كـانَ هذا العــــراقُ العــــراقَ
فــ"قافُ" اسمــه آيـــــة ٌ أو حديثُ
فقلــت ُ لها: ذاكَ هُـــوُ،إنّمـــــــــا
يمـرّ ُعلى الــزرعِ مـــاءٌ خبيـــــــــثُ
فهــا هــو منّــــا،ومــاتَ الخليـلُ،
كمــا شـعرنا اليــــومَ: شــعرٌ حديثُ

ولا يعدم القارئ أن يجد في شعره ما يشي بمسحة التفلسف حين يغضب على من يراهُ أهلاً للهجاء ممّن انطفأت شعلة حياته بعد أن تمرّغت بالذلِّ،فبدا غارقاً في خوفٍ حيوي،مرتعباً من دنو الخزي الذي ظنَّ أنّه أوشك أن يدبّ في أوصاله،فيعلمه أنّه لم يعد حيّاً (ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ)،فلِمَ يخشى الميّتُ الموتَ؟ كما في قوله في رباعيّة (الميّت الحيّ) :

هبــــكَ ناراً وضجَّ فيها الدخان ُ
هل عجيبٌ أن تــــذبُلَ النيــــــــــران ُ؟!
ما بــــهذا النقيقِ يُـستنفرُ الجمـــ
ــرُ،فقد شاخَ في اللظــى العنفــوان ُ
أنتَ ميتٌ ذلّاً،ولم يلتــــقِ الـــــذلّ ُ
بِموْتــــى بمثـــلِ خزيــــكَ كانــــــوا
فلِمَ الخــــوفُ؟ هل سمعت َ بميــتٍ
أنــــــّه زارَ قبـــــــرهُ الســـــرطانُ؟!

أمّا وصفهُ السرديّ،فتتوالد فيه الصورُ تباعاً،وهذا التداعي في التوليد ينمّ ُ عن اقتدار ٍ في تكوين دقائق اللوحة،حتّى لكأنّه يرسمُ لوحاته بمفردات فرشاته التي تتراقص في محبرة ألوانه اللغويّة،كما في" صلاة الثلج " التي قدّمَ فيها لوحةً متحرّكة ً أرتنا كيف كان الثلج ينزلُ في وارسو مغطّياً كلّ شيء،جاعلاً الأشجار متساوية ً في ما تحمله من ثمار بيضاء،وكأنّها لا تحملُ إلّا فاكهة ً فضيّة ً واحدة لايمكن لأيّةِ شجرةٍ أن تتفاخر باختلاف ثمرها عن الأخريات:

ليكـادُ حتــــى الليـــــــلُ يبيَـــضّ ُ
بــــــالثلج ِ يــــزحمُ بعضـــهُ بعـــضُ
والـــريحُ تندفــهُ علـــى عجـــــلٍ
فتـــحوكُ منــــــهُ رداءَهــــــا الأرضُ
وكأنّهـــا قـــــد أولمــــتْ عُرُســاً
آذار حــــــــين َ يُــــــزفّ ُ ينفــــــضّ ُ
ولقد تخلّـــتْ عــن معالمهـــا الــ
أشـــياءُ فهـــــي تـــــراكُمٌ محــــــض ُ
فالنـــــهرُ أمـــــواجٌ مُحنَّطـــــــة ٌ
وطيـــــــورُهُ أمواجُــــــهُ النُهْـــــــضُ
تهتاجـــهُ ريـــحٌ فتحســـبُ ريــــ
ــشَ الطـــيرِ عــن زغـــبٍ ســيرفضّ ُ
فـــإذا بهـــا مـــرتْ عليــه كمــــا
لــــو أنّهــــا في خــــــــده عــــــــضّ ُ
وتـــرى المصابيحَ التي اختنقـــتْ
بـــــــالثلجِ ِكـــــــالمقرورِ تختـــــضّ ُ
وتســـــاوت الأشــــجارُ مثمـــــرةً
منـــــهُ فـــلا حســــــدٌ، ولا بُغــــضُ
فغصـــــونهنَّ مُــــدى معلّقـــــــة ٌ
لكـــنَّ وخــــــــزَ رؤوســــها بــــضّ ُ
ثلــــجٌ كقلــبِ الطفـــلِ خلــت ُ بــهِ
حتّـــــى دمــــاء القلــــــبِ تبيـــــضّ ُ
ولقـــد تـــهُمُ الشــــمسُ فهــي إذا
مـــا أشـــرقت ْ جــســدٌ،ولا نبـــــضُ
فكأنّهــــا مـــن خلـــــفِ مدخنـــة ٍ
شــعّتْ ، فمـــا لشـــــعاعِها ومـــــضُ
ولقـــد أقـــولُ ملخّصـــــاً حلمــــاً
فيـــهِ يلخّــــصُ عطــــرهُ الـــــرَّوضُ:
ليتَ النفـــوسَ الســــودَ تبيــــضّ ُ
بـــالثلج ِ يـــزحمُ بعضــــهُ بعــــضُ

أفرأيتم وصفاً سرديّاً معاصراً في شعر الشطرينِ كهذا؟! [باستثناء قصيدةِ الجواهري الخالد "ليلة عاصفة على فارنا"] أليسَ هذا التداعي في الصور مدعاة للإدهاش؟

أمّا العراق في شعر الأعرجي فيكفي أنّه قاسمه الروح في المنافي،بداءةً من تغرّبه سنة 1978م،وحتى العودة إلى ترابه سنة 2004م،لذلكَ تجده يهمسُ بصوتٍ علا نشيجه من أنّ المنفى لم يقتل مناه حسب، إنّما ذبحها ذبحاً،فهو وإن كان حيّاً (في الظاهر) يقيمُ فيها، فإنّه كان مذبوحاً في أعماقه:

أموتُ غداً،والموتُ صـمتُ تباريحي
فقد نزفَ المنفى دمـي،قبلَ تجريحي
وقد ذبحَ المنفى ــ ولم يقتلِ ــ المنى
وأشجى المنى ما كانَ في زيِّ مذبوح ِ
ويبقى السؤالُ الجـرحُ يسألُ نفـسهُ
وكمْ من جـوابٍ فيـهِ راحــة ُ مجروح ِ
تُـرى من سيدري حينما يــدفنونني
بأنَّ عراقَ الــروح ِقاسمني روحـي؟!

رسائلهُ:

رسائل الأعرجي الشخصيّة التي بعث بها إلى أصدقائه قطعٌ أدبيّة جميلة صاغتها لغته المحصّنة إنشاءً يليقُ بالكتّاب الحريصين على سمعةِ الحرف الذي يرسمونه،فعلى الرغم من أنَّ لكلِّ رسالة ٍسبباً،أو مبرّراً قد يكونُ ملحّاً،أو غير ملحّ ٍ،فإنَّ قدرته على صياغتها تجعل سببها متماهياً مع متنها العام،ويكون جزءاً منها،وليس أساسيّاً فيها،وإنْ اضطرَّ أحياناً إلى طرحِ مايريدهُ منها بتعفّفٍ،أو على استحياء في العرض،فهو يُـثمّنُ عالياً للصديق سعيه وإن لم يستطع أن يحقّقَ له ما يرجوهُ من شأوٍه المنشود،ويعدّ ُمجرّد المحاولة فضلاً،أو جميلاً يقتضي منه الإشادة.

ومع أنَّ بعض رسائله إخوانيّة خاصّة،فإنّها تعبّرُ عن مواقفه من بعض الظواهر الاجتماعيّة،أو الثقافيّة التي يرصدها في واقعه المعيش،سواء أكانت في حقل عمله العلميّ، أم في الحياة العامّة.
ومن النادر أن يكتبَ الأعرجي رسالة ًمن غير أن يستشهد فيها ببعضِ الأبيات الشعريّة المناسبة التي تتماهى هي الأخرى في الموضوع،فتثيرُ في من كُتبتْ له المتعة،والدهشة،والفرح في القضيّة التي يتحدّثُ عنها،أو يُشيرُ إليها،وهو يفعلُ ذلك حتّى حين يغضبُ من تصرّفات بعضِ من يعرفهم،أو يمتعضُ من أساليب بعضهم الآخر،وسيقف القارئ على ما نلمح إليه حين يستقري بعض رسائله في هذه المقالة.

ومن خلل تفحّصِ تلكَ الرسائل تتضحُ لمتلقيها عناية الرجل بما يكتب،فلا نجد فيها تعديلاً،أو شطباً،أو سهواً وقع فيه،ممّا يقع فيه الكتّاب بسبب العُجالة،أو زحمة العمل،أو انشغال الذهن.
ولمّا كانت رسائله قطعاً أدبيّة ً جميلة ً تفصح عن أسلوبه في الكتابة كما ألمعنا،فإنّنا نأملُ أن يبادر الأصدقاء الذين كانوا يراسلونه إلى نشر ما بحوزتِهم منها،ليصار إلى جمعها بعد ذلك في كتابٍ يحفظُ للأعرجيّ بعضَ تراثه الأدبيّ غير المعروف.
وإليكم بعضها:


١- طرابلس في 17/3/1995

إلى أخي الدكتور عبد الرضا عليّ

تحية ً طيبة ً وبعد:

فقد بعُد العهد بك، وكنتُ أتمنى أنْ اجدّده في غير هذه المناسبة، لولا أنَّ للضرورة أحكاماً وخلاصة ما أنا بصدده الآن هو أنني غادرت ُ الجزائر يوم 30/9/1994 هرباً من جحيم ما فيها مما تسمعه من وكالات الأنباء، وجئتُ إلى الجماهيرية الليبية، وانأ اعمل في إحدى جامعاتها الآن، ولكني اشعر فيها بما لا اعرفه أهو أنياب الغربة وأظفارها أم هو إلفتي الجزائر وحنيني إليها أم هو شيء آخر لا هذا ولا ذاك، لذلك فكّرتُ أنه عسى أن يكون شفاء ما بي التنقّل في أرض الله العريضة:

بكل تداوينا فلم يشفِ ما بنا
على أنّ قرب الدار خيرٌ من الُبعدِ
على أنَّ قربَ الدارِ ليسَ بنافع ٍ
إذا كان من تهواهُ ليس بذي ودِّ

وبما أنك من ذوي الود المكين، لذلك فكّرتُ أنْ أكتب إليك أسالك عن إمكانية العمل في اليمن، فإذا كان ذلك ممكنا-بفضل جهدك وسعيك- فانه من اليسر أن تكتب الطلب نيابة عني مستندا إلى المعلومات التي تجدها في هذه الرسالة عني، وإلا فلا أقل من أن تكتب لي أجدّد العهد بك. على أن أستاذي الجليل علي جواد الطاهر سبق أن قدم طلبا إلى جامعة صنعاء نيابة عني- وكان ذلك عام 1985 على ما أتذكّر- وأخبرني به إخبار الوالد أنّه اختار لولده ما رآه مناسبا، وأخبرني انه حصل على موافقة الدكتور المقالح ومن معه من المعنيين، ثم لا أذكرُ كيف لم يتمّ الأمر.

ويهمك الآن أن اسرد عليك جزءاً من سيرتي العلمية المطلوبة وهو أنني حصلت على الماجستير عام 1973، والدكتوراه عام 1977، وعملت في كلية الآداب من جامعة بغداد من سنة 1974-1978 ثم في الجزائر من 1978-1994 وأنني رقيت إلى درجة أستاذ في 10/12/1989، أما (....................)

محمد حسين الأعرجي

جامعة الفاتح

ص ب 13896

الجماهيرية الليبيّة


٢- طرابلس في: 14/12/1995

الأخ الحميم الدكتور عبد الرّضا المحترم

شوقاً وحباً وبعد:

فقد تسلمتُ رسالتك الكريمة، وكنت على أبواب السفر كالعادة إلى وارسو، فأرجأتُ إجابتها إلى حين العودة، ثم استغرقتني مشاغل العودة التافهة، والتزامي مع نفسي في أن أنجز ما كنتُ قررتُ انجازه من مشاريعي التي أزعم أنها علمية، فحال ذلك كله دون إجابة رسالتك الكريمة، وأخواتها من رسائل الأصدقاء.
وأريد أن أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك بما عرضته عليك، ولم يكن مهما كثيراً عندي أن تنجح في مهمتك الشاقة بمقدار ما كان مهماً أن تهتم بأخيك كلّ هذا الاهتمام، وقديماً قال الشاعر:

لأشكرنّك معروفاً هممت َ به ِ
إنَّ اهتمامكَ بالمعروفِ معروفُ

وقديماً أيضاً قال زميله الآخر:

إذا الشافعُ استقصى لك الجهدَ كلّـهُ

ــ وان لم ينل نـُجحاً ــ فقد وجبَ الشكرُ

فشكراً جزيلا ً لكَ على ما بذلتَ، وعذراً عمّا أتعبتكَ به من أمري.

كان من زملائي هنا( ..............،) وسافر إلى جامعة في النيجر اسمها: (..................) بآثار من علاقة قديمة له من أيام المغرب، إذ أنّ رئيس هذه الجامعة مغربيّ، وهكذا يكون قد قرّر أنْ يحلبَ ضرع َ الإسلامِ، بعد أن أدمى ضرع العروبةِ احتلاباً، ورحم الله الرصافيّ يوم قال:

أ ُحبولة الدينِ رثّـتْ من تقادمِها
فاعتاضَ عنها الورى أ ُحبولة َالوطنِ

إذ لم يكن يدري أنها أحبولة تتجدد مثل ثوب الأفعى. ويسير على طريقه الآن العالم الحبر الفهّامة(............)، ولم أكن تشرفتُ بمعرفةِ هذا النموذج في العراق، ولا بـ(............) ولا بأمثالهما، ولعل هذا سببٌ من أسبابِ قرفي من الإقامة هنا، لانّ زمالة أمثال هؤلاء غثيانٌ:

واحتمالُ الأذى ورؤية ُ جاﻨﻴ ـهِ غذاء ٌ تضوى به الأجسامُ

وان عجبت َ فاعجب أنّ حسن الشرع قد قدّم أوراقه هنا، وقُبلتْ، ثم قرر أن يبقى في الأردن.

ومن هنا فاني أرجو أن أخرج َمن هذا البلد بأسرع ما يُمكن، ولديّ أمل أن أوفّق في ذلك، على رجاء أن تكون وجهتي جامعة أوربية، فعسى أن أخرج من دائرة الغثيان.

لم يكن حديثك عن الدكتور السامرائي جديداً عليّ فقد كنتُ اكتشفتُ جوهر هذا الرجل الطائفي منذ أن صدر قرارُ تعييني بجامعة بغداد، ورفضَ تسجيل مباشرتي وظلّ يرفضها ستةَ أشهر ٍ حتى اُرغم على ذلك، ولعلّي الأستاذ الوحيد الذي سجّلَ مباشرتَهُ رئيسُ جامعة بغداد بفضل تسامح السامرائي المذهبيّ.

أنتهزُ فرصة َ قرب حلول العام الميلادي الجديد، فأتمنى لك عاماً حافلاً بالنشاط، والمحبّة، والصحّة، وعسى أن يكون هذا العام عام خلاص شعبنا المسكين مما هو فيه من ذل ومهانة وجوع.

انقطعتْ عنّي رسائل الدكتور الطاهر، على غير العادة، وقد زارني ابنُه لبيد قبل أيام، فطمأنني على صحته.

لا أريد أن أ ُطيلَ عليك، فقد فرحتُ بتجديد العهد بك، لك حبي واحترامي واسلم لأخيك:

المخلص
محمّد حسين الأعرجي


٣ – بوزنان في 26/1/1997م(بطاقة)

الأخ العزيز الدكتور عبد الرضا

شوقاً وحبّاً،وبعدُ:

فلا أدري إن كنتُ سأعزّيك َبوفاة أستاذنا الدكتور الطاهر أم أتمنّى لك المنى بالعيد القادم،فاقبل الاثنين منّي على تناقضهما.
أكتبُ إليكَ،بعد أن استقرّتْ بي الأمورُ،وها أنا هنا مرتاح جدّاً في عملي بالجامعة التي تراها في هذه البطاقة وإلى جانبها الشاعر متسـكيفج والتي تحملُ اسمه.

أتمنّى لك وللعائلة الكريمة أن تكونوا بخير،

وتحيّاتي للدكتور المقالح،واسلم لأخيك.

إمضاء
محمّد حسين الأعرجي

عنواني في البيت، ورقم هاتفي:

Mohammad H.AL-Aaraji UL: Turkusowa  3  m:55 60 – 668  Poznan Poland TEL:00 4861 - 224094 ----  ٤ – بوزنان في: 17/2/1997م    أخي العزيز أبا رافد    شوقاً وحبّاً،وبعدُ:      فقد وجدتُ بطاقتكَ هذا اليوم حين عدتُ من محاضرتي في الجامعة،فسُعِدتُ بها وبما أرفقت َ من وفاء عاطر فيها لأستاذنا الراحل الفقيد الطاهر،على أنّ هذا لا يمنعُ أن أسألَ مستفسراً لا مصوّباً،مفيداً لامستفيداً عن تأريخينِ في المقال هما:تأريخ وفاته إذ ورد على أنّه في" في التاسع من أكتوبر" والذي قرأته في صحافة المعارضة العراقيّة أنّه توفي في الرابع عشر منه،وثانيهما:تأريخ ولادته،فقد بدوت َ متردّداً بين 1919 و 1921 وما أعرفه وما قرأته أيضاً أنه وُلِدَ عام: 1919.   قرأتُ أيضاً مقطوعة الأخ (.............)،وهي مقطّعةٌ تناسبُ المقام لولا أنّ البيت الأخير زحزحها عن مقامها هذا فجاءت أقرب ما تكون إلى رثاء الشعراء العبّاسيين أولياءَ نِعَمِهم أمام من يتولّى نِعَمهم الجديدة،وإن شئت َ فقل:أشبه ما تكون برثاء الرصافي فيصل الأول أمام ابنه الملك غازي: أبو غازي قضى فأقيمَ غازي     فجئنا بالتهاني والتعازي ولكنّني مع هذا لا أنتقص من وفائه،وإنّما أردت ُ أن أعجبَ من أن هذه الروح أصبحت وكأنّها جزءٌ من شخصيّة المثقف العراقي؛فقد وجدتُها فاشية ً بشكلٍ مقزّز ٍعند الأساتذة العراقيين في ليبيا،حتى لقد وجدت ُمَن يُسمَّون أساتذة – وكان منهم شخص يُدعى(.............) ولعلّكَ تعرفه – يمدحون مَن يُهجى بهم الهجاءُ إذا هُجوا،لا أقولُ هذا مبالغةً أو تخرّصاً فقد رأيتُ بعيني،وسمعتُ بأذني،ولولا ذلكَ ما كنت ُبِمُصدّق ٍشيئاً.   ومهما يكن من أمر ٍ فإنّي أغبطكما أن اتّصلتما بأمِّ رائد⁽⁵⁾،وأن عزّيتماها،أمّا أنا فقد بلغت ُ من التقصير معها ومع سواها حدَّاً لا أستطيع أن أغفره لنفسي،ولكن لم يكن لي في ذلك يدٌ؛فقد توالت عليّ – وأنا حديثُ عهد ٍ في بوزنان منشغلٌ بكلِّ ما ينشغل به الطارئون على بلدٍ يقيمون فيه – ثلاثة أخبار مزعجاتٍ مصميات ٍ أوّلُها خبر وفاة أبي،وثانيهما وفاة الفقيد الطاهر أبي بالروح،وثالثهما وفاة صديقي الصدوق الشاعر المبدع مصطفى جمال الدين،ولم يكن بين الخبر وأخيه ما يجعلني أستكمل شهقة َحزن ٍ،أو أتلمّسُ فسحة تأمّل . هذا إلى أنّني لم أكن قد استقرّيتُ في هذا البلد،ولم يكن أثاثي ومكتبتي،ودفاتري التي ألجأ إليها في مثل هذه الأحوال كأن أستخرج رقم هاتفٍ،أو عنوان،معي،؛لأنّني تركتُ كلَّ شيء في ليبيا هرباً من الإقامة المقرفة فيها بالنسبة إليَّ،وثقة ً بما يتحمّل الرائع العزيز أبو محمّد الدكتور صبيح التميمي ممّا يُلقيه إخوانهُ على كتفيهِ،وهكذا كان فقد تولّى هو – حفظه الله – شحنَ كلِّ ما يخصّني إلى هنا.   على أنَّ ما يُخفّفُ شيئاً من ذنبي تجاه أستاذي،وعائلته أن أقيمَ له احتفالٌ تأبينيّ مهيب في لندن فلم أستطع المشاركة فيه،لأسبابٍ موضوعيّة،فكتبتُ مشاركتي – وهي ذكرياتي عنه – وبعثتُها إلى الجهة التي تولّت الأمرَ،وسيصدر المقالُ مع المقالات الأخرى فيه ضمن ملفٍ خاصٍّ به في مجلّة " الثقافة الجديدة " وقد تولّى أحدُ الرسّامين العراقيين المنفيين المرموقين أن يكون غلاف المجلّة بورتريهاً عن آخر صورةٍ للفقيد زوّدَ بها عبدُ الغنيّ الخليليّ المجلّة َ.   لا أدري ما أقول؛فقد ثرثرتُ كثيراً سوى أنّني مرتاح هنا كثيراً ولله الحمد على ما أنعم،وأنّني منتظرٌ أن تصلَ إليَّ التجربة الأخيرة من طبع ديوان أبي حُكيمة الكاتب،فقد خاطبتني دار الجمل في مدينة كولونيا الألمانيّة أن تعيد طبعه – وكان قد طبعَ في دمشق 1993 – مرّة ً أخرى فوافقتُ،وصحّحتُ التجربة الأولى،وأنا منتظرٌ – كما قلتُ – التجربة الأخيرة،وأرجو أن تصلَ قريباً فأوافيكَ بنسخة ٍمنه.   وأريدُ أن أتمنّى أن يصدر موسيقى الشعر⁽⁶⁾ بأسرع وقتٍ بما يليق به من طبع ٍ،ولا أجدُ بأساً أن أذكّركَ أنه إذا كانت هنالك إصداراتٌ عن جامعتكم فإنّه من المناسب أن توافيني بها لأهديها إلى قسمنا لأنه يحتاجُ – وخاصّة ً طلبة الماجستير فيه – إلى مثلِ هذه الإصدارات.   تحيّاتي إليك،وإلى كلِّ الأخوة معك،واسلم لأخيك:           المخلص              محمّد حسين الأعرجي                                                   إمضاء ---- 5 - محمّد حسن الأعرجي Mohammad  H.AL-Aaraji

UL: Turkusowa 3 m:55

60 – 668 Poznan

Poland

TEL:00 4861 -8 224094

بوزنان في 27/تموز/1997

الأخ العزيز الدكتور عبد الرضا عليّ لا زال موفّقاً

تحيّةً وحبّاً،وبعدُ:

فها أنذا أرفق لك الرسالة التي بعثتها إليك قبل ما يزيد على خمسة أشهر لتعرف إحدى اثنتين هما:إمّا أن يكون بريد بولندا واليمن العزيزة مضبوطاً وأنت الكسول في الإجابة،وإمّا أنَّ اتّهام بريد بولندا في غير محلّه.

وعلى الحالين أنا مشتاقٌ إلى أخبارك،وما زالت رسالتي كما هي سوى أنه نُشر في الثقافة الجديدة عن المرحوم ملفّ ٌ لا أروع منه شارك فيه صلاح نيازي،وفوزي كريم،والداعي،ولعلَّ أروع ما كان في الملفِّ صورةُ الغلاف،فقد رَسمتْ للمرحومِ ملامِحَهُ النفسيّة وليس الجسديّة فحسب.
وأرجو أن تلغي سؤالي عن يوم وفاته عليه رحمة الله فقد ثبت أنّ ماأرّخت َ به صائباً.أمّا تأريخ ميلاده فهو: 1919.

كأنّني شممتُ أنَّ الدكتور صبيح التميمي قد ضاقت به الدّنيا في ليبيا،فالله به ثمَّ الله الله به فلا رجلٌ بيننا يستحقّ ُ الإكرامَ أكثر منه،فالله الله به مرَّةً ثانية وألفاً؛ومثلك لا يُوصى.
لك حبي وتحيّاتي،واسلم لأخيك:
المخلص
محمّد حسين الأعرجي
ملاحظة: أرجو أن تعلم أنه أضيف إلى رقم هاتفي:8 كما تراه في أعلى الرسالة.


نموذج من رسائل الأعرجي وخطّه


آثارهُ العلميّة والأدبيّة المنشورة:

مقالات الأعرجي الأدبيّة مدهشة،ودراساته الأكاديميّة حصيفة،وهما يدخلان مجرّات القلب بمحبّة،ويلامسان الفكر بفاعليّة أخّاذة لا نجدها عند غيره من الكتّاب،لكونه ينطلق من ثقافة ثرّة،وتبحّر ٍلغويٍّ رصين،وعمق ٍ معرفيٍّ قلّ نظيرهُ،وهذه الكتابات متنوّعة في الطرحِ والتناول؛فهو محقّقٌ ثبت،ودارسٌ غير تقليديّ للتراث،وفاحصٌ ذكيّ للأدبِ الحديثِ،والثقافة العراقيّة على نحوٍ يجعلُ قارئه مستمتعاً راغباً في إتمام ما يعرضه من تحليل،أو تفسير،أوتقويم،ليصل إلى نتائج دقيقة.ولعلَّ مقالاته التي كان ينشرها فـــي جـــريدة(المؤتمر) اللندنيّة الأسبوعيّة قبل سقوط الدكتاتوريّة خير دليل على اهتمام القارئ الجاد بها،وتلقفه لها،ولسنا نبالغ إن قلنا:إنّها كانت أولى المقالات التي كنّا نقرأها عند صدور (المؤتمر) يوم السبت من كلِّ أسبوع،وكم كنّا نتبرّم حين لا نجد له في بعضِ أعدادها ما ننتظره منها.

وعلى الرغم من أنّنا لم نستطع إحصاء كلّ ما نشره من آثار،إلّا أنّ ما سنورده منها يؤشرُ على هذا التنوّع،ويؤكّده،وهي:

1 – ديوان عليّ بن محمّد الحماني،جمع ودراسة(مجلّة المورد العراقيّة)ع2،مج3،(1974.)

2 – الصراع بين القديم والجديد في الشعر العربي،ط1بغداد، 1978،ط2،بيروت، 1985 (وهذا الكتاب هو رسالته التي نال بها الدكتوراه.)

3 – فن التمثيل عند العرب،ط1 بغداد،ط2 بيروت1985 ،ط3 دار المدى،2002.

4 – مقالات في الشعر العربي المعاصر،ط1،نيقوسيا 1985.

5 – الآلة والأداة،مطبوعات مجمع اللغة العربيّة في دمشق،1990.

6 – رؤيا أوروك(ديوان شعر) دمشق،1992.

7 – الأغاني(دراسة طبعت مقدّمة لطبعتهِ الجزائريّة) الجزائر،1992.

8 – مسرحيّات شوقي(تقديم) الجزائر،1993.

9 – الأمثال لأبي بكر الخوارزمي(دراسة وتحقيق)،الجزائر،1993.

10– ديوان أبي حُكيمة الكاتب(دراسة وتحقيق)ط1 دمشق،1993،ط3(در الجمل في ألمانيا) 2007.

11 – جهاز المخابرات في الحضارة الإسلاميّة،ط1،منشورات دار المدى،دمشق 1998.

12 – أجداد وأحفاد تراجم وذكريات،ط1،دار المدى،دمشق،1999.

13 – الجواهري دراسة ووثائق،ط1،منشورات المدى،2002.

14 – في الأدب وما إليه،ط1،منشورات المدى،2002.

15 – أوهام المحقّقين،ط1،منشورات المدى،2004.

16 – الشعر في الكوفة منذ أواسط القرن الثاني حتّى نهاية القرن الثالث للهجرة،منشورات دار الجمل،2007 (وهذا الكتاب هو رسالته التي نال بها الماجستير.)

رحم الله الصديق الأستاذ الدكتور محمّد حسين الأعرجي:

العراقيّ ُ غيرة ً ووفاءً
النجفيّ ُولادة ً ونبوغاً
السجّاديّ ُ أرومة ً ونسباً
التراثيّ ُ ثقافة ً وعلماً
الحداثيّ مقالة ً ودرساً
التقدّميّ ُ فلسفة ًوفكراً
الطاهريّ تلمذة ًومنهجاً

الجواهريّ ُ صحبة ً واستظهاراً
وعزاؤنا في ما تركه للأجيال من زاد معرفيّ ثقافيّ سيبقى دليلاً على عبقريّة ٍ خسارتها لا تعوّض.

هوامش

ذُكر في النعي أنّه من مواليد 1949م،لكنّ الشاعر الكبير يحيى السماوي يظنّ ُ أنّ ثمّة خطأ في تأريخ ولادته الذي أذيع،وهو يُرجح أنّ ولادته كانت سنة 1947م،ونحن بانتظار من يوثق تأريخ ميلاده.
كان الشاعر المبدع الشاب عليّ وجيه( محفوفا ً برعاية الله) هو الذي تولّى نقل أخبارهِ إليّ يوم كان يُعالج في أحدى مستشفيات إيران قبل سنتين تقريباً ،فقد لازمه ملازمة الابن البار لأبيه الروحيّ،وقد أثمرت هذه الملازمة الروحيّة عن أجمل حوار تمّ نشره وقتذاك،وحين فتشتُ عنه أثناء كتابتي لهذه المقالة لم أعثر عليه في الموقع الذي تمّ نشره فيه.

أشار الأعرجي إلى تلك الرحلة في إحدى مقالاته التي نشرت في جريدة " المؤتمر" اللندنيّة قبل سقوط الدكتاتوريّة.

صحيفة الزوراء البغداديّة في عددها (164) الصادر في يوم الخميس 27 تموز،سنة 2000م.
أم رائد هي زوجة الراحل الدكتور عليّ جواد الطاهر.
يُشير إلى كتابنا " موسيقى الشعر العربي قديمه وحديثه" الذي قرّرت دار الشروق في عمّان طبعه طبعة ثالثة سنة 1997م.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى