الأربعاء ٣٠ آذار (مارس) ٢٠١٦
بقلم عثمان بالنائلة

مجموعة قصص قصيرة جدا

الحلم الإيطاليّ

تعرّف منذ سنة على سيّدة إيطاليّة من خلال موقع تعارف إلكترونيّ. و دعته لزيارتها. فقبل. و سافر. و أضحى الآن قطع غيار بشريّة في أجساد لا يعرفها.

أجراس

كان مولعا بصيد الذباب. يترصّده. و يصفعه بكلتا يديه. دهسته شاحنة مساء. و كساه الطنين.

عربيّة

تنازعوا بادئ الأمر من أجل فنجان قهوة. تشاتموا. تقاتلوا. ولمّا أجهدهم الأذى. اِنتبهوا إلى أنّ التراب تجرّع القهوة. و بقيت في الفنجان الساقط قطرة. ترشّفها أحدهم بنهم و سرعة. و بصقها فورا متقزّزا لأنّها مرّة.

المحيط

رسم طفل أعمدة و سقفا. قال أبوه مشفقا: "ما هكذا يرسم البيت. أين الجدران؟ أين الأسوار؟ أين الشبابيك و الأبواب؟". فقال الصبيّ مبتسما: "أخشى يا أبت أن يُسكنني الخوف سجنا".

آه أنا عربيّ

لم يعثر على بطاقته الوطنيّة. قرأ جريدة وول ستريت المتّحدة الأمريكيّة. و اِرتدى ملابس فرنسيّة. و أخفى البطاقة حين وجدها بين طيّات شماغ صنعته أياد محترفة بريطانيّة. و شرب قهوته الإيطاليّة. و شاكس خادمته الفلبّينيّة. ثم ودّعها. و اِمتطى سيّارته الرباعيّة الدفع اليابانيّة. و حدّث نفسه قائلا: "آه! يوم مملّ منذ البداية!". و ألقى نظرة ملؤها الضيق على ساعته الجديدة السويسريّة.

مولانا

أراد السلطان المرور بين أمواج الرقاب المشرئبّة. ضرب بعصاه الجمع. فاِنفلق. أبصر وجها قبيحا ضاحكا أفزعه. تفّ فيه. فتصارعت بقيّة الوجوه تنشد بصقة.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى