الأربعاء ٧ شباط (فبراير) ٢٠١٨
بقلم كريم مرزة الأسدي

مناجاة الوطن الكبير في الزمن العسير...!!

مقطعٌ من قصيدةٍ لي أصف فيه رحلاتي في أرجاء الوطن العربي، علماً أنني درّست في عدّة أقطار عربية مشارقية ومغاربية من ( 1970 حتى 1995م)، من البحر الكامل:

يا موطني ناجيتُ أرضكَ أذرعـاً
عرّجتُ فيكَ مشارقاً ومغاربا
من (بصرةِ الحسنِ) التي غازلتُها
حتّى (رباطِ الفتحِ) عشـتُكَ جائبا
طوراً على (الأوراس) أنفحُ طيبَهُ
أو فوقَ ( قاسيونَ) أمسي شاربا
لي في زوايا (القيروانِ) تفسّحٌ
غرّبتـُها فـــي ( برقـــةٍ ) متقاربا
صوبَ (الكنانةِ) إذ ْ يطـلُّ نسيمُها
كالطلِّ في ليـل ٍضربـتُ مُضارِبا
وإذا رُبى (لبنانَ) قضقضَ أضلعي
فيثيرني لفحُ (الجزيرةِ) غاضبا
وطنٌ ولي في كلِّ قطـر ٍفلـذة ٌ
مـــــنْ فكرتي ربـّيتها متنـاسبـا
منْ ذا يضاهينا بحبٍّ قــدْ رســـا
منذ ُ الطفــولةِ كــان فرضـاً واجبا

وهذا مطلع القصيدة وأبيات منها:

أشددْ بأزركَ كي تكونَ الغالبا
لا يسمعُ الدّهرُ الأصمّ ُمعاتبا
مَنْ ذا سيفخرُ في الدنى متفرقاً
لا بـــاركَ اللهُ التـّقرقَ سائبا
كالأ ُسْدِ اقحمْ حازماً،لاتنثني
إنْ رمتَ أنْ تجدَ السّموَّ مُصاحبا
لا يستقيمُ مع الزّمان ِتردّدٌ
فالصبرُ حجَــة ُمنْ تعوّدَ خائبا
هـــــذا العراقُ بأرضِهِ وبشعبهِ
وبرافديهِ،إذا ْ توهّـــجَ لاهبا
كمْ مـــــــرّتِ الأيّامُ تثقلُ جُهدَها
لــتعودَ تلكَ الشامخاتُ خرائبا
والحـــائراتُ الهائماتُ فريسةً ً
لمنْ ارتدى ثوبَ الرزايا راهبا
وطني تشقـّقَ أفقـُـهُ بأصابع ٍ
قد زجـّها حقــــــدٌ لتغدو ثعالبا
صلـّوا معي لمنْ ارتقى مجدّ العلا
لولاهُ ما عرفَ الشموخُ تعاقبا
هذا الذي قدْ طلَّ منْ أفقِ السمـــا
يشيرَ نحوّ اللهِ وجداً ذائبـا
وروى أديمَ الأرضِ منْ بركاتـــهِ
خيراً يجودُ سنابلاً وأطايبا
منْ لامني في حبّــهِ متجنـياً
قــدْ زدتـُهُ حبّــاً ودمعـاً ساكبا
اللهُ أكبرُ أنـــــتَ أولُ منْ أبــى
ظلمَ العبـــــادِ ولا تفاخرُ عاتِبا
فالعدلُ والإنسانُ مطلــعُ فكرنا
واللهُ يبقى للنفــوس ِمُحـاسبا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى