الخميس ١٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم نوزاد جعدان جعدان

ليلة أوصاني القمر

ليْلةَ أوصَاني القمرْ
خلْعَ حجَابِ الخجلْ
عن ثغرِها
وكشْفَ أسْرار الشَجرْ
لا تسْرقوا الزيتونَ في ليلِ الأغاني و السهرْ
حينَ تدلّى منْ فروعِ الغصنِ وجهُ القمرْ
كأنّهُ
رقّاصُ ساعةٍ ينبّهُ الخطرْ
كمْ خبّأ الظلام أسرار البشرْ!
***
ليلة أوصاني القمر
و جبهة ٌمن صخر
قابعةٌ في وجهي هائمةٌ
بحبِّ ظلٍّ منْ السّدَرْ
حدّثني عن تلك الأضواءِ الخافتةْ
في الليل برّاقة
وفي النهار وجْبةٌ للصباحْ
وأكملَ
في أمسياتِ السفرْ
إيّاكَ والنظر
وراءَ شبّاكِ القلب
انظرْ خلفَ جبالِ الروح فيها السحر ْ
***
ليلة أوصاني القمر
في ليلةٍ ساد العفر
وغاب عنْ سطحٍ قمر ْ
لا تجلسوا في العتمةْ
نبراساً اشعلوا
إنّ الظلام باردٌ يجمّدُ الآمالَ
ينمو الحزن
يغيّمُ الخطرْ
***
ليلة أوصاني القمر
لا تنتظرْ تحت المطرْ
ولا تصارعهُ
قوّادُ مرءٍ للبلل ْ
ولا تبادل االليالي الغرامْ
ولا تكنْ غريمَ ليلٍ
نديمَ عتمةْ
تصيرُ في قاعِ الحفرْ
***
ليلة أوصاني القمر
اكْتبْ ذكْراكَ على ظهرِ الشجرْ
أشجارٍ قويّةٍ لا تسقطُْ
عبر الحقبْ
ليس على أشجارٍ توقعها الريحُ
تُنسى في المنحدر
يُمحى منها الخبرْ
***
ليلة أوصاني القمر
خلع حجاب الصمتْ
عنْ أفواه منْ غدا
ليلٌ أنيساً في قلبهنّ
مرحباً بجارياتِ الليلْ!
مرحباً
بالأشجار العاريةْ!
لا تَنْزلُ
منها الأوراقُ
مهما هزّتها الرياحْ
لا تنزلُ
منها الثمار
مهما غارَ فأسُ الحطابْ
آهٍ منْكنّ يا جاريات الليل!
ما كانتْ أمسياتكن عمياءَ لكنّ النجم فر
من ألعوبة ِ القدرْ
***
ليلة أوصاني القمر
لو اِلتقيتَ النهر
لا تتذكّرْ دلوكَ الساكنَ في جعبتكْ
لا تشربْ منهُ
واستخلصْ العبرْ
بل ْ اشربْ من النهرْ
النهر لا ينعاد ُ
صعبُ التكررْ
فعندها أصابني هربْتُ منهُ
رانتْ صورته
فوق وجهِ النهرْ
ناجيتهُ
تعالَ اِنزلْ ..حبّاً أشعلْ
ظلمة قلبي قدْ أضنناني الظلُّ
حينَ أقلبُ الصور
في هذه الصخورْ
قلوبٌ يابسة
فقطْ صورْ
لم يأتِ ناجيتهُ
الشّمس منْ خدّرها أينعتْ
وفلّ ضوءُ القمرْ
لم يتركْ خلفهُ
أيّ بصمةٍ أثرْ
حتّى إقتنعْتُ أنّ
القمرَ
يفوق حياءَ الإنس البشرْ
غنيتُ لهْ:
أيا خجولُ يا قمرْ
إنْ كانَ شبّاكُ
قلبكَ منْ صخر
لا ترْمِ قلبي بالحجرْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى