الجمعة ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٤
بقلم ناصر ثابت

لمن رَسَمتْ ثغرَها؟

لمن رَسَمتْ ثغرَها يا تُـرى؟
ولوز الشفاه لمـن أزهـرا؟
سألتُ فـردَّ علـيَّ البنفسـجُ
مرتديـاً ثوبـه الأخـضـرا
وساءَلني العطرُ والأقحـوان
"أيستاذنُ الغيمُ كـي يمطِـرا"
لمن رَسَمَتْهُ؟ فإن كـان لـي
تألقتُ في الشوقِ مستبشـرا
وإن كان لي طرتُ بين النجومِ
لتحملَ قلبـي الـذي أبحـرا
أنا والفَراشُ الذي في فؤادي
نحلّقُ من غيـرِ أن نشعـرا
كأن الدروبَ جميعـاً تسيـرُ
إليها، ويضحكُ وجه الثـرى
كأني تخيلتُ في الثغرِ كأسـاً
وروحيَ تشتـاقُ أن تسكَـرا
لثمتُ الشفاهَ، فأينعَ عمـري
وأصبحَ فـي لحظـةٍ مثمـرا
ودرتُ عليهـا، وأركانـهـا
تـرش الرياحيـنَ والسُّكـرا
فعندَ التقاء الشفـاهِ، كطفـلٍ
قطفـتُ السفرجـلَ والعنبـرا
لمن رتبتْ ثغرها؟ أخبرونـي
فكم أعشقُ المبسـمَ الأحمـرا
وكم أعشقُ الوجه إذ ضمّـهُ
كوجـه المجـرةِ إن أقمـرا
تتبعـتُ روعــةَ أنــواره
ولملمتُ من حسنه المرمـرا
ولا زلتُ أسـألُ فـي نشـوةٍ
لمن رسمتْ ثغرها يا تـرى؟

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى