الجمعة ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٥
بقلم عبدالكريم عبدالرحيم

لماذا تردّدَ صحوُ الزنابق؟

يبكـّرُ فى شرفة الصبح ِ صوتُ اهتزاز الملامح ِ فوق المرايا

أأنتَ المهاجرُ أمْ أنّ سارية ً تفقدُ السمتَ ترسلُ بحراً إلى الموتِ

يجهشُ فيها بكاىَ

حزينٌ أنا يا صديقى

هنا ينزعُ الخوفُ قلبى وتحضنه حسرةُ النأى تُـقصى يدايا

بعدتُ عن الماء ما شجرٌ فى ضفاف الليالى

وجفّتْ معاصر زيتونة ٍ كان أمس ِ على بابها طفلُ روحى

وكنتُ أبللُ خبز الحكايةِ بالحبّ

ظلّ تباركَ فى طولكرم ٍ

وعاشقة ٌ فى يديها نبيذ المسرة ِ تسألُ عنّى!

أما زالَ بابُ الحديثِ يعطـِّرُ شهوتـَها للعناقْ

قريبٌ من الثغر ِ تعتعنى خمرها والفراقْ

لماذا تردّدَ صحوُ الزنابق؟

ما كانَ غيرَ احتراقْ

لأنى على بعدِ زيتونةٍ أشتهى أن أراها

لأولدَ فيها شقيّـاً

وأولد فيها إلها

تدندن أجراسُ قلبى

لأمى تخبّىءُ جوهرة القلبِ والأغنياتْ

تقول: غداً صحوةُ الأرض ِ

تحفرُ وشماً على ساعديها وتودِع زيتونـَها والشتاتْ

أحقاً سينبتُ فى الجبل ِ الحلوُ من عمرها أمْ..؟

وتجرى الينابيعُ سكّـرَ شـَيـْب ٍ ودمْ

حزين أنا ما عرفتُ المخيّمَ

بعدَ اغتسال العصافير بالبرق ِ والذكرياتْ

صديقى يتمتمُ: عشقُ الزنابق

يملأ جوّ المزارع فلاً

ويملأ بيتى هدايا

حزين تكسّرَ وجهى، وشاخت بعيداً عن البحر روحي

كأنى الهزيمة ُ

لا دفءَ، كنتُ أضىءُ الخطايا

أنا يا صديقى أباغتُ أشرعةَ الريح كى لا تطول المسافة ُ

بين القصيدةِ والحقل ِ

بين الكتابةِ والأرض ِ

بين الحبيبةِ والدفء ِ

إنى أمدّ المآذنَ بالصبر حتى تغيبَ المنايا

بعيداً عن الحزن أفقد لونى

قريباً من الصبح يدنو حبيبى

أخاف الأشعة َ والموت حين الدمارُ يصيرُ مخالبَ موتى

فكيف أعود إلى البيتِ؟

كيف المعاصرُ فى طولكرم ٍ تصبُّ على مخمل العشق زيتَ الحياةْ

حزين أنا حين تمسى الخطايا ذئاباً

وتمسى الشموسُ سبايا وعمرى يباباً

لماذا تردّد صحوُ الزنابق؟

ماذا تقول المرايا؟

حزينٌ كأنى إذا امرأةٌ عانقتنى أتوه

أرى فى ظلالى سوايا


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى