الخميس ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٥
بقلم إدريس ولد القابلة

ملف المغرب واليهود والموساد ـ الحلقة الثالثة من 3

قضية بن بركة و الموساد

لقد أكد كل من تكلم من المقربين للقصر و من الجنرال أوفقير أن هناك 3 أجهزة أمنية مخابراتية شاركت في اختطاف و اغتيال الشهيد المهدي بن بركة، و هي المخابرات الفرنسية و الموساد الاسرائيلي و طبعا المخابرات المغربية.و قد أكد أكثر من مصدر أن المخابرات المغربية كافأت الموساد بالمقابل بكم هائل من المعلومات عن مجموعة من الفصائل الفلسطينية و رجالاتها الذين كانوا يستخدمون أسماء حركية و مستعارة في العديد من العواصم الغربية الشيء الذي أفاد كتيرا المخابرات الاسرائيلية في العمليات التي هيأتها بخصوص هؤلاء لاحقا.
و في هذا الصدد اضحى من الضروري الآن لو كانت فرنسا تريد التصالح مع تاريخها كواجهة للحرية و الإنسية الإنسانية عليها المبادرة تلوا و قبل فوات الأوان للكشف عن كل ما تمتلكه من حقائق و معطيات في القضية و تلغي الطابع السري عن الوثائق و المستندات المرتبطة بهذه القضية، و إلا ستكون منعوتة بدرجة جرم أكبر من درجة جرم من أمروا أو نفدوا إغتيال الشهيد المهدي بنبركة.
و من المصادر الاسرائيلية التي تطرقت مؤخرا لعلاقة الموساد بإغتيال الشهيد بن بركة كتاب الباحث الاسرائيلي " إيجال بن نون" و الذي جاء فيه أن الشهيد المهدي بن بركة أجرى لقاءات مع أحد مسؤولي الموساد بأوروبا و هو يعقوب كاروز . وقبل هذا كان يلتقي بأدري شوراقي رئيس الوكالة اليهودية. وقد بدأت هذه اللقاءات منذ سنة 1960.
كما كشف "إيجال بن نون" في كتابه عن تقارير بخط يد "أندري شوراقي" تؤرخ للقائين مع الشهيد المهدي بن بركة في مارس 1960، و لقائه مع يعقوب كاروز المسؤول على الموساد بفرنسا.
كما كشف الباحث عن إحدى تقارير المؤتمر اليهودي العالمي تضمنت تفاصيل لقاء الشهيد المهدي بن بركة مع إيستيرمان أحد الأعضاء البارزين بالمؤتمر اليهودي و كان هذا اللقاء في بداية شهر أبريل من سنة 1960. و ذكر هذا التقرير أن الحديث بين الرجلين دار حول إشكالية توقيف خدمة البريد بين المغرب و إسرائيل ومنع اليهود المغاربة من الحصول على جوازات السفر للحيلولة دون تمكنهم من الهجرة إلى إسرائيل. و يشير التقرير إلى أن الوزير الأول آنذاك، عبد الله إبراهيم، رفض مقابلة "إيستيرمان" كمبعوث من طرف منظمة المتمر اليهودي العالمي عندما حل بالمغرب.

هذا ما كشف عنه "إيجال بن نون " بخصوص العلاقة بين الموساد و الشهيد بن بركة.

و ردا على هذا قال البشير بن بركة نجل الشهيد أن كل ما ادعاه "إيجال بن نون" رغم أنه يزعم أنه اعتمد على تقارير موجودة ، يتناقض بالمام و الكمال مع السار الفعلي الذي سار فيه الشهيد منذ بداية مشواره لاسيما بخصوص القضية الفلسطينية التي ظل يعتبرها قضية وطنية و قومية محورية لا يمكن بناء مستقبل المغرب كما كان يراه إلا بتحديد موقف واضح بخصوصها، و موقفه بصددها لا يخفى على أحد، بل إن الاستراتيجية التي كان يعتمدها الشهيد تستبعد بكل تأكيد إمكانية التعامل أو التفكير في التقرب من إسرائيل بأي شكل من الأشكال و لو تاكتيكيا لخدمة مصلحة مرحلية آنية.

و الآن بعد انكشاف فحوى الوثائق الاسرائيلية لازالت الوثائق الفرنسية تنتظر دورها، و لازالت واشنطن هي كذلك لم توافق إلى حد الآن على كشف ما يناهز 1800 وثيقة و مستند تهم قضية الشهيد بن بركة رغم طلب كل المنظمات الحقوقية.

و في هذا الصدد وجبت الإشارة إلى أن الصحف الأمريكية كادت تجمع على نفي القائمين على أمور C I A بمعرفة عملائها الذين ذكرهم أحمد البوخاري في تصريحاته، و لم يعترفوا إلا بإسمين و هما "كراوفورد ويليام" و هو ديبلوماسي و "فريديريك فريلاند" و هو مستشار إقتصادي بالسفارة الأمريكية ، اللذين غادرا المغرب بعد انكشاف قضية الشهيد بن بركة. و قد أكد هاذين الرجلين على صفحات الصحف الأمريكية أن التعاون كان قائما بين السلطات المغربية و الموساد بخصوص اقتفاء آثار المعارضين المغاربة. كما أشارا أن الذين ذكرهم البوخاري في تصريحاته (مارتان و غيره) لا علاقة لهم إطلاقا بالمخابرات الأمريكية (C IA ) و من المحتل جدا أن يكونوا عملاء للموساد.

محنة اليهود المغاربة بأرض الميعاد شهد شاهد من أهلها

بأسلوب أدبي وصحافي، سبق للكاتب الاسرائيلي "إسرائيل آدم شامير" أن جمع مقالاته المنشورة عامي 2001 و2002 والبالغة 54 مقالا كتاب سماه "الوجه الآخر لإسرائيل"، وصدر الكتاب باللغة الإنجليزية، ولما ترجمته دار بالان ودار بلانش بفرنسا سنة 2003، تعرض لحملة شرسة من اللوبي الصهيوني الفرنسي وسحب من الأسواق رغم إفلات بعض النسخ ووصولها إلى المغرب. ثم تولت دار الأقلام الفرنسية طباعته ونشره من جديد في غشت 2004 و قد اقتناه الكثير من المغاربة من المعرض الدولي الأخير للكتاب والنشر المنظم بالدار البيضاء في فبراير 2005. و يخصص المؤلف مقالا مطولا لمحنة اليهود المغاربة.

و فيه يزيح المؤلف اللثام عن تناقضات داخلية في المجتمع الصهيوني، ويخص بالذكر منها محنة اليهود المغاربة، ويعود قليلا ليذكرنا بما فعله الصهاينة من أجل إعمار المناطق المفرغة من سكانها الفلسطينيين، إذ قام الموساد بخداع الجاليات اليهودية بالمغرب العربي وإرهابها، لدفعها إلى ترك بلدانها الأصلية والاستقرار في إسرائيل.

ويصفهم صاحبهم بأنهم قوم شجعان، "غير أنهم مظلومون، كانوا متخوفين على مستقبلهم لأن الفرنسيين شرعوا في مغادرة أفريقيا الشمالية. وحدها الشخصيات القوية اختارت الاختيار الأصوب وبقيت مع السكان الأصليين، المغاربة والجزائريين والتونسيين والليبيين، ولم يندموا على ذلك".

وفي إشارة إلى أندري أزولاي المستشار اليهودي المغربي لملك المغرب محمد السادس، وإلى سيرج بيرديغو الذي شغل منصب وزير في حكومة سابقة للملك الراحل الحسن الثاني يقول الكاتب "هم اليوم وزراء أو مستشارون للملك، وآخرون بهرهم الحسن القاهر للمدينة الفرنسية، فرفضوا شبح الدولة اليهودية واستقروا بفرنسا، وهم الذين أعطوا للدنيا جاك دريدا وألبير ميمي".

والذين هاجروا إلى إسرائيل يشكلون 75% من المعتقلين. دخلهم لا يمثل سوى جزء من دخل اليهود ذوي الأصل الأوروبي. علماؤهم وكتابهم حظهم قليل في العمل ضمن الجامعات الإسرائيلية. صورتهم عن أنفسهم رديئة جدا، إذ يكرهون أنفسهم. "ليس عارا أن تكون مغربيا" كما يقول الإسرائيليون، ويضيفون بسرعة، و"ليس شرفا كبيرا بالمرة".

لقد جيء باليهود المغاربيين بأعداد كبيرة، ورشت عليهم مادة "دي دي تي" لقتل القمل المعشش فيهم، ووضعوا في مخيمات اللاجئين التي تحولت فيما بعد إلى مدن نييفوت وديمونا وبيروشام، وما يزالون فيها.

البطالة ضاربة أطنابها في أوساطهم والفقر لا يفارقهم، يسدون رمق العيش بفضل بعض المساعدات والتبرعات المماطلة لليهود الأشكيناز الذين يتحكمون في مقاهي تل أبيب.

بعض هؤلاء اليهود الشرقيين وصلوا إلى خلاصة مفادها أن محرقة الهولوكوست كانت عقابا مستحقا للمحتقرين "الأشكيناز" كما يكتبون. ومن المرجح أن تكون إسرائيل هي المكان الوحيد في هذه الأرض حيث يمكن أن نسمع من يقول "مع الأسف ألا يكونوا قد حرقوك في أوشوويتز". بل إن الحبر الأكبر لليهود السيفرديين يوسف أوباد ياه فسر أخيرا الهولوكوست على أنه بسبب ذنوب اليهود الأوروبيين وخطاياهم.

وفي كل مرة يتمكن فيها يهودي شرقي من صعود السلم الاجتماعي يتعاون النظام على إسقاطه. فكثير من السياسيين الشرقيين الشعبيين ممن يمكن أن يهددوا سيطرة النخب الأشكيناز يوجدون في السجون، "أري درعي" الوزير المغربي اللامع الذي رفع حزبه من لا شيء إلى 17 مقعدا بالبرلمان ما زال يقبع في السجن بعد ما جمعت لجنة تحقيق ضده حججا لإدانته. وسلفه "هارون أبو هتزيرا" ـ ابن يهودي مغربي ـ وهو حبر ووزير، أدخل إلى السجن لمخالفات مالية، وهي التهمة الرائجة في بلدنا هذا بالشرق الأوسط. والناشر القوي العراقي "عوفير نمرودي" قضى أكثر من سنة في السجن قبل أن يحاكم ثم أطلق سراحه بسرعة بعد ذلك لانعدام البراهين الدامغة ضده.

وإسحاق مردخاي الكردي وزير الدفاع الذي كان يخطط للوصول إلى منصب رئيس للوزراء، توبع بتهمة الاستغلال الجنسي، و"شلومو بن عامي" -البروفيسور المغربي والوزير- استغل كبش فداء في الزيارة الشنيعة لشارون إلى جبل الهيكل.

شبكة " ميسكيري"

"ميسكيري" هو الاسم الذي أُطلق على شعبة أو شبكة الموساد المكلفة بالسهر على ترحيل اليهود المغربة سرا إلى أرص الميعاد.
لقد جندت الموساد عدة أشخاص للقيام بهذه المهمة بالمغرب و بفرنسا. و من بين هؤلاء "شاهي" و هو من موليد المغرب في ثلاثينات القرن الماضي و ضابط في الجيش الفرنسي. بعد استقطابه سنة 1955 تم إرساله إلى إسرائيل للخضوع لتدريب جماعي في معسكر سري. و شارك معه في ذلك التدريب 50 شخصا تلقوا تكوينا في المواجهة و القتال و الدفاع عن النفس و تدبير العمليات السرية و طرق اتخاذ الاحتياطات و العمل في السرية . و رغم أن التدريب كان جماعيا فلم يتمكن أحد المتدربين على التعرف على الآخرين. و في نهاية التدريب زارهم كل من موشي دايان و رئيس الموساد آنذاك "إيسير هاريل".
و بع د نهاية التدريب ألتحق "شاهي" بمدينة الدار البيضاء و شرع في حضور اجتماعات بإحدى الشقق كائنة بعمارة الحرية. و قد تكلف بالإشراف على عمليات تهريب اليهود المغاربة عبر البحر انطلاقا من أحد الشواطئ بضواحي المدينة.

كانت بواخر تأتي إلى عين المكان و ترسل مراكب لنقل المهاجرين إليها لتنطلق بهم في اتجاه فرنسا أو جبل طارق. و إحدى الليالي كشف بعض المغاربة العملية ، و كان تلك الليلية رئيس الموساد "هاريل"حاضرا بنفسه بعين المكان لمعاينة العملية و بفضل " شاهي " تمكن من الفرار و الالتحاق بالمطار ثم توجع إلى فرنسا و منها إلى إسرائيل.
و بعد أن انكشف أمر شبكة "ميسكيري" تلك الليلة التحق "شاهي" بإسرائيل.

حكاية من حكايات هجرة اليهود المغاربة السرية

في يوم 11 يناير 1961، كانت الباخرة "إيكوز" على وشك تحقيق السفرية رقم 13 في اتجاه جبل طارق. إنها باخرة قديمة أُستعملت في الحرب العالمية الثانية من طرف البحرية الملكية البريطانية ثم آلت بين يدي أشخاص يستعملونها في التهريب. كان ذلك اليوم على مثنها 10عائلات يهودية مغربية و كان مجموع الأفراد 42 من ضمنهم 16 طفل ذكورا و إناثا. و كان طاقم الباخرة يتكون من القبطان الاسباني و 3 بحارة إضافة لعميل الموساد "حاييم سرفاتي" (28 سنة) المكلف بالإشراف على جهاز الراديو و الاتصال.

...كانت الباخرة "إيكوز" على وشك الإقلاع... و كان على تلك العائلات أن تقطع ما يناهز 600 كلم، من جنوب المغرب إلى شماله للالتحاق بالباخرة.

و حتى لا يثيروا الانتباه، باعتبار أنه أضحى من المعرف أن سكان الملاح في مختلف المدن بدأوا يغيبون عن الأنظار و لم يعد يطهر لهم أثر، أشاعوا أنهم ذاهبون لزيارة قبر وليهم عمران بن ديوان بمدينة وزان ، و بعد الابتعاد عن وزان قيل لهم أن يقولوا لكل من يسألهم عن وجهتهم أنهو ذاهبون إلى ناحية الحسيمة لحضور حفل زفاف عائلي.
...كانت الرحلة صعبة و شاقة لا سيما عند عبور جبال الريف المكسوة بالثلوج... و في كبد الليل قاد المجموعة شخصين ، يخفيان وجهيهما و يحملان سلاحا ناريا و كانا من الموساد، إلى شاطئ مهجور بضواحي مدينة الحسيمة... وضعوهم في مراكب أبحرت بهم إلى الباخر التي كانت راسية بعيدة عن الشاطئ.

.. انطلقت الباخرة " إيكوز" في اتجاه جبل طارق و على بعد 10 أميال من نقطة الانطلاق هبت عاصفة هوجاء لم تكن في الحسبان رغم ألأن المشرفين على الرحلة قد سمعوا للنشرة الجوية و قرروا أن الجو مناسبا...لم تقو الباخرة على مقاومة الأمواج ... و في الساعة 3 ليلا غرقت و لم يعد يظهر لها أثر... قبل ذلك بقليل استحود القبطان و البحارة علة مركب الإغاثة الوحيد و لادوا بالفرار تاركين كل الركاب لحالهم رغم وجود اطفال و نساء و عجزة بينهم... كان عميل الموساد قد تمكن من إرسال برقية النجدة... كما أن القبطان الفار صادف في طريقة مركب صيد حمله فحكى لقبطانه الحكاية و هم كدلك بث برقية نجدة و توجه إلى عين المكان,
...وصل الخبر إلى "أليكس كاتمون" رئيس شبكة تنظيم "ميسكيري" بالمغرب فأخبر رؤساءه بالموساد... و تحركت عدة جهات لإنقاد الغرقى، تحركت مراكب مناسبانيا و الجزائر و فرنسا و جبل طارق و حتى من المغرب لكن المقدين وصلوا بعد فوات الأوان ...غرق الجميع و لم يتم العثور إلا على 22 جتة من ضمنهم 16 طفلا و رغم البحث لم يعترون على 20 المتبقين.
و على إثر هذا الحادث المؤلم وُزعت مناشير بالملاح بمختلف المدن المغربية... و استقبل ولي العهد آنذاك (الملك الحسن الثاني) وفدا مكونا من الدكتور ليون بنزاكن، الوزير السابق للبريد و صديق الملك محمد الخامس( و للإشارة هو جد الاسرائيلية "إيدفا" من أمها و هي التي ادعت أنها بنت الملك الراحل) و دافيد عمار رئيس الجالية اليهودية بالمغرب و، و كذلك كبير الخاخامات دافيد ماساس، و قد طلب هذا الوفد من ولي العهد رخصة إقامة مراسيم جنازة المفقودين 42 أو 43 حسب طقوس الديانة اليهودية، وافق العاهل شريطة أن يكون عدد الحاضرين للجنازة محدودا جدا.

و تم دفن 22 بميعارة الحسيمة. و اعتبر 14 دجنبر يوم حداد ظلت تحتفي به إسرائيل إلى الآن.

و في 14 دجنبر 1992 وافق الملك الحسن الثاني على ترحيل رفاة المفقودين إلى جبل هيرزل بالقدس.

هجرة اليهود المغاربة كانت ورقة مربحة حقا...

إن هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل في فجر ستينات القرن الماضي كانت ورقة مربحة ماليا في ظاهرها.
فقد اقترح المفاوضون المغاربة على الإسرائيلين أداء تعويض مالي قدره 250 دولار أمريكي على كل مهاجر يغادر أرض المملكة إضافة لتسبيق إجمالي قدره 500 ألف دولار و قد خص هذا الاتفاق ترحيل ما يناهز 50 ألف يهودي مغربي.

و فعلا وافق الإسرائيليون على الإقتراح إلا أنهم اشترطوا مقابلة الملك الحسن الثانيليتيقنوا أن جلالته على علم بالصفقة ,ان المبالغ المدفوعة ستصل إلى الجهة و الغاية المرصودة لهما و أن لا تتسرب إلى بعض الجيوب.

و قد أكد روبير أصراف ، رئيس الاتحاد الدولي لليهود المغاربة أن إسرائيل أدت فعلا في البداية 50 دولار على كل يهودي غادر تراب المملكة ، كما أكد أن المؤتمر اليهودي الدولي دفع تسبيق للمغرب قدره 500 ألف دولار.

التعاون العسكري

لقد سبق لجملة من السياسيين أن تساءلوا عن وجود تعاون عسكري بين المغرب و الدولة العبرية. و قد اعتمد هؤلاء للتصريح بهذا التساؤل في وقت كان فيه من الصعب بمكان الحديث عن مؤسسة الجيش الملكي ناهيك عن علاقة هذه المؤسسة بإسرائيل، على جملة من المؤشرات. و من ضمنها تعيين الجنرال محمد أوفقير سنة 1959 على رأس الأمن الوطني مكان و محل محمد الغزاوي. و قيل آنذاك أن هذا التعويض كان بايعاز من "إيسير هاريل" رئيس الموساد في تلك الفترة. و قد كان تدشين التعاون العسكري بين إسرائيل و المغرب عندما اضطلعت الموساد بمهمة إعادة هيكلة مختلف مصالح المخابرات المغربية (الكاب 1 آنذاك).

و قد أكدت "أنييس بنسيمون " في كتابها " الحسن الثاني و اليهود" أن الجنرال محمد أوفقير كان علاقة مباشرة و مستديمة بالموساد, كما أنه ساهم في تسهيل مهمة المنظمة السرية "ميسيكري" التي أحدثتها إسرائيل للإشراف على عمليات ترحيل اليهود المغاربة إلى "أرض الميعاد" . و هذا ما أكدته جل الوثائق الاسرائيلة التي أزيح عنها مؤخرا طابع السرية و التي اعتمد عليها جملة من المحللين و الكتاب العبريين لنشر كتب و دراسات و مقالات بخصوص تلك المرحلة التي ظلت بعض أحداثها يلفها الغموض الكثيف. و لعل إزاحة طابع السرية بخصوص الوثائق الأمريكية و الفرنسية من شأنها أن تساهم في المزيد من الاثبات و التوضيح.

مصالح إسرائيل الاقتصادية بالمغرب

هناك مصالح اسرائيلية كثيرة ببلادنا، لاسيما و أن الاسرائيليين تمكنوا من التسرب بمختلف الأشكال في جملة من القطاعات الاقتصادية و تمكنوا من إرساء مصالح أكيدة . و لا يخفى على أحد إن هذاه المصالح تساهم، بشكل أو بآخر، في تمويل الآلة الحربية الاسرائيلية.

علما أن بعض الجهات ظلت تلعن جهرا أن العلاقات انتهت رسميا مع اسرائيل منذ 23 أكتوبر 2000، في عهد نتنياهو، مع إقفال مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط ومكتب الاتصال المغربي بتل أبيب، على مختلف الأصعدة و من ضمنها العلاقات الاقتصادية و التجارية كما قيل آنذاك . و في هذا الصدد وجبت الإشارة إلى أنه في تلك الفترة قامت ثلة من الفعاليات المغربية بتوجيه ملتمسا للوزير الأول ’نذاك عبد الرحمان اليوسفي لمطالبته بمنع استيراد المنتوجات الاسرائيلية و عدم قبول أي سلعة آتية من سرائيل أو من شركات إسرائيلية إلا أن الوزير الأول لم يولي أي اهتمام لهذا المطلب و تجاهله جملة و تفصيلا,
علما أنه آنذاك كشف أكثر من مصدر على علاقات تعاون اسرائيلي – مغربي على الصعيد العسكري و تناسلت التصريحات منذ عقد معاهدة أوسلو سنة 1993 و لم يصدر أي تكذيب بخصوص ما نشر في هذا الصدد.
كما أن المتتبعين لشؤون الاستثمار ببلادنا أكدوا أنه في منتصف تسعينات القرن الماضي لم يفوت الاسرائيليون أي فرصة للاستثمار ببلادنا. و آنذاك تم التوقيع على اتفاق بين الخطوط الملكية الجوية و شركة "عال" الاسرائيلية عندما كان اليهودي سيرج برديكو وزيرا للسياحة.

و في تلك الفترة تناسلت الأخبار و الاشاعات بخصوص الكثير من المشاريع بين رجال أعمال مغاربة و نظائرهم الاسرائيليين رغم أن الكثير منها لم ير النور. و من ضمنها مشروع "هنا مردخاي" السياحي بآكادير. و كذلك محاولة المجموعة المالية الاسرائيلية "كول بيس بروجكت" إحداث فرع لها بالدار البيضاء من طرف دافيد عامران" و هو ضابط سامي سابق بالجيش الاسرائيلي. و هذا إضاقة لجملة من المشاريع الاستثمارية في قطاع التجهيزات و التكنولوجيا الفلاحية، و بالخصوص فيما يتعلق بتقنيات السقي و يدبير الماء.

و في هذا الإطار تكلفت شركة "تاهال" بتطهير المياه بمدينة بنسليمان قصد استعمالها لسقي ملعب المدينة. كما لوحظ آنذاك حضور بارز لإسرائيليين في مشروع التجارب بآزمور و تم إحداث شركات ترميم آلات و معدات السقي و الري و شركة للملاحة البحرية بمساهمة مهمة لأموال اسرائيلية.

و من المعروف الآن أنه منذ سبعينات القرن الماضي ظلت الشركات الاسرائيلية تبيع التجهيزات الفلاحية للمغرب، في البداية كانت تتم العمليات مباشرة، و بعد ذلك بواسطة الشركة الهولاندية "سلويس و كروت" و شركات اوروبية أخرى و أغلبها مستقرة بقبرص. علما أن البنك الدولي و صتدوق النقد الدولي ساهما في تمويل جزء كبير من أقنتاء المنتوجات الاسرائيلية بواسطة قروض منحت للمغرب. و بهذه الطريقة ولجت شركة "نيطافيم" الاسرائيلية غلى الضيعات المغربية في واضحة النهارن و هي التي كانت وراء فضيحة بذور الطماطم الفاسدة المستوردة من اسرائيل و التي ألحقت أضرارا بالغة بزراعة الطماطم ببلادنا في عدة مناطقة مغربية رائدة في انتاجها. و قد تبين عبر أكثر من مصدر خارجي أن الأمر كان مقصودا و مخطط له.

و في منتصف الثمانينات و تسعينات القرن الماضي تمكنت بعض الشركات الاسرائيلية مع أخرى أوروبية، مثل شركة فيف كونترول" الاسرائيلية و شركة "ريكافيم" الاسرائيلية الاسبانية و "زيماك" و شركة "تاهال" و شركة "سوبروما" و شركة "حيفا شيميكال" و شركة مارتيشيم" و غيرها من الشركات الاسرائيلية من اختراق النسيج الاقتصادي المغربي.

الشركات الاسرائيلية بالمغرب

هناك الكثير من الشركات المتواجدة بالمغرب على علاقة وثيقة بشركات إسرائيلية تتحكم فيها طولا و عرضا . و رغم أنه ليس من السهل كشف هذه العلاقة بوضوح إلا أن هناك بعض الأمثلة البارزة التي تفيد و بامتياز هذا التواجد القوي للمصالح الاسرائيلية بالنسيج الاقتصادي المغربي.

و من هذه الأمثلة البارزة شركة "زيماك" المحدثة بالدار البيضاء سنة 1983. و هي في الحقيقة فرع من فروع شركة "زيم" للملاحة التي يمكن للمواطن العادي أن يعاين من حين لآخر "كنطيرات" ضخمة لها بميناء العاصمة الاقتصادية و هي تحمل بوضوح و بأحرف كبيرة رموز الشركة ( Z I M ) .

و تساهم الدولة الاسرائيلية في رأسمال الشركة الأم "زيم" بأكثر من 48 في المءة ، و هي شركة ملاحية تؤمن رحلة بحرية مرة أو مرتين في الشهر بين المدينة الاسرائيلية أشدود (حيفا) و برشلونة الاسبانية و الدار البيضاء.

أما شركة "تاهال" فهي متخصصة في تكنولةجيا الري الزراعي. و قد ساهمت في إقامة مشاريع بمدينة بنسليمان و بوجدة.

و أنشأت شركة "ريكافيم" سنة 1993 بالمغرب كشركة اسبانية و هي في الحقيقة فرع لشركة "نيطافيم" الاسرائيلية المتخصصة في التكنولوجيا الفلاحية.

كما تم إحداث في نفس الفترة شركة "سوبرومان" المتخصصة في شتائل الموز و الطماطم.

أما شركة "حيفا شيميكال" المتخصصة في الأسمدة فقد اقتصرت على أن تكون ممثلة من طرف الشركة الفلاحية لسوس. و نفس الشيء بالنسبة لشركة "مارشيم" الممثلة من طرف الأومنيوم الفلاحي لسوس.

و ما هذه إلا أمثلة لشركات ظاهرة، أما المصالح الاسرائيلية الباطنية فهي موجودة عبر الكثير من الشركات العديدة الأخرى و هي قائمة رغم عدم ظهورها بالاسم و المسمى.

و من الملاحظ أن القطاعات التي تسجل حضورا بارزا للمصالح الاسرائيلة بالمغرب هي قطاع الأبناك و الخدمات و الوساطة و قطاع النقل البحري و قطاع الفلاحي و القطاع السياحي، علما أن هناك اهتمام واضح في السنوات الأخيرة بالقطاع الفلاحي و لعل خوصصة أراضي سوجيطا و صوديا هي فرصة للمزيد من التغلغل الاسرائيلي بالقطاع الفلاحي المغربي و من المنتظر أن يكون بغطاء اسباني لا محالة.

و من المعلوم الآن أنه في تسعينات القرن الماضي كثرت الوفود الاسرائيلية التي حلت بالمغرب و الوفود المغربية التي اتجهت إلى إسرائيل. فقد حضر رجال أعمال اسرائيليين في سبتمبر 1997 للمشاركة في المؤتمر العالمي للماء الذي انعقد بمدينة مراكش. و تناسلت الزيارات سنة 1999 في الخفاء لتزامنها مع اتساع مدى الجولة الثانية للانتفاضة الفلسطينية. لكن ظل قائما رواج و ترويج المنتوجات الاسرائيلية بالأسواق المغربية إذ ارتفعت المبيعات الاسرائيلية بالمغرب ’نذاك بما قدره 18 في المئة على أقل تقدير.

الاختراق الاسرائيلي للقطاع الفلاحي المغربي

لم يعد يخفى على أحد الآن أن تقنيات الري الاسرائيلية اجتاحت القطاع الفلاحي العصري و شبه العصري بالمغرب. إنها تغطي ما يفوق 40 ألف هكتار، علما أن أكثر 65 في المئة من الفلاحين المغاربة الذين يتعاطون لزراعة البواكر يفضلون، فعلا و فعليا، التجهيزات و التقنيات الاسرائيلية، لاسيا تلك التي يسمونها "بابريلا" و "وادانيلا". إذ أضحى من الصعب بمكان التخلي عنها من طرف الفلاح المغربي.

كما أن إحدى الدراسات أقرت بأن 85 في المئة من الفلاحين المغاربة يستعملون البذور الاسرائيلية.

لكن كيف كانت تصل المنتوجات الاسرائيلية إلى السوق المغربية ، قبل فتح أبواب المغرب على مصراعيها، رغم عدم وجود علاقات تجارية رسمية بين بلادنا و الدولة العبرية؟

الجواب بسيط للغاية. إن الشركات الاسرائيلية تبيع امتياز تلفيف بضائعها و منتوجاتها لشركات أوروبية (لاسيما الايطالية و الاسبانية) و هكذا يختفي أثر مصدر السلعة و المنتوج.

أو أن الشركات الاسرائيلية تعتمد على إحداث فروع لها بالمغرب و تقوم بخلقها شركات اسبانية أو غبرها. و هذا ما حصل مثلا بالنسبة لشركة "ريكافيم" و هي ممثلة في أكثر من مدينة مغربية و هي المعتبرة أنها تابعة للشركة الأم "ريكابير برشلونة" و لكنها في واقع الأمر هي فرع من فروع شركة "نيطافيم" و هي شركة اسرائيلية عابرة القارات.
و غالبا ما تصل المنتوجات الاسرائيلية إلى الأسواق المغربية بواسطة الخط البحري الذي تُؤمّنه شركة "زيماك" التابعة لشركة "زيم" الاسرائيلية التي تنقل المنتوجات من اسرائيل إلى برشلونة أو لشبونة و من ثمة إلى الدار البيضاء لتلج الأسواق المغربية بكل حرية و كأنها منتوجات أوروبية.

و لا يقف المر عند هذا الحد . إذ أن أغلب المساعدات الممنوحة للمغرب من طرف الاتحاد الاوروبي هي بالأساس مرصودة لقتناء تجهيزات الري الاسرائيلية و التقنيات و الآليات و الأدوات و المعدات المرتبطة به.
و ما دام أن الأمور سارت على هذا المنوال لذلك لم يبادر عبد الرحمان اليوسفي (الوزير الأول آنذاك) للإستجابة أو على الأقل الاجابة على ملتمس توقيف استقبال المنتوجات و البضائع الاسرائيلية بالمغرب و الذي وجهه إليه جملة من الفعاليات الديمقراطية المغربية.

زيارة وزير خارجية إسرائيل للمغرب

كانت أول زيارة لوزير إسرائيلي للمغرب بعد إغلاق مكتبي الاتصال التابعين لإسرائيل و المغرب في أكتوبر 2000 عقب إعادة اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الاسرائيلي "سيلفن شالوم" في صيف 2003.
و قد صرح الوزير خلال هذه الزيارة أن المغرب عليه أن يلعب دورا حيويا في دور الوسيط بين إسرائيل و الفلسطينيين، كما يمكنه أن يكون جسرا أكيدا لعلاقات إسرائيل مع دول أخرى.
كما صرح في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية بعد عودته إلى تل أبيب قائلا، إن المغرب يريد استئناف العلاقات مع إسرائيل كما يرغب أن يكون شريكا نشطا في عملية السلام بالمنطقة، و هذا بالضبط ما يرحب به الاسرائيليون.

إسرائيل تكرم الملك الحسن الثاني

نشرت جريدة روسية أجرت حوارا مع الملك محمد السادس أن جلالته صرح لها بقوله أن والده كان صديقا لإسرائيل، و أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي أصدرت طابعا بريديا لتكريم الملك الراحل الحسن الثاني بعد وفاته.
و للإشارة فإن الدولة العبرية أطلقت إسم الملك الراحل الحسن الثاني على شوارع في جملة من المدن الإسرائيلية. و يبدو أن إسرائيل نفس الشيء بالنسبة لعاهل الأردن الراحل الملك حسين.
و فعلا إن الدولة العبرية هي التي كانت سباقة في العالم لإصدار طابعا بريديا لتكريم الراحل الملك الحسن الثاني.

آزولاي ، أكثر الأسماء العبرية ترديدا بالمغرب

آزولاي، هو إسم عائلة يهودية مغربية عريقة بالمغرب بل بالمغرب العربي. و ينتمي إليها عدة شخصيات ، أولهم أندري آزولاي الذي كان يدير شركة بفرنسا قبل أن يعينه الملك الراحل الحسن الثاني مستشارا له في الشؤون الاقتصادية و المالية و هو المنصب الذي ظل يحتفظ به في عهد الملك محمد السادس.

و ينتمي إلى هذه العائلة اليهودية المغربية شخصيات استقروا بإسرائيل. و من ضمن هؤلاء آريي جورج آزولاي و هو من مواليد فاس شغل منصب مدير مدرسة بمدينة أشدود الاسرائيلية (حيفا) و هو كذلك متصرف بقسم الشبيبة و بناة إسرائيل التابع للوكالة اليهودية، كما أنه يشغل حاليا منصب رئيس بلدية مدينة أشدود.

و هناك آزولاي دافيد و هو من مواليد المغرب سنة 1954 ، رجل تعليم و سياسي محتك عضو في الكنيست الاسرائيل و يمثل فيه الحزب الديني المتطرف "شاس" الذي يقال أن اليهود المغاربة لعبوا دورا كبيرا في مرحلة تأسيسه.
و هناك آزولاي سالمون و هو من موليد سنة 1926 بمدينة آسفي، رجل تعليم و ناشط صهيوني مرموق و من مؤسسي حركة نيطير الصهيونية.
و من القدامى هناك آزولاي أبراهام (1745) و هو من مواليد مراكش. و هناك آزولاي شالوم ( 1848 – 1922 ) و هو أحد أولياء اليهود مدفون بمدينة صفرو.
و هناك الكثيرين من المنتمين إلى هذه العائلة يحتلون مناصب عالية و متوسطة بالدولة العبرية حاليا.

أزولاي و أصراف...كالقط مع الفار

ربير أضراف لا يطيق أندري آزولاي مستشار الملك في الشؤون الاقتصادية و المالية، إنه "دم سنانو " كما يقال.
و روبير أصراف هو يهودي مغربي من مواليد الرباط و هو الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لليهود المغاربة. و قد سبق له أن تقلد عدة مناصب مهمة بالمغرب منها مكلف بمهمة بالكتابة الخاصة للملك سنة 1962 و مديرا عاما لمجموعة"أونا" سنة 1980.و كان روبير أصراف من المقربين من الملك الحسن الثاني.

و أضراف لا يطيق أندري آزولاي و يعتبره مراوغا ن بل تعثه بالكذاب في حديثة مع مجلة "تيل كيل"، و ذلك بحجة أن أزولاي أفهمه يوما أن عليه تنظيم رحلة لوفد من رجال الأعمال الإسرائيلين إلى المغرب استجابة لرغبة الملك الحسن الثاني. و هذا ما قام به فعلا و بامتياز لكنه فوجئ بغضب الملك لهذا الأمر و عوض أن يتحمل آزولاي مسؤوليته كاملة و توابع تصرفه غير المسؤول ، يقول أصراف ، اكتفى برمي الكرة في ملعب أصراف إذ قال أمام جلالته " أصراف يبالغ دائما في الأمور".
و تكهربت العلاقة أكثر بين الرجلين في شهر يوليو 1999 عندما منع آزولاي أصراف من حضور ندوة صحفية للملك.
و يقول أصراف أن آزولاي يخشاه لأنه ظل من المقربين للملك الحسن الثاني مستعد للخدمة و لمد يد العون و ليس للهث وراء تحقيق مصالح.
اللوبي الصهيوني بالمغرب و اللوبي المغربي بإسرائيل ؟؟؟؟؟

من المعلوم أن هناك لوبيا صهيونيا مزروعا في الجسد العربي من المحيط إلى الخليج, وبلادنا كذلك لها لوبيها. وقد بدا اللوبي الصهيوني يرسي دعائمه بالمغرب مع بداية الترويج للكذبة الصهيونية الاستعمارية و تهافت المتشبثين بأهدابها و على رأسهم آنذاك "اندري شوراقي" الكاتب العام للرابطة الإسرائيلية العالمية الذي اهتم أكثر من غيره بدراسة يهود شمال إفريقيا و من ضمنهم اليهود المغاربة. وبفضله لعبت الجريدة الصهيونية "نوار" الصادرة آنذاك دور تسميم عقول الشباب اليهودي المغاربة في الفترة الممتدة من منتصف أربعينات إلى فجر خمسينات القرن الماضي ، و هذا في وقت سادت فيه روح التعايش و التسامح و التناغم و التفاهم "العضوي" بين المغاربة المسلمين و اليهود. ولعل المجتمع البدوي في سوس و الأطلس الكبير و تافيلالت و ميدلت و غيرها من المناطق القروية المغربية أكبر دليل على دلك. علاوة على مساهمة الحرفيين المغاربة اليهود في تسليح مجاهدي عبد الكريم الخطابي البطل الريفي الذي حارب ببسالة الاستعمار الأسباني. إلا أن اللوبي الصهيوني بالمغرب, والدي كان في طور التأسيس آنذاك عصف بكل دلك. و هو لوبي مكون من الصهاينة و المتصهينين’ و قد تقوى عبر صيرورة "تصهين" فعلت فعلها على امتداد سنوات خلت حتى استطاع بلوغ قيادة و مراكز و جرائد.

و كانت أولى هجمات هدا اللوبي بمناسبة صلاة "بيصاح" (أي السنة القادمة في القدس) حيث تم استغلالها بدرجة كبيرة للترويج للكذبة الصهيونية. وآنذاك بالضبط نشط أحد رسل الصهيونية و أبرز مؤ طيرها بالمغرب "بروسبير كوهن" الذي دعا اليهود للتخلي عن الأمل في المسيح و البشرية. ومند ئد بدأت تقوية قاعدة اللوبي الصهيوني بالمغرب للحرص على تحقيق كل ما من شأنه خدمة الصهيونية آنيا و مستقبلا. هكذا و بتمويل سخي من طرف ادموند دو رولتشيلد تأسست أولى المؤسسات التعليمية العصرية الخاصة باليهود في المغرب, ودلك لتوفير الشروط "لإنتاج" نخبة يهودية مثقفة بالمغرب تخدم القضية الصهيونية. ومند البداية تم استئصال جذور هده النخبة عن واقعها المغربي عبر إدماجها و دمجها في نمط عيش غربي و عبر ربط مصالحها بالثقافة الغربية حتى وجدت نفسها غير قادرة على بلورة "تصور وطني" فعلي لجماهير اليهود المغاربة. وبدلك عملت على توجيه هؤلاء في اتجاه واحد لا ثاني له وبدون أي خيار آخر, الصهيونية و لا شيء آخر إلا الصهيونية, لاسيما وأن النخبة إياها استفردت بكافة اليهود المغاربة في ظل بنية و منظومة اجتماعيتين مطبوعتين بالانعزال الثقافي. وهكذا فعل تأثير اللوبي الصهيوني فعله و لم يتمكن حتى أولئك اليهود المغاربة الدين ساهموا فعلا و فعليا في حركة الكفاح الوطني المغربي, فكرا و سلاحا, من مواجهة سواء النخبة أو اللوبي الصهيوني فتركوا جماهير اليهود المغاربة في قبضة الصهيونية تفعل بهم ما تريد إلى أن تم ترحيلهم إلى الكيان الإسرائيلي في بداية ستينات القرن الماضي.

و لا يخفى على أحد الآن الدور الذي لعبه اللوبي الصهيوني بالمغرب في مفاوضات "ايكس ليبان" المتعلقة بالاستقلال السياسي للمغرب, وهدا إن كان يدل على شيء فإنما يدل على قوة هدا اللوبي الذي لم يتوقف عن تمتين دعائمه مند أربعينات القرن الماضي, ولازال تأثيره و فعله بارزين للعيان لحد الآن.

لقد عمل اللوبي الصهيوني العالمي على خلق صلات بين المغرب و إسرائيل حتى قبل الاستقلال. ولقد ألح المهدي بنبركة أكثر من مرة على تلك الصلات القائمة بين البلدين يهودا و حكومة. كما صرح أكثر من مرة أنها صلات قائمة على الأقل مند 1955. علاوة على أن بعض المؤرخين و المحللين السياسيين كشفوا عن دور يهود المغرب في تفعيل و تغيير موقف السلطات الفرنسية حول ما وقع بالمغرب في بداية الخمسينات, لاسيما فيما يخص رهان فرنسا- الذي كان خاسرا مسبقا- على تنصيب "بن عرفة" سلطانا على المغرب حيث كان الأولى هو عودة محمد الخامس إلى عرشه بعد ترتيب الأمور معه فيما يخص المستقبل. كما كشفوا أن قضية اليهود تمت إثارتها في المفاوضات المتعلقة بالاستقلال السياسي, حيث حصل الاتفاق على اعتماد ترتيبات وفق جدول زمني لتسهيل سفر أعداد كبيرة من يهود المغرب إلى إسرائيل في هدوء و دون دعاية و"شوشرة"... هكذا و على امتداد أقل من عشر سنوات وصل عدد اليهود المغاربة المهاجرين إلى إسرائيل ما يناهز ثلاثمائة ألف مهاجر في صمت تام و دون "هرج", كما سمح لليهود الباقين بالبلاد بربط صلات غير مقيدة مع أهاليهم و دويهم الدين فضلوا الهجرة.

و عاد المرحوم محمد الخامس إلى عرشه في نوفمبر 1955, في وقت كان فيه الشرق الأوسط يعيش توترا كبيرا و شديدا, و ظهرت فيه نوايا فرنسا للتعاون مع إسرائيل و الإنجليز للتصدي لمصر التي كانت تساند و تدعم الثورة الجزائرية.

ولولا دور اللوبي الصهيوني بالمغرب, يقول بعض المحللين ومن ضمنهم أبراهام السرفاتي لما نجحت صفقة فتح الباب لهجرة يهود المغرب إلى الكيان الإسرائيلي, لاسيما ادا علمنا طبيعة صلات الصهاينة آنذاك بفرنسا.

و يذهب بعض المحللين السياسيين إلى الاعتقاد أن طرح قضية تمثيلية الشعب الفلسطيني من طرف منظمة فتح دون غيرها, كانت بفعل اللوبي الصهيوني لأن إسرائيل كانت تريد التخلص من دور عاهل الأردن( الملك حسين آنذاك) في القضية الفلسطينية, لاسيما و أنه كان هو الوحيد الذي في استطاعته إحراج الكيان الصهيوني قانونيا على المستوى الدولي بالمطالبة بالعودة إلى خطوط ما قبل يونيو 1967 ارتكازا على مضمون نص قرار مجلس الأمن رقم 242 و الذي صدر كما هو معروف في وقت لم تكن فيه منظمة التحرير الفلسطينية قد ظهرت بعد. كما أنه من المحتمل جدا أن يكون اللوبي الصهيوني قد لعب دورا كبيرا في تمكين الموساد من الاستماع و التنصت على مؤتمرات القمة العربية المنعقدة في الستينات.
ولقد ورد في كتاب "المفاوضات السرية بين العرب و إسرائيل" أن الجنرال المغربي الدليمي حمل سنة 1976 أول رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي "إسحاق رابين" إلى الرئيس المصري أنور السادات. كما جاء فيه أن اللوبي الصهيوني بالمغرب عمل جاهدا من أجل ترتيب أول اجتماع سري بين مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن(الجنرال موشي ديان) و مبعوث الرئيس السادات (حسن التهامي) في شتنبر 1977. ومن القضايا التي ساهمت في كشف قوة اللوبي الصهيوني بالمغرب أساليب و آليات الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل. فمن المعروف أن المغرب كان الداعي لأول مؤتمر اقتصادي بين العرب و إسرائيل سنة 1992 في الدار البيضاء. وكان هدا المؤتمر محاولة جريئة في تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية. وقد اعتبرها البعض من بصمات فعل اللوبي الصهيوني.

كما أن تتبع جملة من المواقف و الممارسات و المهام من شأنها توضيح وجود اللوبي الصهيوني بالمغرب.

لقد أكدت "ستيلا" و هي ابنة عم أبراهام السرفاتي أن الشخصيات و الأعيان اليهود المغاربة رفضوا التوقيع على عريضة الاستقلال بإيعاز من اللوبي الصهيوني. كما أن الكل يعلم أن "سيرج بيرديغو"(و هو وزير سابق للسياحة بالمغرب) تربطه علاقات وطيدة بحزب ميفدال الإسرائيلي و هو حزب يميني متطرف, كما أنه هو الكاتب العام للطائفة اليهودية بالمغرب و آنذاك عمل على إعداد العدة لتنظيم مؤتمر المنظمة الصهيونية العالمية بمراكش. و هدا "روبير أصراف3 الذي كان صديقا حميما للجنرال أفقير و كانت تربطه به علاقات وطيدة أثارت أكثر من جهة علاقته بالمخابرات الإسرائيلية(الموساد) و دوره المتميز و الفعال في ترحيل و تهريب اليهود المغاربة إلى إسرائيل, وحضوره أكثر من مرة كمؤتمر بالمنظمة الصهيونية العالمية رغم أن الأمم المتحدة تعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية المنبوذة من طرف العالم بأسره.
ومن الأحداث كذلك عقد لقاء سري سنة 1999 بفندق "الميراج"(أي السراب) بمدينة طنجة جمع بين مسؤولين إسرائيليين و مسؤولين مغاربة و لم يعلم أحد ما دار في دلك الفندق الواقع خارج المدينة في منطقة منعزلة.

ومن بصمات اللوبي الصهيوني كذلك الحملة التي استهدفت الفنان الساخر المغربي أحمد السنوسي وكل من أحيوا يوم انتصار الشعب اللبناني على إسرائيل والدي نظم في غضون سنة2000. و ما هده إلا علامات لوجود هدا اللوبي و هدا ما دفع الدكتور المهدي المنجرة أكثر من مرة إلى القول بأن الصهاينة يتحكمون في أكثر من بلد عربي.

وهدا من جهة أخرى دفع البعض إلى التساؤل حول إمكانية وجود لوبي مغربي بإسرائيل. فادا كان من المعروف و المعلوم أن لليهود تأثيرا واضحا في العالم, لأنهم شكلوا ولازالوا قوة فاعلة و مؤثرة في الولايات المتحدة الأمريكية, فهل اللوبي المغربي بإسرائيل, في حالة وجوده فعلا, في استطاعته القيام بمثل هدا الدور داخل الكيان الإسرائيلي و بدلك تكون له إمكانية التأثير حتى في اللوبي اليهودي بأمريكا و بالتالي في العالم؟ فهل هده حقيقة أم مجرد وهم؟ وهل هناك فعلا ما يدعو للحديث عن إمكانية وجود لوبي مغربي بإسرائيل؟

يعرف الجميع أن وضعية اليهود بالمغرب في الخمسينات و الستينات من القرن الماضي كانت مريحة و آمنة أكثر من أي بلد آخر في العالم, وربما حتى أكثر من أمريكا نفسها. آنذاك كان عصر ازدهار الجماعات اليهودية و حيويتها بالمغرب. فالآباء و الأجداد لازالوا يتذكرون أجواء حفلات "ملاح"(حي اليهود) بمدينة فاس و سلا و صفرو و ميدلت و مدن أخرى حيث تعايش اليهود المغاربة ضمن قبائل الأطلس و الجنوب وتافيلالت ودلك بالرغم من دسائس الاستعمار الرامية إلى التفرقة, وهو الذي لم يبخل بأي جهد على امتداد قرن من الزمن لبلوغ مراميه. آنذاك نشط أتباع الصهاينة كثيرا, لاسيما أولئك الدين تشبثوا بالكذبة الاستعمارية الصهيونية و تعلقوا بأهدابها حتى أضحت حقيقة أمر واقع مفروض. وتكفي مضامين مؤلفات "اندري شوراقي" لتبيان دلك.

لقد ظهرت أولى علامات تأسيس لوبي مغربي مند المفاوضات المرتبطة باستقلال المغرب اد طرحت هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل بحدة. وقد تم الاتفاق كما سبق الذكر على ترتيبات لتسهيل هجرة جماعية إلى الكيان الإسرائيلي. و التتبع لهده العملية لاشك أنه لاحظ في غضون عشر سنوات وصل عدد اليهود المغاربة المرحلين إلى إسرائيل قد فاق300 ألف شخص. كما حصل الاتفاق على السماح لليهود النازحين بإبقاء صلات مع دويهم, اد ظل بالمغرب ما يناهز200 ألاف يهودي مغربي. و قد قيل آنذاك أن المؤسسات اليهودية(ومن ضمنها الحكومة الإسرائيلية) قد تعهدت بالعمل على التعاون للحفاظ على استقرار الأوضاع بالمغرب. و عموما كانت هجرة اليهود من مراكز تجمعهم مقيدة بشروط معينة في باقي الدول, إلا أن التجمع اليهودي بالمغرب لعب دورا أساسيا في الهجرة و تعمير إسرائيل, خصوصا وأن يهود أمريكا تم يكونوا راغبين في الهجرة للاستقرار بالكيان الإسرائيلي رغم استعدادهم الكبير و غير المشروط للدعم المالي و السياسي و الدبلوماسي و الاقتصادي و العسكري, اد أنهم فضلوا المكوث بالولايات المتحدة الأمريكية. أما يهود وسط أوروبا و شرقها, نظرا لوقوعهم تحت هيمنة الاتحاد السوفياتي فقد كان من العسير عليهم أن يهاجروا جماعات جماعات بدون مضايقات. هكذا كان اليهود المغاربة مصدر الهجرة الواعدة آنذاك. وليس خاف على أحد أن يهود المغرب, في أغلبيتهم الساحقة, كانوا يتطلعون بشوق كبير و حماس عظيم للمشروع الصهيوني آنذاك بفلسطين المغتصبة, و دلك بفعل التأطير القوي لدعاة الصهيونية.

وقد يقول قائل أن التجمع اليهودي بالمغرب لم يكن هو الأهم في العالم من حيث العدد. فعلا, من المعروف أن اليهود انتشروا مند القدم حوت البحر الأبيض المتوسط الذي شكل بؤرة التجارة العالمية, و في هدا الإطار كان المغرب يعتبر من أكبر مراكز تجمع اليهود. إن عددا كبيرا منهم كانوا قد فروا من الأندلس للاستقرار بالمغرب, و حسب الإحصائيات المتوفرة كان المغرب يحتل المرتبة الثالثة في هدا الصدد بعد أمريكا(6 ملايين) و أوروبا الوسطي و الغربية قبل الحرب العالمية الثانية(3 ملايين من الأشكناز و هم يهود الغرب) ويأتي بعدها المغرب(700 ألف و معظمهم من السافرديم و هم يهود الشرق). وهده مؤشرات من شأنه تأكيد دور اليهود المغاربة بإسرائيل مند نشأتها إلى حد الآن. فالدارس لتاريخ اليهود المغاربة يعرف حق المعرفة مواقع تأثيرهم في إسرائيل, مجتمعا و دولة و حكومة, حيث أن لهم هناك حزب سياسي يعتبر من أهم الأحزاب ذات الثأتير رغم عدم بروزها بالشكل الواضح و الجلي( حزب الشاس), علاوة على أنهم يشكلون عمودا أساسيا في البناء السياسي الإسرائيلي. و لا يخفى على أحد أن الساسة الإسرائيليين يحسبون ألف حساب لعلاقة المغرب بيهوده و لدورهم في قلب المجتمع العبري. ومند كانت هجرتهم في أوجها بدأت تطفو على السطح عدة تساؤلات على صعيد الدوائر العليا للدولة بالمغرب فيما يخص الموقف من إسرائيل و كيفية النظر إليها و التعامل معها. اد ظهرت علامات مند مند الخمسينات و فجر الستينات تشير إلى أنه ظلت صلات بين المغرب و إسرائيل حينما برزت أهمية الجالية اليهودية بالمغرب نظرا لغناها و نفوذها بين يهود الولايات المتحدة الأمريكية و حتى يهود إسرائيل الدين كان من ضمنهم يهود من أصل مغربي هاجروا مبكرا إلى فلسطين. ومن الواضح أن اليهود المغاربة لعبوا دورا حيويا في الاتجاه الذي سارت فيه الدولة العبرية و حكوماتها. ويمكن استشفاف هدا الأمر انطلاقا من الدور الذي لعبه المغرب في تهيئ الشروط الحاسمة التي أعطت الانطلاقة لمسلسل السلام بالشرق الأوسط رغم التناقض الظاهر لمواقف حزب الشاس من القضية, وهو حزب ساهم في تقويته اليهود من أصل مغربي.

كما أضحى معلوما أن المغرب عمل على تأسيس منظومة من العلاقات بباريس اخترقت حتى أجهزة الأمن و المخابرات الفرنسية, و كانت هي الانطلاقة للوصول إلى اختراق الموساد. ومن المؤشرات التي تفيد بدلك مشاركة الموساد بدور نشيط في تتبع تحركات المهدي بنبركة و خطة إيقاعه ثم اختطافه, و هدا ما أوضحته وثائق ملف التحقيق في قضية اغتيال المهدي بنبركة بعد سقوط طابع سر الدولة عنها.

و اليهود من أصل مغربي يشكلون اكبر جالية يهودية وافدة على إسرائيل اد أن عددهم يناهز 900 ألف نسمة. وقد ساهموا في مختلف مجالات حياة المجتمع الإسرائيلي و ولجوا الوظائف الحكومية و السياسية و منهم نواب في الكنيست أو مناصب حساسة و استراتيجية, و على سبيل المثال لا الحصر يمكن ذكر دافيد ليفي الذي كان وزيرا للخارجية و هو المولود بالمغرب حيث قضى شبابه بمدينة الدار البيضاء و الرباط و عيره كثيرون في مختلف المجالات.

إن كل ما سبق يشير بقوة إلى احتمال كبير لإمكانية وجود لوبي مغربي بإسرائيل, ويبدو أن المغرب من بين البلدان القلائل الدين يتوفرون على هده الوضعية. فهل في امكان هدا اللوبي الفعل في اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة الأمريكية في اتجاه يخدم المغرب أم لا ؟ أم أن هده الوضعية تعتبر في واقع الأمر نقمة لأن العم سام و معه أوروبا لن يسمحا لأي بلد من الجنوب إن يتوفر على مثل هدا اللوبي الذي من شأنه الفعل على الصعيد الدولي سواء مباشرة أو بطريقة غير مباشرة؟؟ و هدا مجرد تساؤل الداعي إليه هو الآتي :
إن اللوبي الإسرائيلي يلعب دورا مهما على الصعيد العالمي و هدا أكيد و لا نقاش بصدده. كما أن هدا اللوبي مرتبط ارتباطا عضويا بإسرائيل التي فيها لوبي مغربي لديه من الشروط للتوفر على قدرة الفعل, فهل يمكن لهدا اللوبي إن يخدم مصالح المغرب و القضية العربية بشكل أو بآخر؟؟؟

قضية بن بركة و الموساد

المراجع

مجلة أنفاس المغربية(أعداد السبعينات), مؤلفات أندري شوراقي , مذكرات ح. هيكل , كتاب : المفاوضات السرية بين العرب و إسرائيل


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى